موعد ينتظره كل عشاق كرة القدم. نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند مساء السبت أول يونيو. على الورق يظهر الفريق الملكي مرشحا، لكن دورتموند أقصى سابقا سان جيرمان وأتليتكو مدريد، ما يجعله خصما حقيقيا.
إعلان
من المتوقع أن يشاهد حوالي 450 مليون مشجع لكرة القدم نهائي دوري أبطال أوروبا، مساء السبت أول يونيو/ حزيران 2024، عندما يواجه فريق ريال مدريد، الذي فاز باللقب 14 مرة، فريق بوروسيا دورتموند، الذي حقق هذا اللقب مرة وحيدة في القرن الماضي، ولم يكن مشجعون يعتقدون أنه سيصل هذا الموسم بالذات إلى النهائي الأوروبي.
الفارق بين ريال مدريد الذي يحمل الرقم القياسي للفوز بهذه البطولة وفريق دورتموند يمتد إلى المدربين. المدير الفني لريال مدريد كارلو أنشيلوتي، البالغ من العمر 64 عامًا، رفع الكأس الشهيرة مرتين كلاعب وأربع مرات كمدرب. مسيرته التدريبية مرت من أندية أوروبية كبيرة من دوريات متعددة مثل بايرن ميونيخ، وميلان، وتشيلسي، ويوفنتوس، وباريس سان جيرمان.
وبالمقابل، يمتلك مدرب دورتموند إدين تيرزيتش خبرة في تدريب الفرق الألمانية فقط، وأول لقب حققه كان كأس ألمانيا في عام 2021. كما كانت تجاربه السابقة كلاعب في دوريات الدرجات الأدنى في ألمانيا جد متواضعة، وتقريبا كان لاعبا مغمورا تماما.
لكن على الرغم من أن أنشيلوتي قد يتفوق على تيرزيتش من حيث الخبرة، إلا أنه لا يزال يشعر بالتوتر. "العرق البارد والخوف سيأتيان يوم السبت. هذا أمر طبيعي تماما، دائما ما تكون هكذا في هذا النوع من المباريات"، صرح أنشيلوتي للصحافة، مضيفا: "(لكن) لدي تجربة. يعطيني الفريق الكثير من الثقة، لأنني أراهم مركزين في المباريات ويدركون أنهم في دوري أبطال أوروبا".
آخر تتويج لريال مدريد بالكأس كان فقط قبل عامين، أي في عام 2022، عندما تغلبوا على ليفربول 1-0 في النهائي، وسجل اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور هدف الفوز. وسيكون فينيسيوس مرة أخرى لاعبا رئيسيا في المباراة التي سيدخلها النادي الملكي بمعنويات عالية، بعدما فاز بالدوري الإسباني على الرغم من عدم وجود مهاجم صريح أساسي، بعد رحيل كريم بنزيما إلى السعودية العام الماضي.
قرر ريال مدريد المراهنة على الجناحين فينيسيوس ورودريغو كمهاجمين رئيسيين - مع انضمام اللاعب المعار خوسيلو في الدقائق الأخيرة لتقديم الدعم عندما يحتاجون بشدة للأهداف، كما فعل في مباراة نصف النهائي عندما سجل هدفين في نهاية مباراة إياب الدور نصف النهائي الدرامية ضد بايرن، انتصر بهما النادي الإسباني بنتيجة 2-1.
وعلى النقيض، يلعب دورتموند بصورة كبيرة مع رقم تسعة. لقد قضى مهاجم ألمانيا نيكلاس فولكروغ موسما مختلطا مع النادي، عندما حققوا نتائج سيئة في الدوري المحلي وأنهوا الموسم في المركز الخامس.
لكن فولكروغ سجل أهدافًا حاسمة في دوري الأبطال، بما في ذلك في الفوز بالدور نصف النهائي على باريس سان جيرمان، حيث قدم نادي دورتموند أفضل أداء له في نسخة هذا العام من أبطال أوروبا. كما أن اللاعب يملك حصيلة تهديفية جيدة هذا الموسم بـ16 هدفا في كل المسابقات، وعشر تمريرات حاسمة.
وقال المدرب تيرزيتش: "أنا مقتنع تماما بأن أي شيء ممكن في مباراة واحدة. وإذا كان هناك شخص أظهر أنه يستطيع تحقيق الكثير في مباراة واحدة، فهذا نحن، خاصة في هذا الموسم، خاصة في هذه البطولة". وأضاف: "ريال مدريد لم يخسر كل النهائيات الثمانية الأخيرة التي لعبها. لكن الأمر المهم الآن ليس ما حدث فيها، بل ما سيحدث في المباراة القادمة. ونحن مسؤولون عن ذلك".
مباراة وداع نجمي الفريقين
لكن الشيء المشترك بين الفريقين مساء السبت، هو وداع نجميين ألمانيين، كانا مخلصين قلبًا وروحًا لنادييهما على مدى سنوات. الأول هو لاعب الوسط توني كروس الذي ستكون هذه آخر مباراة له مع ريال مدريد ومع الأندية بشكل عام، بينما ستكون مبارياته مع منتخب ألمانيا في بطولة أمم أوروبا في الصيف هي آخر مبارياته وسيعلق حذاءه الاحترافي بعدها نهائيا.
أما الثاني فهو لاعب دورتموند ماركو رويس، الذي بلغ الجمعة عامه الخامس والثلاثين (ولد في 31 مايو/ أيار 1989). وسيغادر رويس هو أيضا دورتموند بعد مباراة السبت، بعد 12 عاما مع النادي الذي تألق معه. وليس مضمونًا بالنسبة له أن يبدأ اللعب من بداية المباراة ولكن إذا ما شارك وانتصر ناديه فستكون أضخم هدية وداع يقدمها لفريقه.
لعب رويس آخر مرة وصل فيها دورتموند إلى النهائي في عام 2013، عندما خسروا أمام منافسهم التقليدي بايرن ميونيخ على نفس الملعب "ويمبلي" الذي سيدخلونه السبت، ما يجعله يحمل ذكرى سيئة، لكنه يحمل الأمل. وقال رويس: "آخر نهائي لنا كان في ويمبلي قبل 11 عاما، وكان هناك منافس مختلف، ولاعبون مختلفون أيضا، لذلك لا يتعلق الأمر بالثأر، بل يتعلق فقط بالطموح".
وأوضح رويس لموقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا": "الهدف الآن هو الفوز باللقب لأننا لا نستطيع أن نتخيل كيف يمكن أن تكون الأمور في اليوم التالي هنا (في دورتموند) الأمر يتعلق بالـ 90 دقيقة القادمة، وربما 120 دقيقة، وهي التي ستقرر".
بيلينغهام ومباراة خاصة جدا
كما أن النهائي في ويمبلي سيكون مفعما بالأحاسيس بشكل خاص فيما يتعلق بالنجم الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام (20 عاما)، أحد ركائز ريال مدريد حاليا.
فقد انتقل بيلينغهام من دورتموند إلى النادي الملكي العام الماضي، بعدما قضى ثلاثة مواسم مع فريق الأصفر والأسود، منحه فيها الفريق الألماني الفرصة لصقل موهبته، حيث جاء لدورتموند وعمره 17 عاما واستقبله الفريق بأفضل ما يمكن. وقال بيلينغهام: "إنها مباراة خاصة جدًا بالنسبة لي، لكن يجب أن أضع مشاعري جانبًا".
أمّا سيباستيان كيل المدير الرياضي لدورتموند فقال عن مواجهة بيلينغهام "إنها قصة رائعة". ويتوقع كيل أن بيلينغهام "سيكون سعيداً جداً برؤيتنا جميعاً مرة أخرى. لكني أعرف ما الذي يجعله مميزًا: إنه يكره الخسارة".
أعده للعربية: ع.ا/ ص.ش
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م