هنئ رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني فائز السراج الليبيين بمناسبة إعلان تحرير مدينة بنغازي من المتطرفين، فيما أشادت فرنسا بالتقدم في مجال مكافحة الإرهاب الذي أحرزته قوات المشير خليفة حفتر.
إعلان
هنأ فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي بحكومة الوفاق الوطني، الشعب الليبي، وبالأخص أهالي وسكان بنغازي، بمناسبة إعلان تحرير المدينة، وعودة الحياة الطبيعية وانتهاء سنوات المعاناة لتبدأ مرحلة البناء والتعمير. وقال السراج، في بيان له اليوم الخميس (السادس من تموز/ يوليو 2017)، حسب إدارة التواصل والإعلام بمجلس الوزراء، أنه يتطلع إلى أن تكون المرحلة المقبلة بداية الدولة الديمقراطية المدنية الموحدة بجيش واحد ومؤسسات سيادية موحدة، وأن يسود الأمن والاستقرار ربوع ليبيا.
فيما عمت الاحتفالات مدينة بنغازي احتفالا بـ"التحرير". وقال الشيخ سعيد المبروك (72 عاما) الذي أجبره المتطرفون على الفرار من منزله قبل ثلاث سنوات في مدينة بنغازي التي استعادتها القوات الموالية للمشير خليفة حفتر، "آن لي أن أعود إلى بيتي. الآن حتى وإن مت، سأموت مرتاحا في بيتي وبين جيراني". وعلى غرار الشيخ سعيد المبروك، خرج الآلاف من السكان إلى الشوارع والميادين، للاحتفال "بالانتصار" على الجماعات المتطرفة في بنغازي، ثاني مدن البلاد الغارقة في الفوضى منذ سنوات. وسارت مئات السيارات في الشوارع التي ضجت بأصوات أبواقها، حتى كادت حركة السير أن تتوقف تماما، فيما كان المواطنون يهللون ويكبرون ويطلقون الألعاب النارية، عقب إعلان هذه المدينة الواقعة شرق ليبيا "خالية من الإرهاب".
إشادة فرنسية بقوات حفتر
فيما أشادت فرنسا اليوم الخميس بـ "التقدم" الذي أحرزته قوات المشير خليفة حفتر في بنغازي. وقالت انياس روماتي- اسباني المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن باريس "تشيد بكل تقدم في مجال مكافحة الإرهاب مثل الذي أحرزته حاليا قوات المشير خليفة حفتر ضد المجموعات الإرهابية في بنغازي". وأضافت "وحتى تكون هذه النجاحات مستدامة يجب تشكيل جيش ليبي نظامي تحت أمرة السلطة المدنية وذلك لمراقبة مجمل الأراضي الليبية والحدود".
وقال حفتر المرتبط بحكومة موازية في الشرق الليبي غير معترف بها دوليا وإنما منبثقة عن برلمان منتخب، إن "بنغازي تدخل ابتداء من اليوم عهدا جديدا من الأمن والسلام والتصالح والوئام والبناء والاعمار". ولا يعترف المشير حفتر بسلطة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس برئاسة فايز السراج، والتي تحظى باعتراف دولي.
وكان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر قد أعلن أمس الأربعاء تحرير آخر معاقل المجموعات المسلحة في منطقة الصابري شمالي مدينة بنغازي. وقال العميد إسماعيل البركي آمر غرفة عمليات الصابري أمس إن العمليات العسكرية انتهت بالكامل في هذا المحور، وهو الأخير في مدينة بنغازي، وذلك بعد ثلاث سنوات من المعارك الدامية مع الجماعات المتطرفة وبينها بالخصوص ما يعرف بـ "مجلس ثوار بنغازي" وهو تحالف لمجموعات إسلاموية بينها تنظيم "داعش" و"أنصار الشريعة".
وكان المشير حفتر قد شن خلال ربيع 2014 عملية أطلق عليها "عملية الكرامة" لتحرير بنغازي من المتطرفين الإسلامويين. ويتهمه خصومه وخصوصا مجموعة مصراتة (غرب) بالسعي إلى إقامة نظام عسكري في ليبيا. وكانت فرنسا التي تدعم حكومة السراج، أرسلت مستشارين عسكريين لدى حفتر الذي يعتبر السد الرئيسي أمام الإرهاب. وتؤكد باريس علنا أن حفتر "جزء من الحل" في ليبيا وتسعى إلى إطلاق مبادرة مع باقي اللاعبين الإقليميين وخصوصا مصر والإمارات الداعمتين لحفتر.
ز.أ.ب/ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)
خمس سنوات على سقوط القذافي وليبيا لم تخرج بعدُ من النفق
بعد سقوط القذافي وعد سياسيون بإقامة دولة في ليبيا تحترم حقوق الإنسان، لكن بعد مرور سنوات لم تقم تلك الدولة حتى الآن.
صورة من: DW-Fotomontage/picture-alliance/AA/AP
في مدخل هذا النفق ألقى ثوار في 20 من اكتوبر 2011 القبض على القذافي وهاجمه نفر من الغاضبين وأردوه قتيلا. بعد خمس سنوات من الحادثة التي شكلت منعرجا في تاريخ ليبيا، يختزل هذا المكان وبألوانه المتداخلة وشعاراته المتضاربة، المشهد الليبي الغارق في الفوضى.
صورة من: picture alliance/dpa
بعد نحو 42 عاما من حكم معمر القذافي اندلعت في ليبيا في 17 فبراير/ شباط 2011 ثورة ضده أدت إلى سقوط نظامه بمساعدة من حلف الناتو، ومنذ ذلك الحين تبحث ليبيا عن مخرج من الاضطرابات السياسية والعنف الذي يجتاحها.
صورة من: dapd
في بنغازي بشرق ليبيا تأسس المجلس الوطني الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل، كوجه للمرحلة الإنتقالية بعد الثورة الليبية. ولم يكد ينته الشهر الذي قتل فيه القذافي حتى انتخب المجلس في طرابلس عبد الرحيم الكيب رئيساً للحكومة الانتقالية. وفور انتخابه صرح الكيب أنه يريد "بناء دولة تحترم حقوق الإنسان".
صورة من: dapd
في سنة 2012 قرر المؤتمر الوطني إجراء انتخابات مباشرة من قبل الليبيين لاختيار جمعية تأسيسية لصياغة دستور البلاد. كما صدر في نفس العام قانون تعديلي لتنظيم المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية في البلاد).
صورة من: AFP/Getty Images
استمر المجلس الوطني الانتقالي في السلطة نحو عشرة أشهر. وفي يوليو/ تموز 2012 جرى انتخاب المؤتمر الوطني العام، الذي شكل الحكومة برئاسة على زيدان في أكتوبر/ تشرين الأول، لكن المجلس سيحجب الثقة عن حكومة زيدان وإسقاطها في شهر مارس 2014.
صورة من: Reuters
ورغم وجود حكومة غرقت ليبيا في فوضى الجماعات والميلشيات المسلحة، وظهرت مخاطر تحولها إلى "دولة فاشلة" تأوي إليها العناصر الإرهابية والمتشددة من دول الجوار. وفي شهر فبراير/ شباط 2014 ظهر اللواء المتقاعد خليفة حفتر عبر شريط فيديو معلنا سيطرته على عدد من مؤسسات الدولة في شرق البلاد، وفي شهر مايو أعلن حفتر بدء "عملية الكرامة" لتطهير ليبيا من العناصر الإرهابية والمتشددة.
صورة من: Reuters
وتمت كتابة دستور بعد تعطل كبير لتجرى الانتخابات التشريعية بالنظام الفردي في 25 يونيو/ حزيران 2014. وفاز مرشحو التيار المدني الليبرالي بأغلبية مقاعد البرلمان، متقدمين على مرشحي التيار الوطني الإسلامي. ليحل البرلمان (مجلس النواب) وحكومته محل المؤتمر الوطني. ومقر مجلس النواب هو بنغازي، لكن أغلبية الأعضاء اختاروا طبرق لعقد جلساتهم.
صورة من: Reuters
اعترف المجتمع الدولي بالبرلمان في طبرق، والذي كلف عبدالله الثني بتشكيل حكومة، لكن ائتلاف "فجر ليبيا" في غرب البلاد، والذي تعد جماعة الإخوان المسلمين أقوى طرف فيه شكل برلمانا موازيا في طرابلس وحكومة برئاسة عمر الحاسي. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 ألغت المحكمة العليا في طرابلس نتائج الانتخابات بحجة عدم دستورية قانون الانتخابات.
صورة من: picture-alliance/dpa
شهدت ليبيا مزيدا من الفوضى وتحولت إلى ملجئ للعناصر المسلحة من مشارب مختلفة وخصوصا من التيارات المتشددة، ومنها "أنصار الشريعة"، و"جيش تحكيم الدين" و"مجلس شورى الشباب" المواليين لتنظيم القاعدة، وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وغيرها من الجماعات المسلحة التي تتراوح العلاقات فيما بينها بين التحالفات والتناحر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Hannon
انحازت قوى إقليمية ودولية إلى طرفي الصراع. وفي حين تدعم مصر والإمارات وروسيا برلمان طبرق واللواء حفتر، تدعم تركيا وقطر برلمان طرابلس. وقامت مساع دولية من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولهذا أوفدت الأمم المتحدة في أغسطس آب 2014 مبعوثا خاصا إلى ليبيا هو برنادينو ليون، الذي أطلق مسلسل مفاوضات في الصخيرات بالمغرب.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
استقال المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون بعد مفاوضات طويلة وعسيرة بين الأطراف الليبية في منتجع الصخيرات القريب من العاصمة المغربية الرباط. لينجح خلفه الديبلوماسي الألماني مارتين كوبلر في التوصل مع الأطراف الليبية في الصخيرات إلى اتفاق سلام يهدف لإنهاء الصراع السياسي والعسكري بينها في الخميس (17 كانون الأول/ ديسمبر 2015).
صورة من: imago/Xinhua
وبناء على اتفاق الصخيرات تشكل المجلس الرئاسي الليبي، الذي شكل بدوره حكومة وفاق وطني برئاسة فائز السراج، ونالت الحكومة ثقة برلمان طبرق بالأغلبية قرب نهاية فبراير/ شباط 2016. ووصل السراج الأربعاء (30 آذار/ مارس 2016) إلى طرابلس، لكن خليفة الغويل، رئيس ما يسمى بـ "حكومة الإنقاذ الوطني" طلب منه مغادرة البلاد هو ومن معه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/GNA Media
وبمرور الوقت أعلن الغويل دعمه لحكومة الوفاق الوطني لكنه تراجع عنه بعد ذلك. لتبقى في ليبيا حتى الآن ثلاث حكومات تتنازعها. حكومتان في طرابلس: "الوفاق الوطني" بقيادة السراج، و"الانقاذ" بقيادة الغويل وحكومة طبرق المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، إضافة إلى العشرات من الميليشيات المسلحة والمتناحرة.