يبحث الجميع عن تحقيق "السعادة"، وينظر لها دائماً كأمر إيجابي، بينما يعتبر "الحزن" والصدمات مصدراً لكثير من المشاكل الصحية، لكن دراسة حديثة أثبتت أن الأحداث السعيدة أيضاً قد تصبح "قاتلة".
إعلان
عرف العلماء منذ مطلع التسعينات أن الصدمات يمكن أن تصيب القلب بـ"متلازمة القلب المنكسر" المشابهة للأزمة القلبية، دون معرفة أسباب حدوث تلك الظاهرة. لكن دراسة جديدة أتثبت أن الأحداث السعيدة أيضاً قد تصبح قاتلة، فقد أثبتت دراسة أجراها عالمان سويسريان أن السعادة يمكن أن تؤثر سلباً على القلب.
ووفقاً للمعلومات التي جمعها الباحثان في مستشفى زيورخ الجامعي على مدى خمسة أعوام، وأعلنت نتيجتها أمس الخميس في "مجلة القلب الأوروبية"، فإن ولادة طفل أو انتصار كبير يحققه المرء قد تسبب "متلازمة القلب المنكسر"، المعروفة أيضاً باعتلال تاكوسيبو للقلب، وهي حالة مرضية تسبب ضعفا مفاجئا في عضلات القلب، ما يتسبب في تضخم البطين الأيسر بشكل مفرط. وبالإضافة لصعوبة التنفس والألم الشديد في الصدر الذي ينتج عن هذه الأعراض، فقد تسبب أيضاً أزمة قلبية حادة وقد تؤدي إلى الوفاة.
أخطر عشرة مسببات للوفيات في العالم
نشرت منظمة الصحة العالمية تقريرها الشامل للصحة وذكرت الأسباب العشرة الأولى التي تؤدي إلى موت البشر، وضمت القائمة تسعة أمراض، وسببا آخرا ليس له علاقة بالصحة.
صورة من: AP
أمراض القلب
الذبحة الصدرية وانسداد الأوعية الدموية واعتلال عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم تعتبر من أمراض القلب القاتلة للبشر، إذا لم تتم معالجتها بصورة سريعة. وكانت أمراض القلب المسبب الأول لوفيات البشر في العالم حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وتتسبب هذه الأمراض في قتل أكثر من 8 ملايين في العام.
صورة من: Colourbox/E. Wodicka
السكتة الدماغية
السكتة أو الجلطة الدماغية هي ثاني مسبب للوفاة في العالم، ويلقي أكثر من 6 ملايين إنسان حتفهم سنويا بسبب أمراض الدماغ. والسكتة الدماغية هي ليست من أكثر الأمراض المسببة للوفاة فحسب، بل من أخطرها. وتحصل السكتة عندما يقل الأوكسجين في الدماغ. ومن أعراضها حالة الدوار وصداع الرأس وفقدان الرؤية والآلام الكبيرة في الرأس.
أمراض التنفس
فيما حلت أمراض التنفس في المركز الثالث عالميا. وتشمل أمراض التنفس الربو والحصبة ونزلات البرد الحادة وأمراض التهاب القصبات والحساسية. هذه الأمراض يمكن معالجتها في الغالب، لكنها ما زالت تحصد أرواح الملايين في العالم، ويصل عدد ضحايا أمراض التنفس إلى نحو 3 ملايين ونصف مليون إنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Rose
داء الانسداد الرئوي المزمن
وهو المرض الذي يصيب رئتي الإنسان ويتسبب في انسداد الشعب الهوائية وقلة تدفق الهواء وقصور في وظائف الرئة. ويعد التدخين السبب الرئيس لهذا المرض. ويموت سنويا أكثر من 3 ملايين و280 ألف شخص بهذا المرض.
صورة من: Fotolia/ Gina Sanders
الإسهال
قد يبدو غريبا أن يصنف مرض الإسهال في قائمة أخطر الأمراض والأسباب المؤدية لوفاة الإنسان، لكن إحصائيات منظمة الصحة الدولية أشارت إلى وفاة نحو ثلاثة ملايين شخص بالإسهال وتداعياته. وسبب ذلك يعود إلى أن بعض الأمراض الخطيرة تسبب الإسهال المزمن القاتل، مثل الكوليرا والتيفوئيد وأمراض المعدة.
صورة من: Colourbox/J. Sapic
الايدز
مرض الايدز ما زال يسبب حالات وفاة كبيرة في العالم رغم التوعية الكبيرة بمخاطره وبطرق تجنب انتقاله. ووصل ضحايا مرض الايدز في العالم إلى حوالي مليون ونصف سنويا.
صورة من: picture-alliance/dpa
سرطان الرئة
فيما حل سرطان الرئة في المركز السابع في الأسباب المؤدية في موت البشر، ويموت سنويا نحو 1.4 مليون شخص بسرطان الرئة، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. ويعد التدخين أحد أهم الأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
صورة من: picture alliance/Rainer Jensen
السل
مرض السل أو الدرن هو من الأمراض المعدية ويصيب في الغالب الرئة، وينتقل بسهولة عن طريق رذاذ لعاب المصابين. أعداد المصابين بمرض السل في تناقص بعد اكتشاف المضادات الطبية له: رغم ذلك ما زال يتسبب في وفاة أكثر من مليون و300 ألف شخص سنويا.
صورة من: DW/B. Das
السكري
داء السكري يسبب ارتفاعا شاذا في تركيز السكر في الدم، وذلك بسبب نقص هرمون الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين. ويؤدي السكري إلى أعراض خطيرة في الجسم، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والكلى. يموت سنويا أكثر من مليون و 200 ألف شخص بالسكري.
صورة من: PeJo - Fotolia.com
حوادث السير
السبب العاشر للوفيات في العالم ليس له علاقة بالأمراض، وإنما يرتبط بحوادث السير. ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يموت سنويا نحو مليون و200 ألف شخص بسبب حوادث السير.
صورة من: AP
10 صورة1 | 10
وبدأ الباحثان السويسريان د. كريستيان تمبلن، ود. جيلينا غادري، في 2011 في متابعة سجلات الحالات، وجمعا خلالها على مدى خمس سنوات بيانات 1750 من المرضى المسجلين في 25 مركزا صحياً في تسع دول. وجد الباحثان أن 485 مريضاً عانوا من صدمة عصبية، من بينهم 20 (أي أربعة بالمائة)، عانوا من أعراض اعتلال تاكوسيبو بسبب أحداث سعيدة، كزواج أو فوز فريق مفضل أو مولد حفيد، بينما تعرض 465 شخص لهذه الأعراض بسبب أحداث حزينة، كوفاة شريك الحياة أو الابن أو أحد الآباء. وكان 95 بالمائة من المصابين بهذه الأعراض من النساء، سواء في حالة الصدمات المؤلمة أو السعيدة. وبلغ متوسط سن المصابين بمتلازمة "القلب المنكسر" بسبب أحداث حزينة 65 عاماً، بينما بلغ متوسط عمر المصابين بسبب أحداث مفرحة 71 عاماً، وهو ما يؤكد أن معظم المصابين كانوا من النساء في سن اليأس.
وقال الباحثان: "لقد أظهرنا أن مسببات متلازمة القلب المنكسر أكثر تنوعاً مما كان يعتقد وبالتالي فيجب على أقسام الطوارئ مراعاة أن أيضاً حالات "القلب السعيد" قد تكون متلازمة قلب منكسر". يأمل العلماء أيضاً أن تساعد هذه النتائج في اكتشاف المزيد عن آليات هذا المرض، وهم يدرسون العلاقة بين القلب والمخ بشكل أكثر تدقيقاً.