أكدت السعودية تنفيذ 130 طلعة جوية استهدفت معقل ومقرات وآليات تابعة للحوثيين، متهمة الجماعة باستخدام المدنيين دروعا بشرية، كما هددت بإلغاء الهدنة المرتقبة. والأمم المتحدة تتهم قوات التحالف بخرق القانون الدولي الإنساني.
إعلان
قال متحدث باسم الحوثيين اليوم السبت (09 مايو/ أيار) إن التحالف الذي تقوده السعودية نفذ 130 ضربة جوية على محافظات في شمال اليمن مستهدفا مئة موقع خلال يومي الجمعة والسبت، وذلك ردا على قصف الحوثيين مناطق حدودية سعودية الأسبوع الماضي.
وأكد المتحدث بإسم قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، تنفيذ 130 طلعة جوية، وقال العميد الركن أحمد عسيري إن الضربات استهدفت قواعد لقادة الحوثيين في أنحاء محافظتي صعدة وحجة بالإضافة إلى قصف دبابات ومركبات عسكرية أخرى تابعة لميليشيات هذه الجماعة.
وجدد عسيري دعوته للمواطنين لمغادرة صعدة بشكل عام ومنطقة "مران" (مقر قيادة جماعة الحوثيين) بشكل خاص "كونهما أصبحتا هدفا عسكريا للقصف من قبل طيران التحالف". إلا أن عسيري قال إن ميليشيات الحوثي تمنع المدنيين في محافظة صعدة من الخروج من منازلهم وإخلاء المناطق السكنية حول مخازن الأسلحة ومقرات القيادة، متهما هذه الميليشيات بأنها "تسعى لاستخدام المدنيين دروعا بشرية"، وهو ما لم يتأكد من مصادر مستقلة.
وكانت قوات التحالف قد وجهت إنذارات وأسقطت منشورات "تحذيرية" للمدنيين بإخلاء منازلهم في مدينة صعدة قبل الساعة السابعة من مساء أمس الجمعة، لبدء عملية "ثأر جازان" ردا على قيام ميليشيات الحوثي بإطلاق قذائف على مدن سعودية حدودية.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
وفرت مئات العائلات من محافظة صعدة قبل انتهاء المهلة التي حددتها قيادة التحالف لهم للمغادرة مساء الجمعة. وحذرت منظمات إغاثة من أن عددا كبيرا من المدنيين لن يكون لهم متسع من الوقت لمغادرة المحافظة قبل انتهاء المهلة المحددة، وحضت التحالف العسكري على عدم اعتبار صعدة منطقة عسكرية بالكامل. يذكر أنه حتى في حالة حرية الحركة أمام المواطنين فإنه من غير الواضح كيف سيتمكنوا من المغادرة في ظل عدم وجود وسائل مواصلات كافية مع نقص حاد في الوقود.
في هذه الأثناء قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن إن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف على مدينة صعدة، حيث يوجد الكثير من المدنيين المحاصرين هناك تنتهك القانون الدولي على الرغم من توجيه نداءات للمدنيين لمغادرة المنطقة. وقال يوهانيس فان دير كلاوف في بيان "القصف العشوائي للمناطق السكنية سواء بتحذير مسبق أو بدونه يتنافى مع القانون الإنساني الدولي".
وبشأن الهدنة الإنسانية المرتقبة قال عسيري إذا لم تتجاوب ميليشيا الحوثي معها فإنها ستعتبر لاغية.وحتى مساء السبت، لم يكن الحوثيون قد ردوا على عرض الهدنة من جانب الرياض والمفترض أن تبدأ اعتبارا من يوم الثلاثاء القادم إذا وافق الحوثيون عليها.