في مؤشر جديد على توتر العلاقات السعودية الإيرانية، حملت الرياض طهران مسؤولية "منع" الإيرانيين هذا العام من الحج. مجلس الوزراء السعودي اتهم إيران بتسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة للمملكة، وهو ما تنفيه إيران.
إعلان
حملت السعودية المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية المسؤولية عن "منع" مواطنيهم من الحج هذا العام. وشددت على رفض المملكة "للمحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل لمنع قدوم الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى المملكة".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل بن زيد الطريفي القول عقب اجتماع لمجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الاثنين (16 مايو/أيار 2016) إن "المجلس اطلع على ما تم خلال الاجتماع مع المسؤولين عن شؤون الحج في الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن بحث ومناقشة ترتيبات ومتطلبات شؤون الحجاج الإيرانيين أسوة بحجاج بيت الله الحرام من مختلف دول العالم". وأضاف أن "الوفد الإيراني رفض خلال الاجتماع التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حجاجهم".
وأكد البيان أن "المملكة العربية السعودية، انطلاقا من واجباتها ومسؤوليتها تجاه خدمة ضيوف بيت الله الحرام، تؤكد للجميع أنها قيادة وحكومة وشعباً ترحب وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار من جميع الجنسيات، وهي لم تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة". وأشار إلى أن "قرار منع المواطنين الإيرانيين من القدوم للحج يعود إلى المسؤولين الإيرانيين وسيكونون مسؤولين أمام الله وأمام العالم أجمع". وشدد على "رفض المملكة للمحاولات الإيرانية الهادفة إلى وضع العراقيل لمنع قدوم الحجاج الإيرانيين بهدف تسييس فريضة الحج واستغلالها للإساءة إلى المملكة العربية السعودية".
وتتبادل الرياض وطهران الاتهامات بشأن الفشل في الاتفاق على التفاصيل التنظيمية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما في يناير كانون الثاني.
وكانت طهران قد أعلنت قبل أسبوع أن الإيرانيين لن يتمكنوا من آداء مناسك الحج في سبتمبر أيلول هذا العام، وقالت الوكالة الإيرانية الرسمية للأنباء إن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي حمل الرياض مسؤولية فشل المحادثات.
ووقع خلال موسم الحج الماضي حادث تدافع أدى لمقتل أكثر من ألفي شخص 464 منهم إيرانيون.
م.س/ف.ي (د ب أ، رويترز)
أبرز الحوادث أثناء أداء مناسك الحج
لقي 717 حاجا على الأقل لاقوا حتفهم اليوم الخميس ( 25 أيلول/ سبتمبر 2015) في تدافع في مشعر منى خارج مدينة مكة في أسوأ كارثة تقع أثناء موسم الحج منذ 25 عاما. في هذه الصور عرض لأبرز الحوادث التي شهدتها مناسك الحج.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
في عام 1987 شهد موسم الحج مواجهات بين حجاج إيرانيين وبين الشرطة السعودية أسفرت عن مقتل 402 شخصاً (275 من الإيرانيين و85 من السعوديين و45 حاجاً من بلدان أخرى).
صورة من: farhangnews
خلال موسم الحج بشهر يوليو/ تموز عام 1990، قتل 1426 حاجاً سحقاً داخل نفق المعيصم قرب مكة، وذلك أثناء شعيرة رمي الجمرات.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Al Shaikh
قتل 244 حاجاً من مختلف الجنسيات في اليوم الأول لموسم الحج بتاريخ فبراير/ شباط 2004 خلال رمي الجمرات، بعد تدافع وقع في منى.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Mahmoud
في عام 2006 قتل 346 حاجاً على الأقل جراء التدافع في منطقة رمي الجمرات، رغم أن الحكومة السعودية أنفقت مليارات الدولارات على تطوير وتوسيع البنية التحتية لهذا المكان.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Mehri
إضافة إلى عمليات التدافع والاختناق، شهدت بعض مواسم الحج نشوب حريق في مخيمات أسفرت عن مقتل العشرات من الحجاج. ويتابع أهالي الحجاج أخبارهم باهتمام وخوف كبير حتى يوم عودتهم.
صورة من: DW
رغم التجهيزات الحديثة لمراقبة حركة مرور الحجاج، إلا أن السلطات السعودية فشلت أكثر من مرة في تفادي وقوع حوادث التدافع أو الاختناق، وهو ما جلب للرياض انتقادات لاذعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Qabalan
تواجه السلطات السعودية انتقادات كبيرة بسبب طريقة تسيير الحج. أما السعودية، فتلقي اللوم على الحجاج بسبب ما تسميه "عدم احترام بعض الحجاج لتعليمات السلطات المنظمة للحج".
صورة من: picture-alliance/dpa/Kamal Mustafa
في خطوة فاجأت بعض المراقبين، رأى محمد علي شاهين، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا، أن بلاده يمكن أن تنظم الحج بشكل أفضل من السعودية.
صورة من: Getty Images/AFP
يدرّ موسم الحج مليارات الدولارات على السعودية. ورغم الحوادث القاتلة، يتوافد سنوياً ملايين المسلمين من كل بقاع العالم لأداء مناسك الحج أو العمرة. الكاتب: عبد الرحمان عمار