بهزيمته أمام نظيره الفرنسي خرج بطل العالم المنتخب البرازيلي من بطولة العالم لكرة القدم 2006 من دورها ربع النهائي مضيعاً بذلك فُرصة الدفاع عن لقبه الذي أحرزه قبل سنوات في كوريا الجنوبية واليابان. يُشار إلى أن البرازيليين أحرزوا لقب بطولة العالم خمس مرات، وبالطبع كانوا يحلمون بإحراز اللقب السادس لكن الفرنسيين حرموهم من ذلك. دخل البرازيليون أرض الملعب واضعين نُصب أعينهم الثأر للهزيمة التي مُنيوا بها في نهائي بطولة العالم عام 1998 في فرنسا حيث هُزم أبطال السامبا بثلاثية نظيفة.

وأتيحت لهم الفُرصة الأولى في المباراة لتمهيد الطريق أمام تحقيق هدفهم الكامن في هزيمة الفرنسيين، وبالتالي الثأر لهزيمة عام 1998. لكن كرة جونينيو التي نفذها من ضربة حرة مباشرة من على بُعد 20 متراً من المرمى الفرنسي ارتطمت بالحائط البشري للفريق الفرنسي قبل أن تبتعد عن مرماه. وبعد مرور 11 دقيقة على صافرة البداية أضاع النجم البرازيلي الكبير رونالدو فُرصة جيدة لفريقه عندما سدد كرة رأسية علت المرمى الفرنسي. وهكذا أضاع رونالدو فُرصة ذهبية لتعويض أدائه الضعيف في نهائي بطولة العالم عام 1998. وبعد ذلك أمسك االفرنسيون بزمام الأمور وبدأوا يفرضون سيطرتهم على المباراة شيئاً فشيئاً بقيادة نجمهم الكبير زين الدين زيدان.

هنري أويري صاحب الهدف الذهبي

بعد أن انتهت الـ 45 دقيقة الأولى بالتعادل السلبي، على الرغم من بعض الفُرص الجيدة للتسجيل على كلا الجانبين، عاد الفرنسيون إلى أرض الملعب بمعنويات عالية مصممين على تحقيق الفوز الذي بدا لهم قاب قوسين أو أدنى. وهكذا كثّف الفرنسيون الضغط على الدفاع البرازيلي مهددين مرماه مرات عديدة قبل أن ينجح مهاجم أرسنال لندن هنري أويري في إحراز هدف المباراة الوحيد بعد أن تلقى الكرة من ضربة حرة مباشرة نفذها زين الدين ديدان. وبعد دقيقتين كاد الفرنسيون أن يحسموا المباراة لصالحهم بشكل مبكر، لكن الكرة التي سددها ريبيري وارتطمت بالمدافع البرازيلي خوان مرت بجانب القائم على بُعد سنتيمترات قليلة.

وهكذا كان على الفرنسيين الصمود أمام الهجمات البرازيلية حتى اللحظات الأخيرة من المباراة. وفي الربع الأخير من اللقاء أشرك المدرب البرازيلي أدريانو وروبينيو في المباراة ليلعب البرازيليون بثلاثة مهاجمين وبأسلوب هجومي محض. وهكذا رمى البرازيليون بكل ثقلهم إلى الأمام سعياً منهم لإدراك التعادل. لكن ذلك لم يتحقق لهم ليخرجوا من البطولة خائبين. أما الفرنسيون فبعد تقديم عروض متواضعة وضعيفة في الدور الأول، تمكنوا من تحسين أدائهم بشكل كبير ليُثبتوا للعالم أنهم ينتمون إلى نخبة كرة القدم العالمية.

زين الدين زيدان نجم المباراة بلا منازع

"كانت مباراة مثيرة وقوية قدّمنا فيها أداءً عظيماً. استطعنا مجاراة أبطال العالم وفرض سيطرتنا على مُعظم مجريات المباراة ليكون فوزنا في النهاية مستحقاً. والآن نطمح بالطبع إلى تحقيق المزيد، إلى بلوغ نهائي البطولة العالمية". هذا ما قاله النجم الكبير زين الدين زيدان الذي قدّم في مباراة اليوم أداءً أعاد للأذهان إنجازاته العظيمة في الماضي وذكّر عشاق كرة القدم العالمية أنه ما واحدٌ من أبرز نجوم كرة القدم العالمية. وفيما يتعلق بنيته إنهاء مشواره الرياضي بعد المونديال، قال زيدان: "أمامي مبارتان فقط مع منتخب بلادي، بعدها أغادر الملاعب وأنهي مسيرتي الرياضية الاجترافية".

أما صاحب الهدف الذهبي هنري أويري فقال عقب المباراة: " قدّمنا أداءً قوياً ورائعاً ولم يكُن فوزنا بمحض الصدفة. أظهران للعالم بأسره أن الفريق الفرنسي ينتمي إلى الفرق العالمية الكبرى التي لا يُمكن الاستخفاف بقدراتها. والآن أصبح لدينا الحق في أن نحلم بتحقيق المزيد من النجاح". وبهذا الفوز لحق الفريق الفرنسي بركب المتأهلين إلى الدور نصف النهائي حيث يُواجه هناك الفريق البرتغالي الذي كان تأهل اليوم على حساب الفريق الإنجليزي في الركلات الترجيحية. أما اللقاء الثاني في المربع الذهبي فيجمع بين الفريقين الألماني والإيطالي. وبذلك تكون بطولة العالم لكرة القدم تحولت إلى بطولة أوروبا لخلو المربع الذهبي من أي فريق غير أوروبي.

علاء الدين موسى