1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الزرقاوي يدخل معركة الإعلام الدعائية: قراءة تحليلة

٢٦ أبريل ٢٠٠٦

ظهور أبو مصعب الزرقاوي في شريط مصور لأول مرة ينذر بموجة عنف جديدة لعرقلة العملية السياسية. موقعنا حاور عددا من الخبراء الالمان في شؤون الارهاب واستطلع آرائهم حول مغزى ومضمون هذا التسجيل في هذا الوقت بالذات

أبو مصعب الزرقاوي تهديد مستمر لأمن العراق والعراقيينصورة من: AP

ظهر زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الارهابي أبو مصعب الزرقاوي أمس في أول تسجيل مصور من داخل العراق والذي تم بثه على إحدى شبكات الإنترنت. ويحتوي التسجيل على رسالة ذات أغراض دعائية يتطرق خلالها الزرقاوي إلى التطورات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية وفرصة جديدة لتجديد تهديداته للقوى السياسية العراقية والقوات الأمريكية والقوى المتحالفة معها. وعبر الزرقاوي عن رفضه الانتخابات العراقية وعملية تشكيل الحكومة الجديدة معتبرا تلك الخطوة محاولة لإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية وتواطأ مع الاحتلال. إضافة إلى ذلك توعد المتشدد الإسلامي مواصلة الهجمات وإلحاق الهزيمة بالقوات الأمريكية حتى إخراجهم من أرض الرافدين. كما جدد عزمه على الاستمرار فيما اعتبرها حرب الإسلام المقدسة للتصدي للحملة الصليبية التي يشنها الغرب على الإسلام حسب قوله.

إلى ذلك وجه الزرقاوي رسالة إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش يحمله فيها عواقب رفض الهدنة التي اقترحها زعيم القاعدة أسامة بن لادن ودعاه خلالها إلى إطلاع شعبه على حقيقة ما يجري في العراق وكشف معانات الجنود الأمريكيين المتمركزين هناك وكشف الحقيقة عن الضغوط النفسية وانهيار المعنويات التي يعاني منها أؤلئك الجنود. خطاب اعتبره المحللون السياسيون خال من اللغة السياسية، تطغى عليه خصائص الخطاب الشرعي ولغته تقترب من لغة بن لادن.

الزرقاوي واستحقاق القيادة

الزرقاوي حقيقة مرة للعراقيينصورة من: AP

يعتبر المحللون والمختصون في الشأن العراقي أن ظهور أبو مصعب الزرقاوي بهذا الشكل هو تحد أمني كبير. فقد ظهر في الشريط وهو يتحدث في وضح النهار ويتحرك بحرية مما يوحي أنه لا يعاني من الحصار. وفي مقابلة مع موقعنا أعرب الخبير الألماني غيدو شتاينبيرغ من معهد الدرسات العلمية والسياسية في برلين أن "الزرقاوي حاول عبر هذا الشريط أن يعبر عن استحقاق قيادي داخل تنظيم القاعدة مقابل الزعيمين التقليديين أسامة بن لادن ونائبه أيمن الظوهري." ويرى شتاينبيرغ، الخبير في الشؤون العراقية، أن هذا الاستحقاق يمتد ليشمل باقي الجماعات المسلحة الأخرى في العراق، مضيفا أن التسجيل يظهر أن الزرقاوي يتمتع بالأمان داخل العراق وبدرجة عالية من الثقة بالنفس. وأضاف الخبير أن التسجيل يدحض دقة الأخبار التي تناقلتها بعض الصحف العربية التي تحدثت عن أن الزرقاوي محاصر ويعاني من مشاكل في العراق.

الخبير في شؤون الارهاب من معهد ابحاث ايسين لشؤون الارهاب، رولف توبهوفن، يرى في التسجيل نوعا من الحرب النفسية التي يحاول الزرقاوي ان يدخل في غبارها. فهو يكشف عن وجه لأول مرة لانه "يرغب في دخول حرب الدعاية الإعلامية حتى "لا يترك الساحة فقط لزعماء القاعدة التقليديين في احتلال زعامة الحركة الجهادية." الا ان توبهوفن أشار الى أن "بن لادن مازال هو المحرك الروحي للزرقاوي، وان الاخير فقط يريد أن يظهر بمستوى قيادي رفيع بين أنصاره".

لماذا يظهر الزرقاوي في هذا الظرف؟

الجماعات المسلحة تهديد مستمر لأمن العراقصورة من: AP

يرجح بعض الخبراء قرار الزرقاوي الظهور أمام عدسات الكاميرا لأول مرة إلى تنامي حالة العزلة التي أصبح يعاني منها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ويخفي هذا الخطاب قلق الزرقاوي المتزايد من تطورات العملية السياسية في العراق التي لا تخدم أهدافه وتوجهاته التي تستفيد بالدرجة الأولى من حالة عدم الاستقرار. تطور العملية السياسية في العراق وامكانية تشكيل حكومة ينخرط فيها السنه باتت ممكنة التحقيق ، الامر الذي يهدد استمرار نشاطات القاعدة الدموية في العراق. ويرى الخبراء كذلك ان استيعاب الفصائل المسلحة العراقية ضمن أجهزة الأمن العراقية وتخليها عن العنف سيزيد من عزل القاعدة ومؤيديها إذا تم الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك التنظيم استفاد حتى الآن من الانقسام الشيعي السني وحالت الانفلات الأمني. فبعدما خسر الزرقاوي رهان الفتنة الطائفية قرر الظهور لإماطة اللثام عن شخصيته التي كانت حتى الآن مجهولة ومحكومة بالتكهنات ليثبت وجوده ويجدد عزمه إحباط التطورات السياسية

الزرقاوي يشعر بالعزلة

وليالفصائل العراقية بحاجة إلى حوار سياسي وليس لساحة المعركةصورة من: AP

ويرى المحللون كذلك أن تحذير الزرقاوي للجماعات المسلحة الأخرى من عواقب التخلي عن العمل المسلح وتهديد كل من ينساق وراء مخططات دمج تلك الفصائل في أجهزة الجيش والشرطة العراقية ما هو إلا دليل على حالة يأس وتقلص أهمية هذا التنظيم داخل العراق، لاسيما وأن الاعتداءات الدموية التي ارتكبتها تلك الجماعة والتي طالت مدنيين من مختلف المذاهب أفقدته الكثير من المتعاطفين معه. أما الخبير الالماني توبهوفن فلا يتفق مع هذا الرأي مطلقا ويعتبر أن ظهور الزرقاوي بهذا الشكل انما يشكل "علامة قوة واستعراض للعضلات"، فهو يرغب في إيصال رسالة مفادها انه يتحرك بحرية ويواصل التدريب على العمليات العسكرية. واضاف الخبير الألماني أنه يرغب من خلال ذلك الحصول على مزيد من التعاطف في الشارع العربي، لاسيما وانه يتحدث عن "امة المجاهدين" التي يرغب في أن يكون قائدها.

طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW