أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ قرب مكة، متهما المتمردين الحوثيين بإطلاقه من اليمن. وذلك قبل فترة وجيزة من انطلاق موسم الحج. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يسقط فيها صاروخ بالقرب من مكة.
إعلان
أعلن التحالف العربي اعتراض صاروخ بالستي قرب مكة، يعتق أن المتمردين الحوثيين أطلقوه في اليمن قبل شهر من موسم الحج. وقال التحالف العربي الذي يتدخل عسكريا باليمن في بيان، إنّ الصاروخ اعتُرض على بعد 69 كيلومترا جنوب مكة، متحدثا عن "محاولة يائسة من المتمردين الحوثيين الشيعة لإفساد الحج".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتراض صاروخ مماثل. ففي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2016، أطلق المتمردون الحوثيون صاروخا بعيد المدى قال التحالف إنه اعترضه على بعد 65 كيلومترا من مكة، وأثار وقتذاك موجة استنكار.
غير أنّ الصاروخ الذي تم اعتراضه الخميس يشكّل تهديدًا لموسم الحج الذي يُرتقب أن يشارك فيه مليوني مسلم من كل انحاء العالم. ونشرت السعودية بطاريات صواريخ باتريوت لاعتراض الصواريخ البالستية.
واعتبر التحالف العربي أن إطلاق صاروخ بالستي جديد هو دليل على "مواصلة تهريب الأسلحة (لصالح المتمردين الحوثيين) في ميناء الحديدة" على البحر الأحمر. وقال التحالف في بيانه إن "إدخال الأسلحة يتواصل بشكل غير شرعي بسبب غياب الرقابة في ميناء الحديدة". ويقع ميناء الحديدة على بعد نحو 230 كيلومترا جنوب-غرب صنعاء.
ورفضت الأمم المتحدة مرارا طلب التحالف العربي بالاشراف على ميناء الحديدة الاستراتيجي في هذا البلد، والذي يسيطر عليه الحوثيون.
ا.ف/ و.ب (أ.ف.ب)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة