لماذا يفقد الأطفال تركيزهم بسرعة؟ دراسة علمية توضح
ندى فاروق
٨ نوفمبر ٢٠٢٥
الانتباه عند الأطفال ليس ضعيفًا بسبب الفضول وحده! دراسة حديثة من جامعة أوهايو تظهر أن ضعف تطور الذاكرة العاملة يفسر صعوبة التركيز، وأن حتى البالغين يمكن أن يتصرفوا بنفس النمط عند إرهاق ذاكرتهم.
حددت الدراسة أسباب تشتت انتباه الأطفال صورة من: Munir Uz Zaman/AFP/Getty Images
إعلان
من المعروف أن الأطفال ينتقلون بسرعة من نشاط إلى آخر، حتى عندما يُفترض أن يركزوا على مهمة واحدة . لكن دراسة جديدة تشير إلى أن السبب وراء ذلك لا يعود فقط إلى الفضول، كما كان يُعتقد سابقًا.
ويقول الباحثون إن ذاكرة الأطفال لم تنضج بعد بما يكفي لمساعدتهم على التركيز على مهمة واحدة لفترة طويلة. ولتحقيق فهم أفضل، أجرى علماء من جامعة ولاية أوهايو تجربة شملت البالغين، حيث كُلّفوا بمهام معقدة تُرهق ذاكرتهم العاملة. ووجد الباحثون أن البالغين، عند إجهاد ذاكرتهم، بدأوا يتصرفون بطريقة تشبه سلوك الأطفال، وواجهوا صعوبة في الحفاظ على انتباههم.
قال فلاديمير سلوتسكي، أستاذ علم النفس والباحث المشارك في الدراسة: "لقد جعلنا من الصعب على البالغين التركيز من خلال ملء ذاكرتهم بأشياء لا علاقة لها بالمهمة التي يحاولون إنجازها. وعندما فعلنا ذلك، بدأ البالغون يستكشفون بشكل مفرط ويتشتت انتباههم، تمامًا كما يفعلالأطفال ".
هكذا بسهولة تزيد تركيزك الذهني أثناء العمل والدراسة
توجد الكثير من الطرق الطبيعية لزيادة التركيز الذهني دون اللجوء إلى الحبوب المنشطة المحظورة. وهنا نستعرض بعض أهم الطرق المتاحة للجميع التي بالإمكان من خلالها تقوية القدرة على التركيز بسهولة ومن دون أي تكلفة مالية إضافية.
صورة من: Imago/Jochen Tack
النوم: قلة النوم تفقدك التركيز طيلة اليوم. ولكي تتمتع بنوم عميق ومريح عليك بممارسة الرياضة باعتدال لأنها تجعل نومك أعمق وقد تقلل من الفترة التي تحتاجها من ساعات النوم يوميا.
صورة من: picture-alliance/CTK Photo/R. Fluger
الضوء: يزيد الضوء من قدرتنا على العمل والأداء، لأن الظلام يجعل أجسادنا تستعد للنوم. ولزيادة التركيز ينبغي العمل في ضوء النهار، وعند العمل أثناء الليل ينبغي إشعال الضوء.
صورة من: picture alliance / Bildagentur-o
التغذية: تساعد التغذية على التركيز أكثر مما يعتقد أغلب الناس. لذلك ينبغي اختيار الطعام بحيث لا يمتلئ البطن تماما ولا يصاب الإنسان بالتخمة بعد الأكل. وينصح بتناول إفطار جيد للحفاظ على مستوى التركيز، أما في الغداء فيمكن تناول ما تيسّر من الطعام الخفيف كالخضروات والفواكه والأرز. وقبل القيام بعمل معين، تناولْ بعض الطعام!
صورة من: picture-alliance/dpa
الشرب: تصل نسبة الماء في الجسم إلى 70%. بإمكان الإنسان الصبر على الأكل لمدة أسبوعين لكن لا يمكنه البقاء دون ماء لأكثر من ثلاثة أيام. بين ليترين إلى ثلاثة ليترات هو ما يحتاجه الإنسان يوميا من الماء. خذ معك دائما قنينة (عبوة) ماء كبيرة حين تخرج من البيت.
صورة من: picture-alliance/dpa
مكان العمل: عليك الجلوس في مكان عمل هادئ وخلفك باب غرفة العمل كي لا تلهيك حركة الداخلين عبره أو المارين أمامه عن التركيز في العمل. الألوان الحمراء والخضراء والصفراء تزيد التركيز، كما أن اللون الأزرق يعلي روح الإبداع ويعمل على تهدئة الأعصاب.
صورة من: picture-alliance/dpa
كيفية الجلوس: تلعب هيئة الجلوس دورا في التركيز أثناء العمل. اجعل قدميك في زاوية تسعين درجة أثناء التعلم والمذاكرة أو الدراسة وستلمس فرقا في التركيز. كما أن الوقوف أثناء العمل يساعد على التركيز. وأثناء الجلوس حافظ على استقامة عمودك الفقري.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Marks
الرياضة: تجعلنا الرياضة أكثر توازنا. أما قلة الحركة فتجعلنا أكثر عصبية وأقل تركيزا. المشي أسهل أنواع الرياضات. ويزيد، عند ممارسته في الصباح الباكر، من هرمون السعادة في الجسم.
صورة من: Fotolia/Kzenon
التوازن في استهلاك طاقة الجسم: لا تركز طاقتك في شيء وحيد، ولكن حاول توزيعها على عدة مجالات مثل الهوايات. وخصص وقتا لجسدك ولعقلك وروحك. ولا تصرف كل طاقتك فقط في العمل، فذلك يقلل من القدرة على التركيز وقد يؤدي إلى ما يسمى بـ "الاحتراق النفسي".
صورة من: Fotolia/Amir Kaljikovic
الاستراحة: خذ استراحة من وقت إلى آخر أثناء العمل. إنه أمر ضروري لصحتك النفسية والجسدية ويساعد على التركيز.
صورة من: Peggy Blume - Fotolia.com
الاستمتاع بالعمل: تلعب درجة اهتمامك بما تفعله دورا في التركيز. حاول أن تحفز نفسك بنفسك وأن تثير اهتمامك بما تعمل، كي تكون أكثر تركيزا.
صورة من: Tijana/Fotolia
النجاح يبدأ من الرأس: حاول التأثير على عقلك وجعله أكثر تركيزا من خلال أن تعِدَ نفسك بنفسك بأنك ستعمل بتركيز. ولا بأس من مكافئة نفسك في حال أنجزت عملا صعبا خلال وقت قياسي مثلا.
صورة من: Imago/Jochen Tack
11 صورة1 | 11
تشتت الانتباه: بين الأطفال والبالغين
وأظهرت الدراسة أن تشتت انتباه الأطفال لا يعود فقط إلى الفضول، بل إلى ضعف تطور ذاكرتهم العاملة. وعندما أُرهق البالغون بمهام تُضعف ذاكرتهم، تصرفوا مثل الأطفال وفقدوا قدرتهم على التركيز.
في إحدى التجارب، استخدم الباحثون لعبة حاسوبية تهدف إلى جمع الحلوى، ولاحظوا أن البالغين الذين كانت ذاكرتهم مثقلة بالمعلومات استمروا في تغيير اختياراتهم، رغم معرفتهم بالخيار الأفضل. هذا السلوك يشير إلى أن الانشغال الذهني يُنتج نفس نمط تشتت الانتباه الذي يظهر لدى الأطفال، وفقًا لما نشرته US News.
ووفقًا للباحثة تشيان تشيان وان، فإن الانتباه قد يتشتت لدى البالغين، حتى عند أداء مهام دقيقة ، تمامًا كما يحدث عند الأطفال. وقد أجرت وان هذه الدراسة أثناء دراستها لدرجة الدكتوراه في جامعة ولاية أوهايو، وهي الآن باحثة ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا-ديفيس. وذكرت الدراسة التي نُشرت في Drugs.com النتائج نفسها، مؤكدة أن تشتت الانتباه ليس مقتصرًا على الأطفال فحسب.
وتشير النتائج إلى أن ما يبدو وكأنه تشتت في انتباه الأطفال قد يكون في الواقع نتيجة لدماغهم الذي لا يزال في طور النمو، وهذا قد يساعدهم على التعلم بطريقة أكثر مرونة من البالغين. وقالت وان: "قد تساعد هذه النتائج في تطوير أساليب تعليم تراعي الطريقة الطبيعية التي يتعلم بها الأطفال الصغار، بدلاً من أن تعمل ضدها".