السبسي لـ DW: نطالب السعودية بالحقيقة لكن نرفض النيل منها
٣١ أكتوبر ٢٠١٨
بمناسبة وجوده في ألمانيا للمشاركة في القمة الأفريقية ـ الألمانية، أجرت DW عربية حوارا خاصا مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. وتطرق الحوار، الذي أجرته ديمة ترحيني، لعدة ملفات كالهجرة ومقتل جمال خاشقجي والوضع في تونس.
إعلان
حوارٌ خاص مع الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي
12:38
تطرق الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي يزور برلين حاليا لحضور القمة الأفريقية الألمانية، في حديث حصري اليوم الأربعاء (31 تشرين الأول/ أكتوبر 2018) مع تلفزيون DW عربية أجرته ديمة ترحيني، إلى ملفات ساخنة عديدة بينها قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا انطلاقا من دول شمال أفريقيا، بينها تونس، إلى جانب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وتوضيح علاقته بالمشهد السياسي في الداخل التونسي.
وردا على سؤال بشأن عزم المستشارة الألمانية ميركل اعتزال السياسة تدريجيا، وما إذا كان ذلك يعتبر نموذجا للقائد العربي، قال السبسي "أنا قادر على أن أقوم بنفس الشيء". وعندما سُئل متى، أجاب قائلا "... هذه قضية أخرى.. عند الله تلتقي الخصوم"، دون أن يقدم تفاصيل أكثر.
وبشأن التوجه الأوروبي نحو إقامة مراكز لجوء للمهاجرين الأفارقة في دول شمال أفريقيا، بينها تونس، رفض الرئيس التونسي الأمر قائلا: "لا سبيل إلى ذلك". وبرر موقفه هذا بخبرة التونسيين مع اللاجئين الليبيين بعد الثورة الليبية في عام 2011. وأضاف "لدينا تجربة في هذا المجال ربما ليست لدى أوروبا، ولذلك لن نشارك في عمل كهذا، لأنه ليس في طاقتنا أن نتحمل أعباء اللاجئين التي تخص أوروبا. على كل شخص أن يتحمل نصيبه في هذا الموضوع، وتونس لن تدخل في هذا الأمر".
وفيما يخص الموقف من قضية مقتل الصحافي السعودي خاشقجي قال الرئيس التونسي السبسي "نحن ندين كل الاغتيالات، سواء كانت في قنصلية أو أي مكان آخر". وأضاف ندين هذا العمل (مقتل خاشقجي) البشع .. ونطالب بالوصول إلى الحقيقة، ونطالب من إخواننا في السعودية أن يساهموا في هذا السعي لإبرز الحقيقة". بيد أن السبسي رفض في الوقت نفسه ما وصفه بـ "النيل من السعودية ومن استقرارها". موضحا "اذا دخلنا في هذا المجال فسندخل آنذاك في عدم الاستقرار لكل العالم العربي".
وفي الشأن الداخلي قال السبسي إنه ليس على علاقة مع حركة النهضة مشيرا إلى أنه كانت لديه "علاقة مع رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي. وهذه العلاقة ما تزال قائمة برغبة منه. وعندما تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، فهذا لا يعني أن شعرة معاوية يتم قطعها، ونحن مستمرون في هذا الاتجاه".
يشار إلى أن المستشارة أنغيلا ميركل استقبلت بعد ظهر الأربعاء الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي في ديوان المستشارية، حيث أجرت محادثات تناولت ملفات عديدة منها الهجرة والوضع في ليبيا وملف الدعم الاقتصادي الألماني لتونس.
ح.ع.ح/أ.ح (DW)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.