المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي جعلت من التوصل إلى اتفاق خلال هذه القمة الأولوية المطلقة للرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي قالت بعد الوصول إلى حل وسط بعد منتصف الليلة الماضية إن الاتفاق "لم يكن سهلا واستغرق وقتا طويلا". وأضافت: "بطبيعة الحال قد تكون ثمة انتقادات، لكن الأهم بالنسبة لي ولنا هو الخروج من الشلل" الذي تسبب فيه رفض الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي في استفتاء العام 2005.

أما الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي الذي كانت بلاده من أكبر المعارضين لهذه المعاهدة فقد رأى أن الاتفاق الجديد يعتبر مشجعا جدا. وأضاف: "لقد كان اجتماعا صعبا للغاية، ولكن النتيجة كانت مشجعة." وشكر كاتشينسكي بريطانيا وفرنسا، التي قال عنهما إنهما دولتين صديقتين لمساعدتهما في التوصل إلى الاتفاق. كما اعتبر رئيس الوزراء وتوأم الرئيس البولندي ياروسلاف كاتشينسكي أن النتائج التي تمخضت عنها القمة هي نجاح كبير. وقال إن الحل الوسط الذي تم التوصل إليه يحتفظ لبولندا بموقع قوي.

ارتياح أوروبي

وعلق رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو على نتائج القمة الأوروبية بالقول:"تجنبنا وقوع أزمة". وأضاف باروسو في حديث مع صحيفة "بيلد أم زونتاج" الصادرة غدا الأحد(24 يونيو/حزيران) في ألمانيا:"كان عدم الإحساس بالأمان فيما يخص الاتفاقية المستقبلية للدستور الأوروبي يلقي بظلال الشك على قدرتنا على اتخاذ القرار. أما الآن فقد أزلنا هذا الشك".

كما رحب رئيس البرلمان الأوروبي هانزجيرت بوتيرينج بنتائج القمة. وأشاد بوتيرينج في حديث مع صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه زونتاجيتسايتونج" تنشره في عددها الذي يصدر غدا الأحد قائلا:"أعبر عن بالغ احترامي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. لولا ميركل لما تم التوصل لهذه النتيجة". كما اعتبر بوتيرينج تمكن القمة بزعامة ميركل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد من الحفاظ على جوهر اتفاقية الدستور الأوروبي جديرا بالثناء وقال إن ذلك سيؤدي إلى توسيع صلاحيات البرلمان الأوروبي في اتخاذ القرارات.

وقال رئيس الوزراء الهولندي جان-بيتربالكيننده للصحفيين إنه "سعيد" باتفاقية الاتحاد الأوروبي. وتابع بالكيننده الذي رفضت بلاده مشروع الدستور بعد استفتاء عام قائلا: "إنها اتفاقية جيدة وجديدة. وبإمكان هولندا وأوروبا استخدامها للتحرك قدما" مضيفا أن "المعاهدة تغيرت والحديث بشأن الدستورانتهى".

أما رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي فليس راضيا بصورة كاملة عن الاتفاق، حيث قال إن الاتفاقية التي توصل إليها الاتحاد الأوروبي من شأنها أن تجعل أوروبا "أقوى" لكنه انتقد بريطانيا لأنها "كبحت جماح" اتفاق أكثر طموحا. وأضاف برودي في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية إنه سعيد بأن مطالب إيطاليا بشأن وجود ممثل واحد للسياسة الخارجية وتوسيع قاعدة التصويت بالأغلبية جرى دعمها بالاتحاد لكنه قال إنه "غير راض بصورة كاملة" عن الاتفاق.

انتقادات داخلية

رأت قيادة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر الألماني أن القمة الأوروبية الأخيرة في بروكسل تمخضت عن خسائر كبيرة في سمعة الاتحاد الأوروبي نتيجة الحل الوسط الذي تبنته القمة بشأن الخلاف مع بولندا حول الأغلبية المزدوجة ومع بريطانيا بشأن الميثاق الأساسي لحقوق الإنسان. واتفقت ريناته كوناست رئيسة الكتلة و نائبها يورجين تريتين على القول:"بقي جوهر الاتفاقية الأوروبية ولكن ليس هناك سبب يدعو للفرح". كما أكد الاثنان صباح اليوم السبت في برلين على أن القمة الأوروبية الأخيرة "ستظل في الذاكرة بشكل خاص بسبب التصرف الأناني من الناحية القومية للحكومتين البولندية والبريطانية وبسبب التصورات المختلفة كثيرا بشأن هدف الاتحاد ومضامينه".

أما رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي فقد عبر عن رضاه بنتائج القمة الأوروبية الأخيرة والحل الوسط الذي تبنته القمة تجاوبا مع الرغبات البولندية والبريطانية. وقال كورت بك رئيس الحزب الذي يشارك في حكم ألمانيا من خلال الائتلاف الحكومي الذي يضم حزبه والاتحاد المسيحي الديمقراطي برئاسة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل:" اليوم يوم طيب لأوروبا". وأضاف بك الذي يتولى في الوقت نفسه منصب رئيس وزراء ولاية راينلاند بفالتس الألمانية أن توصل المجلس الأوروبي لتفهم ناجح بشأن إصلاح أسس اتفاقية الاتحاد الأوروبي يجعله متفائلا تجاه المستقبل.