1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Integration durch Sport

١٤ ديسمبر ٢٠١٠

ما يزال عدد المواطنين من أصول مهاجرة في الأندية الرياضية قليلا جدا، ويسري هذا بشكل خاص على النساء. لهذا يسعى مشروع في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا الى تغيير هذا الوضع، نظرا لأهمية الرياضة في تحقيق الاندماج

فرقة "هالباركه" الكردية الراقصة في مدينة إيسنصورة من: LSB NRW/Andrea Bowinkelmann

تفوح من مقهى المسنين في المركز الإنجيلي في مدينة إيسن رائحة القهوة والحلوة . السيدات المسنات غادرن لتوهن المقهى، وبدأت تتصاعد من إحدى زوايا القاعة أنغام آلات موسيقية ذات إيقاع سريع، مصاحب بالطبل. ثم يعلو صوت رجالي بالغناء، وتبدأ ست فتيات بالرقص بخطوات سريعة متلاحقة وهن متشابكات الأذرع، ويتمايلن يمنة ويسرى، وينقرن برؤوس أصابع أقدامهن على الأرض. الشابة الكردية سيفان سالاي تقف أمامهن وهي تمسك بيدها اليمنى بطرف شال وتقود الفرقة. وكل مساء خميس تدرب الشابة الكردية (21 سنة) فتيات كرديات على الرقص الشعبي المسمى "هالبركة" وكانت سيفان قد هربت مع عائلتها قبل عشر سنوات من نظام صدام حسين في العراق إلى ألمانيا.

المهاجرات ممثلات بشكل ضعيف

ممارسة فتيات من أمثال سيفان الرياضة في أحد النوادي ليس أمرا عاديا، ففي ألمانيا لا تتجاوز نسبة الأعضاء في نواد رياضية من أصول مهاجرة التسعة بالمائة، وتنخفض هذه النسبة كثيرا بالنسبة إلى المهاجرات، فهي لا تتجاوز نصف نسبة الرجال. وبدأ هذا الأمر يستقطب الاهتمام منذ إدراك أهمية الرياضة في تحسين الاندماج، لا بل تشكل وسيلة نموذجية لدمج المهاجرات في المجتمع، كما يقول هانس بيتر شميتس الذي يستلم منذ 15 سنة بشكل فخري منصب المفوض بشؤون الأجانب في اتحاد الرياضة المحلي:" الرياضة تمارس وفق نفس القواعد بغض النظر عن أصل الشخص، أي يمكن ممارستها حتى في حال وجود صعوبات لغوية، وبعبارة أخرى، الرياضة تحقق الاندماج"

مشروع " Spin" لدمج المهاجرات في الأندية

بعد أن أدرك المسؤولون في ولاية رينانيا الشمالية ووستفاليا ضآلة نسبة المهاجرات في الأندية الرياضية، بدأوا في البحث عن السبل الكفيلة بالوصول إلى الفتيات المهاجرات، وبشكل خاص منهن اللواتي يعشن في أسر محافظة، فهؤلاء، كما يقول شميتس، يصعب على الأندية الرياضية الوصول إليهن. ويجد شميتس أن حل المشكلة كامن في المشروع المسمى اختصارا "Spin " أي "رياضة متعددة الثقافات".

سيفان سالاي، مدربة فرقة الرقص الشعبي الكردي في إيسنصورة من: DW

وفي إطار هذا المشروع يشرف مدربون من أصول مهاجرة على مجموعات رياضية من أصول مهاجرة أيضا " نحاول توظيف مدربين ذوي خلفية مهاجرة، لأنهم يستطيعون التعامل بسهولة أكبر مع الثقافة الأخرى". والمشروع عبارة عن مبادرة للاتحاد الرياضي في الولاية ومؤسسة Mercator، ويهدف إلى اجتذاب الفتيات المهاجرات إلى الأندية الرياضية.

وهكذا سئلت سيفان أيضا عن رغبتها في تدريب فرقة الرقص، وبعد موافقتها أجرت دورة تدريبية تمكنها من التعامل بشكل أفضل مع الفروق الثقافية، ويهدف المشروع أيضا إلى استمرار الاتصالات التي تنشأ داخل النادي الرياضي بين أشخاص من ثقافات مختلفة حتى خارج النادي.

وترجع سيفان قلة عدد الفتيات في النوادي الرياضية إلى التربية التي تُفقد الفتاة الثقة بالنفس، وتقول إنها كفتاة لم يكن يسمح لها بأشياء كثيرة، على عكس إخوتها الذكور، وقد ولّدت هذه التربية لديها عددا من الروادع التي لم تتحرر منها بشكل تام حتى اليوم " هذه المشاعر لا تزول، بل تترسخ في الذاكرة، وتسلب الفتاة الجرأة على الإقدام على الكثير من الأمور". ومع ذلك اكتسبت سيفان من خلال ظهورها مع فرقة الرقص مزيدا من الجرأة والثقة بالنفس " قبلا لم أكن أجرؤ على مبادرة الآخرين بالحديث، لكن الرياضة تعلم الإنسان الثقة بالنفس."

عملية تحتاج الى الوقت والجهد

انطلق مشروع " Spin" عام2007 في عدة مدن ألمانية، في دويسبورغ وإيسن وغيلزن كيرشن وأوبرهاوزن. وتم في إطاره حتى الآن تأهيل مائة مدرب، وكسب حوالي 5 آلاف رياضية شابة كعضوات في النوادي الرياضية، كما يقول هانس بيتر شميتس. لكنه مع ذلك لا يشعر بالرضى التام "لم نصل بعد إلى المرحلة التي يمكننا فيها الاستسلام إلى الراحة والقول، لقد أتممنا الآن عملية الاندماج". ويوضح أن هذه العملية تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد ولا يمكن أن يتمخض عنها نجاحات في وقت قصير. وينصح بيتر شميتس بوضع هذه الحقيقة في الاعتبار كي "لا نصاب بخيبة أمل". وعلى المدى الطويل يأمل شميتس في أن يخلفه في منصبه رياضي من أصل مهاجر.

وخلال تدريبات الرقص في إيسن تتحرك الفتيات على أنغام الموسيقى حتى الإجهاد، لكن الفرقة التي تدربها سيفان ليس فيها مزيج قوي من أصول مهاجرة، فمعظم الفتيات من أصل كردي وكما تقول " كان هناك ذات مرة فتاة ألمانية في الفرقة، لكنها اضطرت مع الأسف إلى التوقف بسبب دراستها". وسيفان ترغب في أن تشارك فتيات ألمانيات في الفرقة التي تدربها " إنه شعور رائع أن تجد أناسا من ثقافات أخرى يحاولون التعرف على ثقافتك".

لاورا دوينغ/ منى صالح

مراجعة: سيد منعم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW