قالت وسائل إعلام سعودية إن الدفاع الجوي السعودي اعترض صاروخا بالستيا شمال شرق العاصمة الرياض. الإعلام الحوثي أكد إطلاق الصاروخ قائلا إنه استهدف مطار الملك خالد الدولي في الرياض.
إعلان
أعلنت شبكة الإخبارية التلفزيونية السعودية الرسمية مساء السبت (الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) أن القوات السعودية اعترضت ودمرت صاروخا بالستيا في شمال شرق العاصمة الرياض. وقالت الشبكة إن "الصاروخ لم يوقع ضحايا ولا تسبب بأضرار".
وفي الوقت ذاته أعلنت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين أن الصاروخ أطلق من اليمن على مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وأوضحت أن الصاروخ "باليستي بعيد المدى من طراز بركان تو إتش".
وكانت فضائية "العربية" الإخبارية قد ذكرت أن الدفاع الجوي السعودي اعترض صاروخا باليستيا شمال شرقي العاصمة الرياض. وأوضحت "العربية" أن الصاروخ "محدود الحجم"، وتم اعتراضه دون أي خسائر بشرية أو مادية.
وليست هذه المرة الأولى التي تقول فيها الميليشيات الحوثية إنها أطلقت صواريخ بالستية على مواقع في السعودية، لعل أحدها كان معسكر للجيش السعودي في عسير. كما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الحوثيين أيضا باستهداف الحرم المكي بصاروخ باليستي يوم الخميس (26 تشرين الأول/ أكتوبر).
وقال الجبير يومها "تجاوز تطاول ميليشيات الحوثي-صالح باستهداف المسجد الحرام في مكة المكرمة بالصواريخ في استفزاز لمشاعر المسلمين في كل مكان". بيد أن الحوثيين ورغم تأكيدهم إطلاق صاروخ داخل السعودية، إلا انهم نفوا استهداف الحرم المكي قائلين إنهم استهدفوا بالصاروخ الباليستي مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وهو أكثر مطارات المملكة زحاما.
ز.أ.ب/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
العلاقات السعودية اليمنية: محطات في تاريخ "جيرة" متوترة
يسجل منحنى العلاقات السعودية اليمنية نقاط ارتفاع وهبوط ، إلا أن التوتر هو العنصر الأبرز في العلاقات بين المملكة الغنية بالنفط وجارتها الفقيرة. محطات تاريخية تلقي الضوء على أبرز نقاط التوتر في العلاقات بين البلدين.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
خلافات رغم الاتفاقيات
23 مادة تمت صياغتها عام 1934 ضمن ما يعرف بـ"معاهدة الطائف"، للتخلص من التوتر بين المملكة السعودية وما كان يعرف وقتها بالمملكة المتوكلية اليمنية وترسم الحدود بشكل واضح بين البلدين. المعاهدة كانت نتيجة مفاوضات وجهود وساطة بهدف وضع نهاية للحرب السعودية اليمنية التي اشتعلت في عشرينات القرن الماضي نتيجة الصراع على السيطرة على بعض المدن.
صورة من: Imago/Kyodo News
خيوط سياسية متشابكة
اعتبرت السعودية على مدار التاريخ لاعبا مهما عندما يتعلق الأمر باليمن حتى وإن لم تكن على صلة مباشرة بالأحداث، فبعد قيام ثورة ضد المملكة المتوكلية اليمنية عام 1962 وانقلاب عبد الله السلال على محمد البدر حميد الدين وإعلان قيام الجمهورية في اليمن، فر الأخير إلى السعودية التي تلقى منها الدعم، في حين تلقى أنصار الجمهورية الدعم من الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر. استمرت الحرب لثمان سنوات.
صورة من: picture-alliance/United Archiv
صالح والسعودية..الصديق العدو!
تباين واضح في الخط البياني للعلاقة بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والجارة السعودية، بدأ بحرب الخليج عام 1990 عندما تدهورت العلاقات بشكل واضح بين الرياض وصنعاء بعد أن أبدى صالح تعاطفه مع نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عقب غزوه الكويت.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أزمات متواصلة
بعد أعوام قليلة تأزمت العلاقات بين الرياض وصنعاء بشكل كبير من جديد، خلال حرب الانفصال اليمنية أو ما يعرف بحرب صيف 1994، عندما وقفت السعودية بجانب "الحزب الاشتراكي اليمني" في عدن والذي أعلن الانفصال خلال الحرب الأهلية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
التنقل بين مقاعد الحلفاء والخصوم
ظهر التقلب الشديد في العلاقات بين صالح والسعودية بوضوح بعد اندلاع الثورة في اليمن عام 2011، ومساندة السعودية لصالح، لكن الوضع انقلب للنقيض عندما قدم صالح الدعم للحوثيين، أحد ألد الأعداء للرياض.
صورة من: ap
الحدود: اتفاقيات قديمة وخلافات حديثة
رغم التوقعات بأن التوقيع على اتفاقية نهائية لترسيم الحدود بين الجارتين عام 2000، سيضفي المزيد من التناغم على العلاقة بين البلدين، إلا أن الاتفاقية تسببت في غضب داخل اليمن واتهامات لصالح بالتنازل عن إقليم عسير مقابل مبلغ ضخم. وفي عام 2012، خرجت حركة حقوقية يمنية لتطالب باستعادة أراضي يمنية تضمها محافظتا نجران وجيزان السعوديتان، مؤكدة أن صالح قد تنازل عنها للسعودية مقابل مبالغ مالية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
ذروة الخلاف
تسبب "الربيع العربي" في تغيرات كبيرة في خارطة العلاقات السياسية في العالم العربي، وكان من أسباب توتر العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية واليمن، والتي بلغت ذروتها في ربيع 2015 عندما قادت السعودية التدخل العسكري في اليمن. وتشير تقارير دولية إلى سقوط أكثر من 8500 قتيل ونحو 50 ألف جريح منذ بدء التدخل العسكري.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
هل حان وقت إنهاء الأزمة؟
في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الانسانية والمعيشية في اليمن الذي يواجه الفقر والكوليرا، والتكلفة الضخمة التي تقع على عاهل السعودية بسبب التدخل العسكري في اليمن، تزيد التوقعات بإمكانية تسوية الأزمة قريباً، لاسيما مع رياح تغيير بدأت تهب في السعودية في الفترة الأخيرة.
صورة من: REUTERS/A. Zeyad
العمالة اليمنية في السعودية: الخاسر الدائم
تدهور الأحوال المعيشية لا يقتصر على اليمنيين في الداخل فحسب، بل إن أوضاع العمالة اليمنية في السعودية تتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية بين البلدين، لاسيما وأن تقديرات يمنية تشير إلى أن السعودية الغنية بالنفط، هي الوجهة الأولى لنحو 80 بالمئة من العمالة اليمنية في الخارج.