1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السعودية وقطر: محافظون يدعمون التغيير

٥ مارس ٢٠١٢

بحماس تدفع قطر والسعودية باتجاه إسقاط نظام الأسد. السعودية لم تكن راضية عن التغيير في تونس ومصر واليمن، فيما كان دور قطر رائدا في التغيير من خلال قناة "الجزيرة"، لكن مراقبين يتساءلون، هل يحصد البلدان ما زرعا.

صورة من: Reuters

يبدو ظاهر المشهد أن قطر والسعودية تلعبان دورا رائدا في بعض ساحات التغيير في عدد من الدول العربية. أما الحقائق والمعطيات في داخل البلدين فتدعو المرء إلا أن يتساءل إن كان الفعل الذي يقوده البلدان سيثير ردود فعل معاكسة في الاتجاه تنطلق من داخلهما. حتى الآن يبدو أن الملكيات والإمارات العربية بمنأى عن عواصف التغيير، لكن ما جرى في البحرين وعمان والأردن وأجزاء من السعودية لن ينسى وهو بالتأكيد مستلهم من مناخ ما بات يعرف بالربيع العربي، والمحصلة في النهاية تطرح سؤالا مفاده: هل يمكن القول إن السعودية وقطر هما الرابح الأكبر في موجة التغيير التي تسود المنطقة؟

الكاتب والمحلل السياسي وليد الزبيدي تحدث من عمان إلى DW عربية مجيبا عن هذا السؤال بالقول:" نحن ما زلنا في البدايات، وليس هناك حصاد نهائي لما يسمى بالربيع العربي، لذا فمن الصعب القول من هو الرابح الأكبر ومن هو الخاسر الأكبر مما يجري"، لكن الزبيدي يلاحظ ان هناك "توجها من السعودية وقطر بدعم بعض تغييرات الربيع العربي، وبتقديري فإن الأداة الأساسية التي يعتمدها البلدان هي سلاح الإعلام، ممثلا بقناة الجزيرة التي تملكها قطر، وقناة العربية التي تملكها السعودية، من هنا تشجّع المحطتان من ترى انه يجب الاستمرار في انتفاضته، وتعتّم على ما ترى أن هناك ضرورة للتعتيم عليه، وهكذا فنحن نعيش تجربة حرب جديدة تعتمد الوسائل الناعمة".

أنظمة محافظة تدعم الثورات

قطر قادت مجموعة الاتصال حول ليبيا في الدوحةصورة من: picture alliance / dpa

تتميز الأنظمة السياسية الملكية والقبلية بأنها محافظة تحرص على حماية أشكال الحكم التقليدية ولا تميل إلى التغيير الراديكالي. هذه الحقيقة لا تتناسب مع توجه قطر والسعودية لإحداث تغييرات راديكالية في سوريا مثلا، ولعل السؤال المهم في هذا الصدد هو لماذا يشجعان ثورات التغيير في العالم العربي في هذه المرحلة، وهو ما أجاب عنه وليد الزبيدي بالقول" اختلاف موازين القوى في المنطقة خلق الحاجة للتغيير، فإسرائيل خلال حربيها الأخيرتين لم تحقق أهدافها وهذا يعني أنها مرغمة أن تتجه إلى السلام، كما أن القوة الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية) قد جاءت المنطقة وغيّرت النظام في العراق، واعتقد كثيرون أنها ستفرض على المنطقة نمطا سياسيا جديدا وهذا ما لم يحدث، وخرجت القوة الكبرى من المنطقة خاسرة، كما أن غياب قوى عربية مهمة كمصر والعراق يمكن أن يكون عاملا مهما بهذا الاتجاه. كل هذا أهّل قطر والسعودية لتكونا في الواجهة".

وذهب الزبيدي إلى أن قوة قطر تكمن في أموالها وإعلامها، وهذه مرتكزات غير ثابتة، فأي أزمة مالية دولية قد تذهب بالمال، كما أن توجهات الإعلام قد لا تناسب توجهات الشارع في مرحلة ما وهذا ما يضعف الإعلام.

"كل مناطق السعودية مستاءة لكن تعبيرها عن الاستياء متباين"

تظاهرات في القطيف شرق السعودية عام 2011 فرقتها الشرطة باطلاق النارصورة من: AP

ومع أن قطر لم تشهد حراكا سياسيا متزامنا مع عواصف التغيير التي هبت على المنطقة، فإن السعودية شهدت احتجاجات وتظاهرات في القطيف قمعتها بقوة دون أن يلتفت الإعلام العربي إلى هذه الاحتجاجات ولا إلى طريقة التعاطي معها. الدكتور حمزة الحسن الباحث من السعودية في مركز قضايا الخليج في لندن تحدث إلى DW عربية مستبعدا حدوث ثورة في السعودية، ومشيرا إلى أن "المملكة ليست بلدا منسجما مندمجا من الناحية الاجتماعية. فهي قد تشكلت من مجتمعات ذات ثقافات وتاريخ متباين، كما أن فيها مناطق سبقت غيرها في الوعي السياسي. ولا توجد هوية وطنية قوية فيها والنظام الحاكم لا يريد هوية وطنية ويؤكد على الهوية المذهبية متمثلة في الوهابية وهذا يصعّب قيام ثورة في المملكة على غرار ما جرى في مصر وليبيا واليمن وغيرها".

وليد الزبيدي من جانبه أشار إلى أنه "يوجد في السعودية طيف معارضة متعدد لا يقتصر على المنطقة الشرقية في المملكة، فهناك تيار سلفي جهادي يتحرك ضد الحكومة، وفي تقديري أن السعودية وقطر يسعيان إلى وضع نموذج إسلامي وسطي في الواجهة على أمل أن يمتص اتجاه الإسلام المتطرف".

وزير الخارجية السعودي في اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن ارسال مراقبين الى سورياصورة من: Reuters

وفي المقابل تحدث الحسن عن معارضة متشرذمة معتبرا أن "أن كل مناطق المملكة مستاءة ولكن تعبيراتها عن هذا الاستياء متباينة، ففي المنطقة الشرقية خرجت تظاهرات احتجاجية، وفي نجران خرج الناس بالسلاح ضد الدولة، وفي مناطق أخرى حدثت عشرات الإضرابات، في نجد وسط المملكة حدثت اعتصامات أمام مبنى وزارة الداخلية، ومعظم السعوديين يعبّرون عن أنفسهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبالذات تويتر، وهذا له أثر كبير على الحكومة يجبرها على تغيير سياستها، كما حدث أمس حين تحدث الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع عن أن البلد يعيش في بحبوحة، فتصدى له المغردون في تويتر ما أجبره على التراجع عن ما قال ونفى انه قد أدلى بمثل هذا الحديث أصلا".

"السعودية لا تقدم أي نموذج للعالم العربي"

المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية تعتبر أن ملف انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية تعتبر من الأسوأ في العالم، وهذا يدعو إلى التساؤل عن تناسب هذا مع دفاعها عن حقوق الإنسان في سوريا.

طائرة مقاتلة قطرية تنطلق من كريت لقصف مواقع قوات القذافي إبان الثورة في ليبياصورة من: dapd

حمزة الحسن اعتبر" أن الموضوع السوري هو سياسي بامتياز، والسعودية لا تقدم النموذج في أي شيء للعالم العربي، حيث أن %30 من الشعب فيها يعيشون تحت خط الفقر، وهي لا تقدم نموذجا في الدين المتسامح، ولا تقدم نموذج السيادة وهي مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية، ولا تستطيع أن تقدم نموذجا في الحكم الرشيد، وهي دولة فاسدة ويلعب أمراؤها بأموال الشعب كما هو معروف، وهي لا تقدم نموذجا في الحكم الديمقراطي فهي الأقل ديمقراطية حتى بين دول الخليج، وحكام السعودية لا يؤمنون إلا بالسيف الذي أخذوا به الحكم".

وربط الحسن الموقف السعودي من سوريا بوضع السلطة في داخل المملكة مشيرا بالقول:" ما نراه الآن هو سعي الحكومة السعودية إلى لفت أنظار المواطنين إلى ما يحدث في سوريا لكي لا يلتفتوا إلى أنفسهم ومصالحهم. السلطة السعودية تحاول أن تستعيد قوتها في المنطقة من خلال إحداث تغيير في سوريا بعد أن خسرت حلفاءها المتمثلين بحسني مبارك وزين العابدين بن علي وحتى علي عبد الله صالح".

لكن الانتقادات للنظام السوري لا تأتي فقط من السعودية وقطر، فقد دأب نشطاء حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية على امتداد السنوات الاخيرة، على حث الحكومات الغربية من أجل تكثيف الضغوط ضد نظام الأسد بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في هذا البلد، كما تقوم تلك المنظمات بانتقاد أوضاع حقوق الانسان في السعودية.

ملهم الملائكة

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW