يوظف بعض رسامي الكاريكاتير في العالم العربي الرسوم للتعبيرعن رفضهم للتطرف الإسلامي، وقد أعلن الكثير منهم تضامنه مع صحيفة "شارلي إيبدو" ودعمه لحرية التعبير، غير أن أمام السخرية في العالم العربي والإسلامي خطوط حمراء.
إعلان
المسودات الأولى للكاريكاتير موجودة على مكتب رسام الكاريكاتير المصري مخلوف، وعبارة "أنا شارلي" "Je suis Charlie" توجد على جميع الأوراق كرسالة تضامن مع الصحيفة الفرنسية "شارلي إيبدو". وإلى جانب هذا الشعار هناك صور بأحجام مختلفة لرجل ملتح يرتدي عمامة ويحمل مدفع رشاش على ظهره، لكنه يظهر في الصورة مرتجفا من شدة الخوف وشكله يبعث على السخرية فيما يلاحقه وجه مبتسم عملاق يقفز بمرح ويهدده بالقضاء عليه. يقول مخلوف "هؤلاء الناس يلجئون إلى العنف لأنهم لا يستطيعون الدفاع على أنفسهم بأساليب أخرى". ويضيف "إنهم يعلمون أن قوة الرسومات أكبر من قوتهم".
ساعات قليلة بعد الاعتداء الإرهابي على صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس سارع رسامو الكاريكاتير في مصر أيضا إلى التعبير عن تضامنهم مع الصحيفة. وفي هذا الإطار قام مخلوف، الذي يعمل في صحيفة "المصري اليوم"، بجمع رسومات لعدد من الزملاء ونشرها على الموقع الإلكتروني للصحيفة وعلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك كوسيلة للتضامن.
سخرية جريئة في ليبيا واليمن
يقول مخلوف البالغ من العمر 34 عاما: "أنا غاضب جدا، ولا يمكنني أن أتصور أنني لن أرى رسوما لهؤلاء الزملاء مرة أخرى". وتابع "لقد كانوا من بين أفضل رسامي الكاريكاتير في العالم. وكنت أتابع أعمالهم باستمرار على الإنترنت. وعندما يسافر أحد معارفي إلى فرنسا أطلب منه دائما أن يجلب لي معه نسخة من صحيفة "شارلي إيبدو". وأضاف رسام الكاريكاتير المصري أن القتل الذي طال صحفي الصحيفة الفرنسية هو عمل عبثي وتصرف أحمق، مؤكدا على أنه كرسام مصري ومسلم يرفض الإرهاب ويدعم حرية التعبير.
وفي دول عربية أخرى أيضا رفع الكثير من رسامي الكاريكاتير شعار "لا" للإرهاب الإسلاموي و"نعم" لحرية التعبير. وشمل ذلك أيضا دولا تعاني من العنف وقمع حريات التعبير. فعلى سبيل المثال نشرت صحيفة "الوسط" الليبية رسما كاريكاتوريا لمقاتل من تنظيم "داعش" يحاول قطع رأس قلم رصاص أمام الكاميرا.
الكوميديون الألمان من أصول مهاجرة أمام "تحدي شارلي "
ظهرت نسخة جديدة من أسبوعية "شارلي ايبدو" الفرنسية بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس، وهي اعتداءات أحدثت "زلزالا" وصلت ارتداداته للكوميديين الألمان من أصول أجنبية، ومع ذلك فإن رد فعل الكثيرين منهم بقي وفيا لروح السخرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
كايا يانار أول كوميدي ألماني من أصل تركي: يقدم كايا يانار برنامجا تلفزيونيا ساخرا حقق شعبية واسعة في ألمانيا. ويتميز هذا الكوميدي بسخريته من المهاجرين كيفما كانت أصولهم، وهو يفعل ذلك بكثير من اللباقة ولا يتردد في الخوض في الموضوعات الحساسة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
بولنت سيلان أو محبوب النساء: بولنت سيلان من أم ألمانية وأب تركي، حقق نجاحا باهرا. فإلى جانب الألمانية يتقن لهجة ولاية هيسن إضافة إلى الإنجليزية والروسية. والغريب أنه لا يتحدث اللغة التركية، وهو بارع في لعب شخصيات متعددة.
صورة من: imago/snapshot
سيناي دوتشو: أول امرأة كوميدية من أصول تركية في ألمانيا، درست علوم الهندسة. تم اتهامها أكثر من مرة بـ"بخدش شرف العائلة"، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة مشوارها الفني. وهي التي قالت يوما: لحسن الحظ أن السخرية لا تحتاج إلى ترجمة.
عبد الكريم: كوميدي ألماني من أصول مغربية من "برونكس" مدينة بليفلد كما يقول. يسخر بذكاء من مخاوف بعض الألمان، الذين يرون في كل ملتحي إرهابيا مفترضا.
صورة من: Abdelkarim/stagefactory
مراد توبال: ينحدر مراد في برلين من أم ألمانية وأب تركي. وقبل أن يشتغل ككوميدي مر من سلك الشرطة، وقام بتوظيف تجربته تلك في أعماله الكوميدية. وعبر توبال عن مخاوفه من أن تؤدي أحداث باريس إلى مزيد من التمييز ضد المهاجرين.
صورة من: Matze Schmidbauer
آيدن إيسيك: كوميدي ومخرج يصف نفسه كطفل ذو خلفية مهاجرة مندمج تماما. في عمله الفني الحالي يلعب دور مستشار ألماني اسمه باران أوبالا. وقد ندد على صفحته في الفيسبوك وكتب هو الآخر: "أنا شارلي".
لا تريد ميلتم كابتان آلياس، ذات الأصول التركية، الاكتفاء بالموضوعات الكلاسيكية للهجرة، وإنما تحس أنها ابنة مدينة كولونيا أيضا، ولا تتردد في تناول كل الموضوعات.
صورة من: Rainer Medefindt
تؤكد إنيسا أماني دوما على أصولها الفارسية، وعلى حائطها في الفيسبوك استشهدت، بخصوص شارلي ايبدو، بفولتير وكتبت: "قد أختلف معك في الرأي، ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا لحريتك في الدفاع عن رأيك".
صورة من: Stephan Pick
فاتح شيفيكوللو: بالنسبة لفاتح فالهجرة والاندماج تشكلان موضوعا للكوميديا بامتياز. وقد أظهر تضامنه مع شارلي ايبدو، حين نشر رسما كاريكاتوريا له على صفحته في القيسبوك، كما شارك في المظاهرات المناهضة لحركة "بيغيدا" المعادية للأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. May
صورت بافاريا المتمرد: ديانغو آزول، تركي بافاري، أو بافاري تركي، يهتم بالقضايا السياسية في ولاية بافاريا، مثل صدام الثقافات، وقضايا الاندماج.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
الخبير في المنتجعات الصحية: ديفيد ديفيس أو "رجل المراحيض"، من أصول أوغندية. تخصص في انتقاد الأحكام النمطية ضد المهاجرين، وعبر بكلمات قوية في الفيسبوك عن امتعاضه من الوضعية الحالية بعد الاعتداء على شارلي ايبدو.
صورة من: picture alliance/Jazzarchiv/I. Schiffler
ايمانويل بيترفالفي المعروف باسم آلفونس، ترعرع في باريس وهاجر عام 1991 إلى هامبورغ، ومنذ ذلك الحين وهو يلعب دور شخصية نمطية بلكنة فرنسية، وبات من أشهر الوجوه الكوميدية في ألمانيا. وهو معروف بميكرفونه الضخم الذي لا يفارقه. تأثر آلفونس كثيرا بالاعتداء على شارلي ايبدو، وسافر إلى باريس حيث شارك في المظاهرة الضخمة ضد الإرهاب. الكاتبة: سوزانه كوردس/ح.ز
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
12 صورة1 | 12
وفي اليمن، حيث يفترض أن منفذي اعتداءات باريس قد تدربوا في مخيمات القاعدة الموجودة هناك، قام رسام الكاريكاتير كمال شرف برسم رجل وشيطان، وبينما يحلم الرجل بـ"الحور العين" في الجنة، يضحك الشيطان عليه بشدة ويدخل مفجر الديناميت في مؤخرة ذلك الرجل يرغب في القيام بعملية انتحارية، ثم يقول الشيطان ساخرا من الرجل "أستطيع أن أرى مكانك في الجنة من هنا".
"دولة الخرافة" مسلسل عراقي ساخر
تحول تنظيم" الدولة الإسلامية " منذ إعلانه العام الماضي إلى مادة دسمة للسخرية في الكثير من البلدان العربية من خلال الغناء أو التمثيل، بل إن التلفزيون العراقي خصص مسلسلا كوميديا للسخرية من التنظيم المعروف إعلاميا بـ"داعش" حملت عنوان "دولة الخرافة". وقد جسد زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي دور البطولة في المسلسل الكوميدي، الذي بث في العراق على مدى 30 يوما، وأثار ردود فعل كثيرة ( .DW عربية حاورت علي القاسم مخرج المسلسل حول طبيعة ومخاطر هذا العمل).
ويقول مخرج المسلسل علي قاسم إن معظم الممثلين الذين كان يتم استدعائهم للمشاركة في إنتاج السلسلة كانوا يشعرون في البداية بالخوف على حياتهم لكن" في نهاية المطاف قرر الكثيرون المشاركة. لقد كانت مسألة شرف وطني"، وهو ما يؤكده أيضا الممثل العراقي أبي عبد الستار بقوله " لقد شاركت في المسلسل من أجل القضاء على الإرهاب ولأعبر عن رفضي لتنظيم الدولة الإسلامية".
السخرية ـ سلاح فعال في مواجهة الإرهاب، لكن وكما هو معلوم في العالم الإسلامي هناك خطوط حمراء لا يجب للسخرية أن تتجاوزها وهي "الله" و"النبي".