السباق على خلافة ميركل يتسارع بين توجهين داخل حزبها
٢٤ فبراير ٢٠٢٠
وسط أزمة هوية وانقسامات داخلية يختار حزب المستشارة ميركل، خليفة لرئيسته المستقيلة كرامب- كارنباور. هناك أربعة مرشحين قد يصبح أحدهم مستشارا لألمانيا، وبينهم اثنان مؤيدان للتوجه نحو اليمين والقطيعة مع النهج الوسطي لميركل.
ويعيش الحزب أزمة أدت لانقسامات بداخله، بعدما هيمن على الحياة السياسية في ألمانيا منذ أكثر من 70 عاماً. وبعد أسبوع من المشاورات التي قادتها رئيسته المستقيلة أنيغريت كرامب- كارنباور، قرر مسؤولو الحزب عقد مؤتمر استثنائي في 25 نيسان/ أبريل من أجل اختيار خليفة لها.
وهؤلاء الأربعة هما أرمين لاشيت ونوربرت روتغن، بالإضافة إلى فريدريش ميرتس وينس شبان المؤيدَين لقطيعة صريحة مع النهج الوسطي لعهد ميركل والتوجه يميناً.
ويسعى كل من فريدريش ميرتس، "عدو" أنغيلا ميركل القديم والذي وصف قيادتها مؤخرا بـ"الفاشلة"، وينس شبان النجم الصاعد في الحزب، إلى استعادة جزء من الناخبين الذين يغريهم اليمين المتطرف.
أما أرمين لاشيت الزعيم المحلي، ونوربرت روتغن وزير البيئة السابق، الذي أقصته ميركل، فيفضّلان الاستمرار في اتباع سياسة وسطية رغم أنّهما غير قريبين من المستشارة الحاكمة منذ 15 عاماً.
وأمام أنيغريت كرامب- كارنباور التي اضطرت إلى الانسحاب من السباق إلى منصب المستشار بسبب ضعف سلطتها، رهان حزبي آخر: فالرئيس المقبل للحزب سيكون أيضاً مرشحه لمنصب المستشار، الذي ستغادره أنغيلا ميركل خلال الانتخابات التشريعية في نهاية 2021 كحد أقصى.
وقالت كرامب- كارنباور في مؤتمر صحافي إنّ اختيار الرئيس المقبل "سيعطي رسالة واضحة بشأن الترشح لمنصب المستشار"، مضيفة أنّ "المسألة ستحلّ بعد ذلك".
وبعد اختيار رئيس جديد، يتعيّن على الاتحاد المسيحي الديموقراطي إقناع شريكه البافاري، حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، بدعم خياره. وقد يكون لهذا الحزب رأي آخر.
وأخفقت أنيغريت كرامب كارنباور في فرض سلطتها داخل الحزب رغم أنّها اختيرت للمنصب في نهاية 2018 بعد التنافس مع ميرتس وشبان. وهي تسلّمت الحزب مع بدء معاناته من تواصل رئاسة أنغيلا ميركل طيلة 15 عاماً. كما أنّها لم تنجح في تكريس خيار التوجّه يميناً.
انقسامات وأسوأ نتيجة للحزب بعد الحرب
واجتمعت الهيئات القيادية للاتحاد المسيحي الديموقراطي في برلين اليوم (الإثنين 24 فبراير/ شباط 2020) غداة نكسة انتخابية قاسية في انتخابات ولاية هامبورغ. فقد تراجع الحزب هناك إلى المرتبة الثالثة بحصوله على 11,2 بالمئة من الأصوات في واحدة من أسوأ النتائج التي يسجلها في مرحلة ما بعد الحرب.
ويبدو أن الحزب عوقب بسبب الانقسامات الداخلية فيه. فهو بلا قيادة بسبب استقالة رئيسته، كما أنّه منقسم بشأن خطه السياسي، خصوصا حيال المتطرفين في اليمين واليسار.
ولا يزال الاتحاد المسيحي الديموقراطي عند موقف "لا هذا ولا ذاك"، فيستبعد التحالف مع اليمين المتطرف، في إشارة إلى "حزب البديل من أجل ألمانيا" (ا ف د)، واليسار الراديكالي أي "حزب اليسار" (دي لينكه). غير أنّ النقاش الداخلي بلغ ذروته في ولاية تورنيغن.
وقالت كرامب كارنباور، وهي وزيرة الدفاع الألمانية الحالية، إنّ المرشحين الأربعة المحتملين والذين التقتهم جميعاً خلال الأسبوع الماضي، سيعلنون "سريعاً، خلال الأسبوع الحالي إذا ما كانوا سيترشحون لمنصب المستشار".
وسيحدد هذا الخيار التوجه المقبل للحزب المأزوم الذي يشهد تآكل قاعدته الانتخابية.
ص.ش/ع.ش (أ ف ب)
أسماء سيسطع نجمها في المشهد السياسي الألماني عام 2019
في العام 2019 ستشهد ألمانيا العديد من المتغيرات، أبرزها غياب ميركل عن رئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. وسيكون عام 2019عاماً مصيرياً في المشهد السياسي الألماني. فأي من هؤلاء السياسيين الألمان سيسطع نجمه؟
صورة من: Reuters/F. Bimmer
أنغريت كرامب- كارنباور: هل تتبع خطى ميركل؟
أمام المرأة التي تحمل اسم صعب النطق مهمة جديدة، تتمثل في النهوض بالحزب المنقسم من الداخل وايجاد صيغة معتدلة تتناسب مع كل من الجناح المعتدل وأيضا المحافظ. وفي حالة نجاحها فقط، يمكن حينها لأنغيلا ميركل إكمال ولايتها الأخيرة كمستشارة في أمان.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
روبرت هابيك: تحويل حزب الخضر إلى حزب للشعب
سيستهل الخضر العام الجديد كثاني أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا. لا أحد من الجيل الجديد من السياسيين الخضر الناجحين، يتمتع بالعديد من المواصفات بقدر ما يتمتع بها زعيم الحزب: فهو ينتمي للتوجه الواقعي، يمتلك الكاريزما، برغماتي. ولعب هابك دوراً رئيسياً في تحالف حزب الخضر مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ولاية شليسفيغ هولشتاين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
ميشائيل كريتشمر: حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي في سكسونيا
انتخابات ساكسونيا من الانتخابات المهمة المقرر إجراؤها في عام 2019. ومنذ سقوط الجدار تعتبر ولاية سكسونيا معقل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. ومنذ عام 1990، وعلى التوالي كان رئيس الوزراء من المسيحيين الديمقراطيون. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة فوز حزب رئيس الوزراء كريتشمر حالياً تبلغ 30 في المئة فقط. وقد تطال الخسائر الكبيرة في ولاية سكسونيا المستشارة ميركل أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
كيفن كونيرت: هل يفوز معسكره ضد الائتلاف الكبير؟
ليس سراً أن العديد من الاشتراكيين الديموقراطيين كانوا غير راضين عن استمرار وجود الائتلاف الكبير. وفي الاستطلاعات، بلغ الحزب الاشتراكي الديموقراطي مستوىً منخفضاً. وبحلول نهاية عام 2019 على أبعد تقدير، يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي اتخاذ قرار بشأن استمرار الائتلاف. لذلك سوف يُسمع الكثير عن الرئيس غير الرسمي للحركة المعارضة No-GroKo ، كيفن كونيرت.
صورة من: Imago/R. Zensen
كريستيان ليندنر: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟
إذا خرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الحكومة، فإن السؤال المطروح هو: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟ في نهاية عام 2017، أجرى ليندنر المفاوضات مع الخضر والاتحاد . لكن زعيم الحزب الديمقراطي الحر قد أشار إلى أنه سيكون مستعدا للتفاوض مرة أخرى حول ائتلاف جامايكا - ولكن فقط دون وجود ميركل كمستشارة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
بودو راميلو: هل يصمد رئيس الوزراء من اليسار؟
في تورينغن، سيتم انتخاب برلمان ولاية اتحادي جديد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019. ويوجد حالياً حكم ائتلاف أحمر ـ أحمر مع رئيس الوزراء الوحيد من اليسار، بودو راميلو. لكن هل سيصمد رئيس الوزراء البالغ من العمر 62 عاماً وحزبه ضد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا، و الحصول على أغلبية يسارية ؟
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
فرانك فالتر شتاينماير: هل يلعب دور الوسيط مرة أخرى؟
عادة ما يكون منصب الرئيس، منصباً وجاهيا وله أهمية قليلة بالنسبة للسياسة اليومية في الجمهورية الاتحادية. لكن هناك استثناء واحد، وهذا يتمثل في حالة وجود مشاكل في تشكيل الحكومة الاتحادية، إذ يأخذ الرئيس الاتحادي دور الوسيط. وقد قام شتاينماير بهذا الدور في عام 2017. وإذا ما تم حل الائتلاف الكبير في عام 2019، فسيتعين على وزير الخارجية السابق التدخل مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
يورغ أوربان: نجاح الحزب اليميني في ساكسونيا
تفوق حزب الخضر في الآونة الأخيرة على حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي في جميع أنحاء البلاد. غير أن الشعبويين اليمينيين في ألمانيا الشرقية يتقدمون بنسبة 20 في المائة وأكثر. وإن تمكن حزب البديل من أن يصبح القوة الأولى في الولاية الفيدرالية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، فإن ذلك لن يكون نجاحاً هائلاً لزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، يورغ أوربان فحسب، وإنما للحزب أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
مانفريد فيبر: هل سيرأس الألماني لجنة المفوضية الأوروبية؟
مانفريد فيبر المنحدر من ولاية بايرن والبالغ من العمر 46 عاماً، هو ليس فقط رئيس حزب الشعب الأوروبي، وهو تحالف الأحزاب المحافظة في البرلمان الأوروبي والرجل المعتدل من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي بل هو أيضا المرشح الرئيسي من حزب الشعب الأوروبي لمنصب رئيس اللجنة في انتخابات المفوضية الأوروبية، وبالتالي فهو المرشح المفضل في السباق لخلافة جان كلود يونكر. وقد يكون أول ألماني يتولى المنصب منذ عام 1967.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
باول تسيمياك: هل ينجح في تغيير مسار الاتحاد؟
من خلال الأمين العام الجديد، يضرب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي العديد من العصافير بحجر واحد: الحزب يعيد تجديد نفسه، ويُظهر نفسه منفتحاً على المهاجرين، وفي الوقت نفسه يمنح للجناح المحافظ قائداً متفهماً. لأن الرجل المولود في بولندا والبالغ من العمر 33 عاماً، يعرف كيف يظهر نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يعجب به المحافظين.
إعداد: جيفرزون، تشيز/ إيمان ملوك