أصيب 18 شخصا في منطقة الحرم المكي بإصابات تراوحت بين الخفيفة والاختناق، وهي حوادث تتكرر في مواسم الحج والعمرة لذلك تسعى السعودية ضمن إجراءات السلامة إلى تركيب أساور ذكية للحجاج موصولة بنظام تحديد المواقع العالمي .
إعلان
تلقت إدارة الطوارئ والأزمات السعودية في دائرة الصحة بمنطقة مكة المكرمة بلاغاً من المركز الوطني للعمليات الأمنية بمكة المكرمة حول حدوث تدافع بمنطقة الحرم بجانب فندق دار التوحيد. وذكرت صحيفة (عكاظ) السعودية على موقعها الإلكتروني اليوم السبت (الثاني من يوليو/ تموز 2016) أنه تم تحريك الفرق الطبية المتمركزة بمناطق الإسناد بساحات الحرم المكي مسبقا إلى الموقع، حيث تم التعامل مع الحالات وعددها 18 حالة تراوحت بين الإصابات الخفيفة والاختناق. وقد تم إعطاء المصابين في الموقع العلاج اللازم "وغادرت وهي بحالة صحية جيدة ولله الحمد". وأوضح المتحدث الرسمي بصحة منطقة مكة المكرمة حميد المالكي، أنه وبناءً على ذلك تم رفع درجة الاستعداد في مراكز الحرم الصحية.
وكانت وسائل إعلام سعودية قد قالت الخميس (30 يونيو/ حزيران 2016) إن المملكة ستطرح أساور إلكترونية تحدد هوية الحجاج اعتبارا من موسم حج هذا العام في إطار إجراءات سلامة جديدة بعد عام من وقوع أسوأ كارثة في موسم الحج منذ نحو 30 عاما. وقُتِلَ نحو 2070 حاج في تدافع للحجاج على ممر قرب مدينة مكة المكرمة في سبتمبر/ أيلول الماضي 2015 وفقا لحسابات رويترز وهو أكبر عدد للضحايا في موسم الحج منذ عام 1990. واعتمد حساب عدد القتلى على البيانات التي أوردتها الدول التي نقلت جثث مواطنيها لكن السعودية قدرت عدد القتلى بنحو 700 قتيل فقط.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الأساور التي ستحتوي على معلومات شخصية وطبية عن حاملها ستساعد السلطات على تقديم الرعاية للحجاج والتعرف عليهم. وتُعلِم الأساور المقاومة للماء والموصولة بالنظام العالمي لتحديد المواقع (جي بي إس) الحجاج بمواقيت الصلاة وتُوصلهم بمكتب مساعدات يقدم خدماته بعدة لغات لتعريفهم بمناسك الحج.
وذكرت صحف سعودية كذلك أنه تم وضع نحو ألف كاميرا للمراقبة هذا الشهر في الحرم المكي وربطها بغرف تحكم تديرها قوات خاصة تراقب حركة الحجاج.
ع.م/ ع.ج.م (د ب أ ، رويترز)
مكة تستقبل الحجاج وسط استعدادات أمنية مكثفة
صورة من: picture-alliance/dpa
بدأت مناسك الحج في السعودية بتوجه الحجاج إلى وادي منى لقضاء ما يعرف بيوم التروية، ومنها سيتوجهون إلى جبل عرفة الواقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات شرق مكة المكرمة. وبعد انتهاء مناسك الحج سيحتفل المسلمون في شتى أنحاء العالم بحلول عيد الأضحى.
صورة من: picture-alliance/dpa/afp/Naamani
ويؤدي الحجاج الطواف حول الكعبة مع بداية الشعائر، ثم يقومون بالسعي بين الصفا والمروى قبل أن يتوجهوا إلى منى ومنها إلى جبل عرفات. وبعد يوم الوقوف في عرفات، ينزل الحجاج إلى منطقة مزدلفة في ما يعرف بالنفرة، ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات.
صورة من: Reuters/Muhammad Hamed
أعلنت السعودية عن جاهزيتها لاستقبال الحجاج ووظفت أكثر من 23 ألف عامل وأكثر من 2000 آلية وعشرات الحافلات والمركبات لنقل الحجاج وهيأت آلاف الخيم لهم.
صورة من: AP
أكثر من مليوني حاج يشاركون في الشعائر كل سنة. ووصل هذه السنة أكثر من 1,4 مليون شخص من خارج السعودية من أجل الحج، وانضم إليهم مئات الآلاف من داخل المملكة. وينتمي 80 بالمائة من الحجاج القادمين من الخارج إلى الحملات الرسمية لبلادهم بينما يأتي 20 بالمائة للحج في الديار المقدسة من خلال شركات خاصة.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Al Shaikh
وتحظى منطقة مكة والمشاعر المقدسة بمائة كيلومتر من الإمدادات المائية والمئات من فوهات الحرائق، من أجل مواجهة أي حريق قد يندلع في منى التي تحتضن مدينة عملاقة من الخيام البيضاء ويمكن أن تستقبل حتى 2,6 مليون حاج.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
وخيمت حادثة سقوط رافعة في مكة المكرمة على أجواء التحضير لمناسك الحج هذا العام. وأسفر الحادث الذي وقع في (الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الماضي) عن مقتل 108 أشخاص وإصابة حوالي أربعمائة بجروح، وبين هؤلاء عدد من الأجانب الذين وصلوا إلى مكة لأداء شعائر الحج. فيما أصيب عدد من الحجاج بجروح بعد اندلاع حريقين في فنادق بالمدينة المقدسة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
أدى 24,8 مليون شخص فريضة الحج خلال العقد الماضي بحسب صحيفة خليج تايمز الإماراتية، فيما شهد العام 2012 أعلى إقبال مع تسجيل مشاركة 3,6 مليون شخص في الشعائر. ونقلا عن ماهر جمال، رئيس غرفة التجارة والصناعة في مكة، ينفق كل حاج بين 4600 وخمسة آلاف دولار كمعدل وسطي خلال فترة الحج.
تشهد مكة مشروع توسعة سيزيد 400 ألف متر مربع من المساحات للحرم، أي ما يعادل 50 ملعبا لكرة القدم. وسترفع التوسعة القدرة الاستيعابية للحرم إلى 2,2 مليون شخص.
صورة من: picture-alliance/dAP Photo/K. Mohammed
نشرت السعودية مائة ألف رجل أمن لضمان حماية الشعائر والحجاج، بما في ذلك مراقبة وتوجيه السيل البشري بين المشاعر المختلفة. وتؤكد السلطات السعودية أنها اتخذت كل الاحتياطات ضد أي هجمات قد تسعى مجموعات متطرفة لتنفيذها خلال موسم الحج، خاصة وأن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سبق وأن نفذ عدة هجمات في المملكة خلال الأشهر الأخيرة، لاسيما ضد الشيعة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
ويحل موسم الحج هذه السنة في الوقت الذي تواصل فيه السعودية، بقيادة التحالف العسكري العربي، الحرب ضد الحوثيين في اليمن المجاور. أما على الصعيد الصحي، فإن المخاطر المرتبطة بفيروس كورونا ما زالت قائمة. وسجلت الرياض خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاعا في الحالات الجديدة، لاسيما في المدينة المنورة التي غالباً ما يزورها المشاركون في الحج.