قضت محكمة جنايات مصرية الأحد بسجن أكثر من ثلاثين متهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ "مقتل الصحافية ميادة أشرف" بينهم من حكم عليهم بالمؤبد، فيما يصل عدد المتهمين في هذه القضية، التي تعود إلى عام 2014، إلى عشرات المتهمين.
إعلان
قضت محكمة جنايات مصرية اليوم الأحد (11 فبراير/ شباط 2018) بالسجن المؤبد بحق 17 متهما في أحداث عنف خلال تظاهرة معارضة للحكومة في القاهرة في العام 2014 شهدت مقتل صحافية شابة تدعى ميادة أشرف بالإإضافة إلى إمرأة وطفل.
كما قررت محكمة جنايات القاهرة معاقبة 16 متهما بالسجن المشدد لفترات من 7 إلى 15 عاما، فيما حكمت ببراءة 15 شخصا، حسبما بثت قناة "سي بي سي إكسترا" الإخبارية الفضائية الخاصة. وتتصل القضية بصدامات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي في حي عين شمس في شرق القاهرة في 28 آذار/مارس 2014.
وأدت الصدامات إلى مقتل الصحافية ميادة أشرف (23 عاما) برصاصة في الرأس أثناء قيامها بتغطية الأحداث لصحيفة الدستور المحلية الخاصة، وكانت الصحافية الشابة تعمل بدون عقد عمل أو وسائل حماية. وعقوبة السجن المؤبد هي الحبس 25 عاما في مصر. ولا يزال من حق المتهمين الطعن بالأحكام الصادرة ضدهم.
ودانت المحكمة المتهمين بـ "تولي قيادة أسست على خلاف القانون وإمدادها بالمعونات المالية والمادية وحيازة أسلحة نارية والتجمهر وتخريب الممتلكات العامة". وقال القاضي محمد شيرين فهمي إن الصحافية الشابة قتلت نتيجة "إصابتها في رأسها بعيار ناري أطلقه أحد المتجمهرين" بدون إسناد التهمة لمتهم بعينه. وكرمها زملاؤها برسم صورة غرافيتي كبيرة لها على أحد جدران نقابة الصحافيين المصريين في وسط القاهرة.
يشار إلى أنه بعد عزل مرسي في ظل احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه الذي استمر عاما واحداً حظرت الحكومة جماعة الإخوان وأعلنتها منظمة إرهابية وألقت القبض على أغلب قياداتها وآلاف من أعضائها ومؤيديها وقدمتهم للمحاكمة وحكم على بعضهم بالإعدام.
ع.ش/ ع.ج (أ ف ب، رويترز)
مصر تواجه الإرهاب.. فُصول معركة تتضمن أهدافاً سياسية
عانت مصر طوال تاريخها الحديث من هجمات جماعات مسلحة. لكن الحدة ارتفعت منذ 2011، قبل أن تشهد تصعيدا غير مسبوق في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فُصول معركة مصر ضد الإرهاب متعددة، تستعرض DW بعضاً منها.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
هجمات في سيناء تستهدف الجيش والشرطة
عانت القوات المصرية من هجمات إرهابية متعددة في شمال سيناء منذ فبراير/شباط 2011، منها ما جرى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي ما أسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً في أغسطس/آب 2012. لكن وتيرة الهجمات ازدادت في عهد السيسي، من أبرزها هجوم اسفر عن مقتل 31 جندياً وشرطياً في أكتوبر/تشرين الأول 2014. آخر الهجمات كانت هذا الأسبوع عندما قُتل جنديان وأصيب خمسة إثر انفجار عبرة ناسفة جنوب العريش.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
تفجير طائرة روسية بقنبلة يدوية الصنع!
سقطت طائرة الركاب الروسية A321 في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بسبب انفجار قنبلة يدوية الصنع حسب ما أعلنته موسكو، مخلّفة 224 قتيلاً. قال الرئيس الروسي بوتين إن تفجير الطائرة من الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا، فيما أعلن تنظيم مرتبط بـ"داعش" مسؤوليته عن الهجوم، بينما قالت مصر إنها لم تجد ما يثبت فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة، لكن خارجيتها عادت لاحقاً لتصف إسقاط الطائرة بالعمل الإرهابي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Belyakova
المعركة ضد الإخوان بنكهة الحرب على الإرهاب
ضمن قوائم الجماعات المسلحة، هناك حركتا "حسم" و"لواء الثورة" اللتان صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة الإرهاب. تربط عدة تقارير إعلامية الحركتين بجماعة الإخوان المسلمين، غير أن هذه الأخيرة تنفي وتؤكد أنها ضد العنف في البلد، كما لم تعلن الحركتان تبعيتهما للجماعة. تصف السلطات المصرية الإخوان بالإرهابيين، غير أن هناك اتهامات للدولة المصرية بتصفية حساباتها مع الإخوان عبر بوابة الإرهاب.
صورة من: Reuters
استراتيجية جديدة في فبراير 2018
بدأ الجيش المصري (الجمعة التاسع من شباط/ فبراير 2018) عملية "شاملة" للقضاء على الإرهاب في سيناء و الدلتا والظهير الصحراوي مع الحدود الليبية، معتمدا بشكل كبير على الطائرات المقاتلة. الجيش تحدث عن قيام قواته الجوية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري لتقطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين، زيادة على وضع قوات مشتركة من الجيش والشرطة على المنافذ الحدودية وعلى كافة المناطق الحيوية بالبلد.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
المدنيون ضحايا الإرهاب
شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2017 مجزرة في قرية الروضة بسيناء عندما قُتل حوالي 305 شخصا ًفضلاً عن عشرات الجرحى. الهجوم نفذه إرهابيون بعبوة ناسفة فضلاً عن إطلاق الرصاص داخل فناء مسجد مرتبط بإحدى الطرق الصوفية. ليست هذه المجزرة الوحيدة، فقد وقعت أحداث مشابهة، منها مقتل 29 قبطياً وإصابة 24 في هجوم بالرصاص على حافلة كانت تقلهم صوب دير في المنيا جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/Str
جماعات مسلّحة متعددة
تنشط في مصر عدة جماعات مسلحة، بينها من يدعي رفضه استهداف المدنيين. أشهر هذه الجماعات تنظيم "ولاية سيناء" المرتبط بـ"داعش"، والذي كان يعرف بأنصار بيت المقدس. ظهر إلى الوجود عام 2011 لغرض مهاجمة إسرائيل لكنه بدأ مع سقوط الرئيس مرسي بمهاجمة المدنيين والقوات المصرية. هناك جماعات أخرى أقل نفوذا كـ"جند الإسلام" التي أعلنت الحرب على تنظيم "ولاية سيناء"، وكذا "أنصار الإسلام"، و"أجناد مصر" و"المرابطون".
صورة من: picture-alliance/abaca
تفاقم النشاط الإرهابي رغم خطوات السيسي
رغم أن القوات المصرية استطاعت القضاء على الكثير من العناصر المتشددة، إلّا أن مصر لم تعانِ من الإرهاب بوتيرة أشدّ ممّا عليه الحال في عهد السيسي، الأمر الذي أثر كثيرا على حركة السياحة . كما تأتي هذه الهجمات في سياق اقتصادي مترّدٍ تعيشه مصر، وفي سياق تراجعٍ للحريات العامة وانتقاداتٍ متعددة تُوجه للقضاء المصري، لكن السيسي لا يكترث كثيرا لهذه الأمور ويمضي نحو ولاية ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
التعاون مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب
يعدّ السيسي من أكثر الرؤساء العرب حماساً للسلام مع إسرائيل، لكن إدارته لم تفصح عن وجود تعاون أمني مع تل أبيب في مجال محاربة الإرهاب، لأن التعاون –إن صح- سيكون مكلّفا لشعبية السيسي في بلده. غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت أن التعاون قائم منذ مدة، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى أن التعاون العسكري بين الطرفين تعزز منذ قدوم السيسي، وأن إسرائيل قامت بضربات جوية في سيناء ضد جماعات ارهابية.