تثير عدوى "السعال الديكي" قلقا كبيرا في دور الحضانة لسرعة انتشارها بين الأطفال. لكن اللافت أكثر هو أن السعال الديكي بات انتشاره يتزايد مؤخرا وبشكل ملحوظ بين البالغين. فكيف نحمي أنفسنا منه؟
صورة من: Fotolia/Brenda Carson
إعلان
سعال قوي لفترات طويلة ومصحوب بصوت "شهقة" ومن الممكن أن ينتهي بالغثيان. تشير هذه الأعراض، إن ظهرت لدى الأطفال، إلى إصابتهم بما يعرف بـ"السعال الديكي"، وهو من الأمراض المعروفة في مرحلة الطفولة. لكن الجديد هو أن المرض تطور وأصبح يصيب البالغين أيضا. ووفقا لخبراء الصحة فإن الأعراض المعروفة عن هذا المرض لا تظهر لدى البالغين، ما يدفع الأطباء إلى القيام بتشخيص خاطئ للمرض.
هل يحمي التطعيم من السعال الديكي؟
ويرجع خبراء الصحة في ألمانيا سبب ارتفاع معدل الإصابة بالسعال الديكي بين البالغين إلى ضعف الوقاية من هذا المرض، وفي هذا الصدد تقول الخبيرة فيبكيه هيلينبراند من معهد روبرت كوخ في برلين: "ينبغي تحسين معدلات التطعيم ضد هذا المرض".
فالقضاء على هذا المرض كليا أمر مستحيل، وحتى بالنسبة لأولئك الذين تم تطعيمهم ضد هذا المرض في طفولتهم. فعلى عكس داء "الحصبة" فإن الحصانة من السعال الديكي لا يمكن أن تكون دائمة. وتنتهي صلاحية التطعيم بعد مدة أقصاها عشر سنوات، وفقا لما تمّ التوصل إليه مؤخرا.
ووفقا لموقع "فوكوس" الألماني فإن تجديد التطعيم ضروري جدا لدى البالغين للوقاية من السعال الديكي. وهو ما يشدد عليه الطبيب توماس فوشار، أخصائي أمراض الرئة في الجمعية الألمانية لأمراض الرئة والجهاز اتنفسي، ويضيف بالقول" نرى أن نسبة الإصابة بالسعالد الديكي بين البالغين زادت بوضوح وخاصة بين أولئك الذين لم يتناولوا اللقاح أو حتى لم يقوموا بتجديده". ويشير فوشار إلى أن السعال الحاد هو بمثابة مؤشر مهم للأطباء، ومن شأنه أن يدلهم على الإصابة بالسعال الديكي. فأعراض هذا المرض لدى البالغين مختلفة: إذ من الممكن أن تكون حمى متواصلة لمدة تصل إلى 16 يوما وهجمات سعال حادة ومحرجة.
حمى متواصلة وهجمات سعال حادة
10 وصفات منزلية لعلاج السعال ونزلات البرد
يلجأ الكثيرون لعلاج نزلات البرد باستعمال الأقراص الدوائية ومخفضات الحرارة، إلا أن الكثير من خبراء الصحة ينصحون باستعمال وصفات منزلية كلاسيكية تساعد على الشفاء من نزلات البرد بعيدا عن المضادات الحيوية.
صورة من: Fotolia/Ariwasabi
تعتبر شوربة الدجاج الحساء الكلاسيكي الذي يتناوله الألمان لدى الإصابة بنزلات البرد، لاحتوائها على الحمض الأميني السيستئين المضاد للأكسدة ويساعد الجسم في الوقاية ضد الفيروسات ويخفف الالتهابات. كما يحتوي على عناصر غذائية مهمة مثل الزنك والكالسيوم التي تقوي الجهاز المناعي. وتتميز شوربة الدجاج بسهولة تحضيرها.
صورة من: Fotolia/A. Shirinov
يعد زيت النعناع المقطر أحد العلاجات المنزلية لتخفيف آلام والصداع المرافق لنزلات البرد، وذلك بتدليك الجبين جيدا ما يساعد على تخفيف الألم تماما، حيث تشير دراسات إلى أن الانقباض في الأوعية الدموية يسبب الصداع. وقد أبت زيت النعناع فاعليته في تنشيط الدورة الدموية فضلا عن تقوية مناعة الجسم.
صورة من: Fotolia/Heike Rau
استخدام الكمادات الباردة وسيلة منزلية كلاسيكية تساعد في تخفيض درجات الحرارة لدى الإصابة بنزلات البرد. والمهم هو استخدامها بشكل صحيح، وذلك بتغطيس الفوطة في ماء بارد ولفها على الجزء السفلي من الساقين ومن ثم تغطيتهما بقطعة قماش جافة. ويُنصح باستخدامها عند ارتفاع الحرارة إلى 39 درجة مئوية فقط، فالحمى لها تأثير فعال في علاج الجسم ذاتيا من نزلات البرد.
صورة من: Fotolia/photophonie
تستخدم نبتة البابونج الطبية في علاج الكثير من الأمراض. فهي تحتوي على زيوت ومركبات عضوية تقضي على الفيروسات والجراثيم. لذا يُنصح باستنشاق مغلي البابونج لمدة عشر دقائق ثلاثة مرات يوميا. كما يساعد تناول البابونج ساخنا في علاج السعال.
صورة من: Fotolia/chulja
بحة الصوت من الأعراض التي تظهر لدى الإصابة بنزلة برد، وهنا ينصح باستخدام كمادات اللبن، ويتم تحضيرها بوضع دهن قطعة من القماش بقليل من اللبن المخثر ولفّ القماش حول الأذنين والرقبة. وتعمل هذه الكمادات على تخفيف حدة آلام الحلق المصحوبة بصعوبة البلع.
صورة من: Fotolia/FOOD-pictures
يمكن لحمام القدمين أن يساعد في علاج نزلات البرد، على أن يتم القيام به فورا مع بداية ظهور أولى مؤشرات الزكام مثل سيلان الأنف. فحمامات القدمين تنشط الدورة الدموية في الغشاء المخاطي للأنف. ولذا ينصح بملء وعاء بماء درجة حرارته 35 درجة مئوية وإضافة قليل من زيت الزعتر وتغطيس القدمين لمدة 15 دقيقة ومن ثم صبّ ماء سخن على القدمين حرارته 41 درجة مئوية ومن ثم تجفيف القدمين وأخذ قسط من الراحة.
صورة من: superfood - Fotolia.com
آلام الجسم واحدة من أكثر الأعراض المزعجة لدى الإصابة بنزلات البرد، ولتخفيف تلك الآلام يُنصح بالاستلقاء في حوض الاستحمام لمدة عشر دقائق، وإضافة بعض زيوت الأعشاب الطبيعية مثل الكافور، فذلك يساعد في تنشيط الدورة الدموية ويساعد على ارتخاء العضلات.
صورة من: Fotolia/Ariwasabi
ولتخفيف آلام الأذن المرافقة لنزلات البرد يُنصح باستعمال البصل المفروم، فهو يحتوي على مزيج من الزيوت الأساسية والأحماض الأمينية الكبريتية ومركبات عضوية تساعد على تخفيف آلام الأذن بشكل أفضل من المضادات الحيوية، إذ تساعد مكونات البصل في التقليل من توتر غشاء الطبل أو طبلة الأذن، وبالتالي تخفيف الألم الاذن. وينصح بلفّ البصل المفروم داخل قطعة قماش ووضعه على الأذن.
صورة من: Fotolia/xalanx
يعد عصير الأناناس بالميرمية أفضل علاج منزلي لتخفيف آلام الحلق. فالأناناس يحتوي على الكثير من البروتينات المفيدة للجسم وتساعد على تدفق السوائل اللمفاوية بشكل أفضل ما يخفف من التهاب الحلق، والميرمية تحتوي على مركبات عضوية تساعد في القضاء على الباكتيريا والجراثيم. ولتحضيره يتم غلي الميرمية وخلطها مع عصير الأناناس وتناول المشروب عدة مرات في اليوم.
صورة من: Fotolia/Digitalpress
البقاء في السرير والراحة ضروري لدى الإصابة بنزلات البرد، إلا أن أعراض الإصابة بنزلات البرد قد تصيب البعض بالأرق، وهنا يُنصح بتناول الحليب الدافئ مع العسل، إذ تحفز البروتينات الموجودة في الحليب الدماغ على النوم، أما العسل فهو مضاد للالتهاب. إعداد: د.ص
ووفقا للباحثة هيلينبراند، فإن هجمات السعال الحادة والتي تستمر لمدة طويلة، ربما تكون مزعجة بالنسبة للشباب، بينما يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للأطفال والرضع. فإصابتهم بالسعال الديكي قد تؤدي إلى صعوبة في التنفس وإلى مضاعفات خطير قد تكون مميتة. ووفقا لدراسات حديثة فإن الرضع المصابين بالسعال الديكي، هم السبب الأكبر لانتقال العدوى في المنزل.
ويشار إلى أن معدل الإصابة بالسعال الديكي بين البالغين وصل في ألمانيا إلى أكثر من 10آلاف إصابة عام 2013 ، وزادت الإصابة بهذا المرض بمعدل ألفي إصابة في عام 2014، وهي معدلات أعلى بكثير مقارنة بمعدل الإصابة بمرضى الحصبة.
أفضل وسيلة لعلاج السعال الديكي لدى البالغين
السعال الديكي هو مرض بكتيري، والبكتيريا المسببة له تفرز سموما مضرة. ولا يمكن معالجة هذه البكتيريا بالمضادات الحيوية حسبما يؤكد الطبيب فوشار، مشيرا إلى أن إعطاء المضادات الحيوية بعد أسبوعين من الإصابة بالعدوى، من شأنه تقليص الزمن، الذي يمكن للمريض أن يحمل العدوى للوسط المحيط.
ووفقا لهيلينبراند فإن التشخيص المبكر ليس أمرا سهلا، وخاصة بالنسبة للمدخنين وأولئك الذين يعانون من الحساسية، فهم يعانون من حالات سعال دائمة. ولدى تشخيص الإصابة بالسعال الديكي، يرى الطبيب فوشار أن أفضل وسيلة لعلاج هذا المرض تكون بإعطاء المرضى أدوية تساعد على تخفيف حدة السعال، علما أن هجمات السعال القوية يمكن أن تستمر لفترة تصل إلى ستة أشهر.