السجن لستة تونسيين بعد رفع علم تركيا على مبنى حكومي
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤
نظرت محكمة تونسية في دعوى بحق توانسة بعد رفع العلم التركي بدلا من العلم الوطني فوق مقر شركة السكك الحديد. ما ملابسات وحيثيات القضية؟
إعلان
قضت محكمة في تونس بسجن ستة أشخاص لمدة أربعة أشهر على خلفية رفع العلم التركي عن طريق الخطأ بدلا من العلم التونسي فوق مبنى حكومي، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية، الجمعة (27 أيلول/سبتمبر 2024). وحوكم في الإجمال عشرة أشخاص، لم يتم تحديد هوياتهم أو مناصبهم، منذ 11 أيلول/سبتمبر عندما انتشرت على نطاق واسع صور تظهر العلم التركي وهو يرفرف فوق مقر شركة السكك الحديد، مصحوبة بتعليقات ساخرة. وقضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في حق أربعة أشخاص.
ويتشابه العلمان في اللونين الأبيض والأحمر والنجمة والهلال، لكن ألوان الهلال والنجمة معكوسة مع دائرة بيضاء تحيط بهما في العلم التونسي.
وفي اليوم نفسه، قدمت الشركة في بيان "اعتذارها البليغ" عن الخطأ المتعلق بالراية التونسية وسحبت العلم.
وقالت "في إطار تجديد الراية الوطنية المرفوعة فوق مختلف بناياتها، إقتنت الشركة مجموعة منها لكن عند تسلّم الطلبية تسرب، عن طريق الخطأ، علم دولة أجنبية مشابه لعلم تونس ولم يقع التفطن إلى ذلك إلا بعد رفعه".
وفي واقعة مشابهة في أيار/مايو الفائت، تم حجب العلم التونسي خلال مسابقة رياضية في السباحة بعدما فرضت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا" عقوبات على اللجنة الأولمبية التونسية بسبب عدم تطبيقها للوائح القانونية الدولية، ما أثار حفيظة الرئيس قيس سعيّد الذي انتقد القرار بشدة خلال زيارة للمسبح أعاد فيها رفع علم بلاده.
وأمر سعيّد في 11 أيار/مايو بحلّ مكتب اتحاد السباحة وإقالة مسؤولين بينهم المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات. ووُضع آنذاك ثلاثة مسؤولين رهن التوقيف الاحتياطي على ذمة تحقيق قضائي. ووجهت إليهم تهم "التآمر ضد الأمن الداخلي" للدولة، و"تكوين عصابة (منظمة) لاقتراف اعتداءات وإحداث الفوضى"، و"المساس بالعلم التونسي". وأطلق سراحهم في الخامس من أيلول/سبتمبر بعدما صدر في حقهم حكم قضائي بالسجن ثلاثة أشهر مع تأجيل التنفيذ، على ما أفاد المتحدث الرسمي باسم محكمة بن عروس محمد الصادق الجويني وكالة فرانس برس.
خ.س/ف.ي (أ ف ب)
كنيس الغريبة.. رمز التعايش في جربة التونسية يقاوم الاعتداءات
الحج في كنيس جربة مناسبة لا يفوتها آلاف اليهود داخل وخارج وتونس. لكن الحدث تعكر صفوه الاعتداءات. بعد الاعتداء الإرهابي لعام 2002، هجوم جديد هذه المرة، والمخاوف كبيرة من التأثير على السياحة. فهل يلملم الكنيس جراحه سريعا؟
صورة من: Yassine Gaidi/AA/picture alliance
اعتداء جديد على كنيس جربة
كنيس الغريبة في جزيرة جربة التونسية يُستهدف مجدداً. مقتل شخصين أحدهما تونسي والآخر فرنسي كانا يشاركان في احتفالات موسم الحج اليهودي السنوي، فضلاً عن ثلاثة عناصر شرطة، وكذلك منفذ الهجوم الذي يعمل بدوره عنصرا أمنياً. الاعتداء خلّف كذلك أربعة جرحى من الحجاج، وخمسة عناصر أمن آخرين.
صورة من: Hasan Mrad/ZUMA Press Wire/picture alliance
الدوافع ما تزال مجهولة
منفذ الهجوم قتل زميله أولا واستولى على سلاحه ثم حاول الوصول إلى محيط المعبد وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي حسب ما كشفته الداخلية التونسية، قبل أن يتم إرداؤه. السلطات وصفت الهجوم بـ"الغادر والجبان" ولا تزال تحقق في دوافعه، ودول عديدة نددت به، منها الولايات المتحدة وفرنسا.
صورة من: Hasan Mrad/ZUMA Press Wire/picture alliance
ذكريات اعتداء دموي
عانى الكنيس ذاته عام 2002 من هجوم دموي بعربة مفخخة خلّف حينها 21 قتيلاً، بينهم 14 سائحاً ألمانيا، فضلا عن أكثر من 30 جريحًا. استُخدمت شاحنة محملة بالغاز في الهجوم، ونفذه شاب عضو في تنظيم جهادي صغير، بتنسيق مع تنظيم القاعدة الذي تبنى الهجوم. وكانت السلطات التونسية تشتبه أولاً أن الحادث عرضي نتج عن حادث مروي، قبل أن تؤكد أنه هجوم إرهابي.
صورة من: Heribert Proepper/AP Photo/picture alliance
هجوم بتخطيط كبير
حُكم لاحقاً على عدة أشخاص على علاقة بالهجوم، أولهم في تونس هو قريب المنفذ، وأدين بـ20 عاما، ثم الألماني كريستيان غانزراسكي الذي تشبع بالفكر الجهادي، وأدين في فرنسا عام 2009 بالسجن 18 سنة بتهمة التآمر، وكذلك حُكم على شقيق المنفذ بـ12 عاما، ويشتبه أن القيادي في القاعدة، الباكستاني خالد شيخ محمد، المعتقل في غوانتانامو، هو أحد المخططين الرئيسيين للهجوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Belaid
محج اليهود في شمال إفريقيا
كنيس الغريبة هو أقدم كنيس يهودي في إفريقيا. يشهد حركة كبيرة كل عام في يوم 33 من عيد الفصح اليهودي، إذ يزوره يهود من دول عربية ومن إسرائيل وأوروبا وأمريكا. هذا العام زاره أكثر من 5000 يهودي حسب المنظمين جلهم من الخارج، خصوصاً أن أعداد اليهود في تونس تراجعت كثيرا ولم تعد تتجاوز 1500 على أقصى تقدير، جلهم في جزيرة جربة، بينما كان الرقم يصل إلى عشرات الآلاف بعد استقلال تونس.
صورة من: Getty Images/AFD/F. Belaid
تأثير جديد على السياحة التونسية
من المتوقع أن يؤثر الاعتداء على حركة السياحة في تونس. عانت السياحة التونسية من تراجع مهول بعد الثورة بسبب تواتر أعمال إرهابية أشهرها عملية متحف باردو وأخرى استهدفت فندقاً في سوسة عام 2015 (في الصورة)، وبعد انتعاش قصير عانت مجددا من تبعات جائحة كورونا، ثم سجلت انتعاشة خلال الأشهر الماضية لكن الاعتداء الجديد قد يهدّد جهود تطوير قطاع تعوّل عليه تونس اقتصادياً.
صورة من: Stringer/AA/picture alliance
قبلة للتعايش بين اليهود والمسلمين
شكّل كنيس جربة مثالاً على التعايش بين المسلمين واليهود في جربة وفي تونس عموماً، إذ يزور مسلمون كثر الكنيس خلال موسم الحج اليهودي للتعرف على الثقافة اليهودية. لكن مع ذلك كثرت تحذيرات خلال السنوات الأخيرة من بعض الأطراف كإسرائيل التي أوصت بتجنب السفر للحج لدواع أمنية، وهو ما كان المنظمون ينتقدونه ويؤكدون أن الحج آمن. لم تؤثر التحذيرات كثيراً في عدد الحجاج الإسرائيليين رغم غياب خطوط جوية مباشرة.
صورة من: Fathi Nasri/AFP/Getty Images
لملمة الجراح تحتاج للوقت
كان للهجوم الأول تداعيات كبيرة على السياحة في تونس وعلى موسم الحج اليهودي، واحتاج الكنيس لسنوات للتعافي. حرصت السلطات على بعث رسائل طمأنة. عام 2012، زار الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي الكنيس في الذكرى العاشرة للهجوم، في فترة شهدت قلق يهود تونس بسبب رفع شعارات معادية للسامية من أطراف متشددة انتعشت خلال السنوات الأولى للثورة.
صورة من: Fathi Nasri/AFP/Getty Images
ليس مجرد مكان للصلاة
يحتوي المعبد على أقدم نص توراة في العالم حسب عدة تقارير، كما يتردد أنه يحتضن في قبوه حجراً من هيكل سليمان. لا يُعرف بالضبط سبب تسميته بالغريبة لكن هناك من يربط ذلك بقصة سيدة غريبة عاشت في الجزيرة ونجت بأعجوبة من حريق. بمساحة صغيرة، يتوفر الكنيس على قسمين، قسم للصلاة وللتبرك بالحاخامات حيث تسود اعتقادات بقدرة المكان على تحقيق الأماني، وقسم آخر للاحتفالات ولجمع الأموال والتعارف.
صورة من: Hasan Mrad/DeFodi Images/picture alliance