السعودية تخرج عن صمتها وتعلن موقفها من الإطاحة بالبشير
١٣ أبريل ٢٠١٩
خرجت السعودية عن صمتها وأعربت عن دعمها للمجلس العسكري الانتقالي السوداني والإجراءات التي أعلنها دون التطرق لمصير البشير. ولم تكتف الرياض بهذا الإعلان بل ذكرت أنها ستقدم حزمة مساعدات تشمل القمح والمنتجات النفطية للسودان.
إعلان
ذكرت قناة العربية الفضائية أن الملك سلمان بن عبد العزيز وجه بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية إلى السودان. وأضافت في خبر نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أيضا اليوم السبت (13 نيسان/ أبريل 2019) أن السعودية تعلن تأييدها لما ارتآه الشعب السوداني حول مستقبله، وذلك في إشارة إلى قيام الجيش السوداني بالإطاحة بالرئيس عمر البشير.
وأضافت وكالة الأنباء السعودية أن الرياض تدعم الخطوات التي أعلنها المجلس العسكري الانتقالي في السودان لتحقيق الاستقرار في البلد. وأعلنت السعودية عن تسليم حزمة مساعدات تشمل القمح والمنتجات النفطية للسودان. وتعلن "تقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات البترولية والقمح والأدوية".
وكان الجيش السوداني قد أعلن يوم الخميس الماضي عزل الرئيس عمر حسن البشير، الذي تغلب على العديد من حركات التمرد المسلحة والأزمات الاقتصادية ومحاولات الغرب لإضعافه، بعد احتجاجات شعبية. وأدلى وزير الدفاع السوداني ببيان أذاعه التلفزيون الرسمي أعلن فيه "اقتلاع النظام" والتحفظ على البشير "في مكان آمن".
بيد أن وزير الدفاع نفسه اضطر للاستقالة بعد يوم واحد من ترؤسه لمجلس عسكري انتقالي وتسلم عبد الفتاح البرهان، الذي كان منسق القوات السودانية في حرب اليمن، مكانه.
ويشار إلى أن ردود الفعل العربية والدولية على خطوة الجيش في الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير تراوحت بين الحذر والمطالبة بتبني عملية انتقال ديمقراطي تقوم على تسليم السلطة لحكومة مدنية.
أ.ح/ح.ع.ح (رويترز، د ب أ)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟