أجريت في الآونة الأخيرة دراسات طبية لمعرفة مفعول الرياضة لدى المرضى بالسرطان. نتائج الدراسة أكدت نجاعة النشاط الرياضي في تقليص الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو العلاج الهورموني.
إعلان
يفيد عدد من الدراسات الطبية أن الحركة البدنية لها تأثير مباشر على نشأة السرطان وتطور الإصابة به. فالشخص الذي يمارس الرياضة بشكل منتظم يساهم في حماية نفسه من الإصابة بهذا المرض العضال. وتعكس نتائج علمية أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة يقلصون خطر الإصابة بالسرطان لديهم بمتوسط 20 إلى 30 في المائة.
وحتى الأشخاص الذين ظلوا بعيدين عن الحركة الرياضية يمكن لهم الاستفادة من تغيير أسلوب حياتهم، إذ أن النشاط البدني بعد الإصابة بورم يقلص خطر وقوع انتكاسة ويرفع من فرص تحقيق علاج دائم. وتنطبق هذه الحقيقة على تجارب أجريت على مصابين بسرطان الثدي والأمعاء والبروستاتا، وهذا يؤدي من جانب آخر إلى الرفع من جودة الحياة.
لماذا للرياضة مفعول ضد السرطان؟
دور التغذية في الوقاية من السرطان
"عليك بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات"جملة يكررها جميع الأطباء تقريبا، لكن دراسات حديثة أثبتت أن الفواكه والخضروات تقي من السرطان بنسبة بسيطة، إذ تعتمد الوقاية الأكبر على نظام الحياة الصحي وتجنب مسببات السرطان.
صورة من: Elke Dubois/TZS
خلص باحثون في مجال دراسات السرطان، إلى وجود مبالغة في تقييم دور الفواكه والخضروات في مكافحة السرطان، إذ أثبتت دراسة قام بها باحثون بالمركز الألماني لأبحاث السرطان خطأ التوصية التي انتشرت في الماضي والتي تقول إن تناول الفواكه والخضروات خمس مرات في اليوم، يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
لكن هذا لا يمنع أن بعض الخضروات والفواكه تحتوي على مواد لها قدرة على عرقلة حدوث السرطان بالجسم، فالبروكلي على سبيل المثال غني بمواد تحد من نمو السرطان.
يحتل التدخين المركز الأول على قائمة مسببات السرطان. ورصد الخبراء تراجعا في احتمالية الإصابة بالسرطان بالنسبة للمدخن الذي يتناول الخضروات والفواكه بشكل منتظم.
صورة من: Photographee.eu/Fotolia.com
تلعب كمية الطعام أيضا دورا كبيرا في مخاطر الإصابة بالأمراض بشكل عام وبالسرطان بشكل خاص، ووفقا للدراسات فإن الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطانات، كما أن الإصابة تأتيهم مبكرة مقارنة بغيرهم نتيجة ارتفاع نسبة الإنسولين الذي يحفز نمو الأورام.
صورة من: Fotolia/olly
تزيد تبعات مشكلة السمنة بشكل خاص لدى النساء في سن اليأس، إذ تزيد السمنة من نسبة الهرمونات الأنثوية التي يتم إفرازها في هذه المرحلة والتي قد تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
تظهر الإحصائيات تراجعا في معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء في الدول التي لا تشتهر بتناول اللحوم الحمراء كالهند، في حين تزيد النسبة بشكل واضح بين الذين يكثرون من تناول هذه اللحوم ولاسيما لحم العجل. ووفقا للباحث في مجال السرطان والحاصل على جائزة نوبل، هارالد تسور هاوزن، فإن استهلاك اللحوم الحمراء لفترات طويلة من العمر يزيد خطورة الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.
صورة من: anweber - Fotolia
وتأكيدا على هذه البيانات فإن اليابان لم تسجل حتى عام 1975 حالات تذكر لسرطان الأمعاء، لكن معدل الإصابة تضاعف خلال 20 عاما بعد أن بدأت البلاد باستيراد اللحوم الحمراء.
صورة من: KAZUHIRO NOGI/AFP/Getty Images
يحذر البعض من خطورة الشواء بشكل خاص، إذ أن الخشب المستخدم في عمليات الشي يحتوي على مواد كيميائية تزيد من تحفيز ظهور السرطان، لكن ثمة خلافات بين العلماء حول هذه النقطة إذ يرى آخرون أنه لا فرق في طريقة تحضير اللحم على الصحة. (DW/ا.ف)
صورة من: Elke Dubois/TZS
8 صورة1 | 8
التركيبات البيولوجية التي بوسعها الكشف عن المفعول المباشر للرياضة ضد السرطان لم تتضح بشكل كبير. وهذا له علاقة بكون أن نمو الأورام مرتبط بميكانيزمات معقدة. لكن بما أن النشاط البدني يحفز أعضاء الجسم بأكملها تقريبا ويؤثر ايجابيا على المخ، فإن ذلك له على ما يبدو مفعول على العوامل المؤدية إلى نشأة السرطان.
والرياضة تساعد على الحفاظ على وزن صحي للجسم ولها تأثير ايجابي على النفسية الأمر الذي يؤثر على نظام المناعة. ومن خلال تنشيط عملية تحول الغذاء إلى الطاقة في الجسم البشري، فإن زمن التواصل بين المواد المسببة للسرطان في المعدة والأمعاء يتقلص.
وأظهرت دراسة جديدة أن ممارسة الرياضات الجماعية والتمرينات خلال فترة المراهقة قد يعود بمنافع طويلة الأجل على النساء وقد يقلص خطر الوفاة بسبب السرطان وأسباب أخرى. وخلص الباحثون الذين عكفوا على تحليل بيانات عن عدد المرات التي مارست فيها النساء الرياضة خلال فترة المراهقة إلى أن النشاط لمدة 1 و 3 ساعة في الأسبوع له تأثير إيجابي مع تقدمهن في السن.
وقالت سارة نيشوتا وهي أستاذة مساعدة بمركز فاندربيلت لعلم الأوبئة ومركز فاندربيلت انغرام للسرطان في ناشفيل في الولايات المتحدة خلال مقابلة "النتيجة الرئيسية هي أن التمرينات خلال فترة المراهقة مرتبطة بتراجع خطر الوفاة بين النساء في منتصف أعمارهن أو أكبر." وتشير الدراسة إلى أن النساء اللواتي كن نشطات بدنيا خلال أعوام مراهقتهن كن أقل عرضة بنسبة 16 في المائة للوفاة بالسرطان وأقل عرضة بنسبة 15 في المائة للوفاة نتيجة كل الأسباب الأخرى.