السراج يدعو الليبيين للتوحد خلف حكومته لاستعادة سرت
١٤ يونيو ٢٠١٦
دعا رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج الليبيين إلى دعم قوات حكومته في معركتها لاستعادة مدينة سرت من أيدي تنظيم "داعش"، في وقت ترفض قوات السلطة الموازية في شرق البلاد المشاركة في هذه الحملة.
إعلان
قال رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج اليوم الثلاثاء (14 يونيو/حزيران 2016) في خطاب متلفز نشرته صفحة حكومته على موقع فيسبوك "نبارك انتصارات أبنائنا في جبهات القتال (...) في معركة تحرير سرت وتطهيرها من تنظيم داعش".وأضاف أن "ما يحدث من إنجازات على هذه الجبهات يستحق أن يكون نموذجا لمشروع وطني لمحاربة الإرهاب"، داعيا الليبيين إلى أن "يلتفوا" حول هذا "المشروع الوطني لمحاربة تنظيم الدولة (داعش)".
وتشن قوات موالية لحكومة السراج المدعومة من المجتمع الدولي حملة عسكرية منذ نحو شهر تهدف إلى استعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي الذي سيطر عليها قبل عام. وحققت القوات الحكومية وهي تحالف من جماعات مسلحة ووحدات من الجيش تقدما سريعا الأسبوع الماضي وسيطرت على المرافق الرئيسية في المدينة المتوسطية وبينها المطار والميناء.
لكن هذا التقدم تباطأ عند وصول القوات إلى مشارف المناطق السكنية الممتدة من وسط المدينة إلى شمالها، حيث يتحصن مقاتلو التنظيم الإرهابي في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.وتخوض القوات الحكومية منذ نهاية الأسبوع الماضي حرب شوارع مع عناصر تنظيم "داعش" الذي يضم في صفوفه في سرت مقاتلين أجانب من جنسيات شمال افريقية وخليجية، بحسب ما يؤكد سكان في المدينة.
وقال رضا عيسى العضو في المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" لوكالة فرانس برس إن "قواتنا تصدت فجر اليوم لهجوم جديد من قبل تنظيم الدولة حاول خلاله استعادة السيطرة على الميناء". وأضاف "هناك إصابات في صفوف قواتنا"، من دون تفاصيل إضافية.
وأعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية على صفحة عمليتها العسكرية في موقع فيسبوك أنها حققت تقدما بعدما اشتبكت مع عناصر تنظيم "داعش" في المدينة وألحقت "في صفوفها خسائر فادحة في الأرواح والآليات".
وتحظى عملية "البنيان المرصوص" التي قتل فيها أكثر من 140 من عناصر قوات حكومة الوفاق منذ انطلاقها بدعم واسع في مدن الغرب الموالية لحكومة الوفاق، فيما تتجاهلها السلطات الموازية في شرق البلاد.وتعتبر قوات الحكومة الموازية غير المعترف بها والتي لا تزال تدير مناطق الشرق وترفض تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق، أن الجماعات التي تقاتل الداعشيين في سرت "مليشيات خارجة عن القانون".
وقال العقيد احمد المسماري المتحدث باسم القوات في الشرق التي يقودها الفريق ركن خليفة حفتر لفرانس برس "نتابع الحرب في سرت وننظر ونرى ولكل حادث حديث".
وكانت هذه القوات أعلنت عن حملة عسكرية منفردة لاستعادة مدينة سرت قبيل انطلاق عملية "البنيان المرصوص"، لكن هذه الحملة لم تبصر النور.وتخوض قوات حفتر منذ عامين معارك مع تنظيمات معارضة لها بينها جماعات متطرفة تضم تنظيم "داعش"، تهدف إلى السيطرة بشكل كامل على مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس)، دون أن تنجح في ذلك.
وفي إشارة إلى تصدع محتمل داخل معسكر حفتر، أعلنت قوتان مسلحتان في شرق ليبيا قبل عشرة أيام دعمهما لحكومة الوفاق، وهما قوة المهام الخاصة في جهاز مكافحة الإرهاب وكتيبة الإسناد الأمني لجهاز المخابرات العسكرية.
ويقول المحلل السياسي الليبي محمد الجارح إن "هذه المعطيات ليست في صالح حفتر، لاسيما وHن القوات الموالية لحكومة الوفاق،والتي تعتبر الغريم الرئيسي لحفتر باتت على أعتاب تحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم الدولة". ورأى أن استعادة سرت من التنظيم الإرهابي "قد تفند النظرية القائلة بأن حفتر هو من سيخلص ليبيا من الجماعات المتطرفة".
وتأمل الدول الأوروبية أن يدفع القضاء على تنظيم الدولة السلطات في طرابلس إلى التركيز على مكافحة الهجرة غير الشرعية من الأراضي الليبية نحو أوروبا.
م.أ.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.