السعودية ـ أنباء عن اعتقال أمراء كبار بتهمة محاولة انقلاب
٧ مارس ٢٠٢٠
ذكرت مصادر إعلامية أن السلطات السعودية احتجزت اثنين أو ثلاثة من كبار أفراد الأسرة الحاكمة: وقالت إن ذلك له صلة بمحاولة انقلاب، فيما قد يكون مؤشرا على تشديد ولي العهد القوي قبضته على السلطة وسط تذمر داخل الأسرة الحاكمة.
إعلان
ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن السلطات السعودية اعتقلت ثلاثة أفراد من العائلة المالكة. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر لم تسمها أن الحرس الملكي اعتقل في وقت مبكر الجمعة (9 مارس/آذار) الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود شقيق الملك سلمان وابن شقيق الملك الأمير محمد بن نايف من منزليهما بعد اتهامهما بالخيانة، وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس. وذكرت الوكالة أن صحيفة نيويورك تايمز بدورها تحدثت عن هذه الاعتقالات، مضيفة أن أحد أشقاء الأمير محمد بن نايف، الأمير نواف بن نايف، اعتُقل أيضا. وقالت الوكالة إن السلطات السعودية لم ترد على الفور على طلب التعليق على هذه التقارير.
من جانبها نقلت وكالة رويترز عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين أن السلطات السعوديةأعتقلت الجمعة اثنين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة، واستندت الوكالة على خبر صحيفة وول ستريت جورنال بشأن احتجاز الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير محمد بن نايف وقالت الصحيفة إن عملية الاعتقال لها صلة بمحاولة انقلاب.
ولم يتسن لرويترز تحديد أسباب هذا الإجراء المفترض، كما لم يتسن الاتصال بالمسؤولين السعوديين للتعليق في ساعة مبكرة من صباح السبت. ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب من رويترز للتعليق.
,قال المصدران ـ وفق رويترز ـ إن الأمير محمد بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد.
وأضافا أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
وقال سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة الحاكمة ولي العهد أثناء حياة الملك سلمان (84 عاما) مدركة أن من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه.
ولم يظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز بشكل كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر تشرين الأول عام 2018 بعد شهرين ونصف الشهر في الخارج. وخلال هذه الرحلة بدا أنه ينتقد القيادة السعودية أثناء
رده على محتجين خارج مقر إقامته بلندن كانوا يهتفون بسقوط أسرة أل سعود.
وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.
وأضافت المصادر أنه تم فرض قيود ومراقبة تحركات الأمير محمد بن نايف منذ ذلك الوقت.
وفوض العاهل السعودي معظم مسؤوليات الحكم إلى نجله ولكنه ما زال يرأس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء ويستقبل الضيوف الأجانب. وتحرك الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لتعزيز سلطته منذ توليه ولاية العهد بعد استبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف في 2017. واحتجز الأمير محمد العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في حملة شعارها مكافحة الفساد في وقت لاحق من ذلك العام.
وتأتي عملية الاحتجاز المفترضة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران ومع تنفيذ الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية طموحة من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في ديسمبر كانون الأول الماضي. وترأس السعودية حاليا أيضا مجموعة العشرين.
ولاقى الأمير محمد بن سلمان إشادة في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وفتح الاقتصاد. ولكنه تعرض لانتقادات دولية بسبب الحرب المدمرة في اليمن وقتل الصحفي جمال خاشقجي واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.
ع.أ.ج/ ع ج م (رويترز، د ب ا)
الملكيات العربية.. دكتاتورية أم إصلاحية؟
في وقت تمر فيه عدة دول عربية ذات نظام جمهوري بأزمات واضطرابات، تشهد الدول العربية ذات الأنظمة الملكية استقراراً نسبياً. فهل يوظف الملوك العرب نظام الحكم الملكي للقيام بالإصلاح أم لتعزيز سلطاتهم الفردية؟
محمد السادس.. خطوات إصلاحية
قام ملك المغرب، محمد السادس، بخطوات إصلاحية. فقد جعل قانون الأسرة أكثر انفتاحاً، وأصبحت اللغة الأمازيغية في عهده لغة رسمية في البلاد. كما أنشأ "هيئة الإنصاف والمصالحة" بعد الحكم الاستبدادي في عهد أبيه، الحسن الثاني. وقد جاءت كثير من خطواته الإصلاحية بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011. ويتهمه معارضون بأنه يعمل على تحويل الدولة إلى ملكية عائلية استبدادية.
صورة من: picture-alliance/abaca/L. Christian
عبدالله الثاني: ملك على دولة فقيرة
يقود ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، بلده -الذي يعتبر من أفقر البلدان العربية- في وقت تواجه فيه المملكة تحديات كبيرة. فخزائن الدولة فارغة وأزمة اللاجئين القادمين من الدول المجاورة تثقل كاهل ميزانية الدولة وقطاعاتها الخدمية. ويعمل الملك عبدالله الثاني من خلال أسلوبه المرن في الحوار على مواجهة الأصولية الدينية في المملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
سلمان بن عبدالعزيز وابنه: استبداديون
بعد أن عين الملك سلمان بن عبدالعزيز ابنه محمد ولياً للعهد، يحكم محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية بيد من حديد. ورغم أن بن سلمان يعمل على انفتاح المملكة، على الأقل ثقافياً واجتماعياً، لكن هذا الانفتاح لا يشمل الجانب السياسي. وفي وقت يحاول فيه ولي العهد الشاب تحديث اقتصاد المملكة، إلا أنه يتمسك بقوة بالهيكل التقليدي للسلطة، وتوجه إليه اتهامات في قضية مقتل الصحفي خاشقجي.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Press
محمد بن زايد: رجل الإمارات القوي
رغم أن أخاه خليفة بن زايد هو رئيس دولة الإمارات، إلا أن ولي العهد محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لأبو ظبي.
ويعمل رجل الإمارات القوي إلى جانب السعودية ومصر، على محاربة الإسلام السياسي الذي يرونه تهديداً وجودياً لبلدانهم والمنطقة. وتُتهم الإمارات وحلفاؤها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى دعم قوات المشير حفتر في ليبيا، والمجلس العسكري في السودان.
صورة من: picture alliance/Photoshot
تميم بن حمد: أمير يحاصره الجيران
يقود أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إمارته الصغيرة في أوقات عصيبة، حيث يقاطعها جيرانها الخليجيون بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، كما يتهمونها بـ"دعم الإرهاب" في الشرق الأوسط. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع تركيا، كما أن لديها اتصالات مع حركة حماس في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البحرين.. الأولوية لحماية الملكية
تولى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، بعد أن أصبح ولياً للعهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً. في أوج أحداث "الربيع العربي" شهدت مملكة البحرين أحداثاً سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة لولا تدخل قوات درع الجزيرة. تأزم العلاقة مع المعارضة الشيعية وقمعها الشديد بالسجن والإعدامات، يضع الإصلاحات الموعودة على المحك في بلد يعيش تحت "عباءة" الشقيقة الكبرى: السعودية.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Jensen
التوازن الصعب
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط. يقود الشيخ صباح الإمارة الصغيرة وسط عدم استقرار حكومي، وخارجياً بسياسة أقرب ما تتصف بـ "التوازن الصعب" في جوار مضطرب بسبب الصراع الإيراني السعودي.
صورة من: Getty Images/M. Wilson
السلطان بن قابوس: رجل التوازنات
منذ عام 1970 والسلطان قابوس بن سعيد يحكم سلطنة عمان بهدوء. وقد عمل على تطوير البلد الذي كان متخلفاً في السابق وجعله في حالة من الرخاء النسبي. وتوصف سلطنة عمان بأنها ليبرالية نسبياً، كما أنها تتوسط لحل العديد من الأزمات، مثل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
كرستين كنيب/ م.ع.ح