السفارة الألمانية في دمشق بلا دور قنصلي حاليا – ما المنتظر؟
٢٥ مارس ٢٠٢٥
شكلت إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق تطورا هاما بالنسبة لسوريا وألمانيا على حد سواء، ولكن خيبة الأمل بالنسبة لكثير من السوريين تمثلت في أنها ستكون بدون عمل قنصلي الآن. فما عمل السفارة خلال المرحلة الحالية؟
مبنى السفارة الألمانية في حي أبو رمانة في دمشقصورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
إعلان
تفاءل كثير من السوريين المقيمين في ألمانيا عقب إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق، التي بقيت مغلقة منذ 2012، لأنهم كانوا يأملون بأن يصبح تصديق الأوراق والوثائق ممكنا في السفارة في دمشق، وأيضا مقابلات الحصول على الفيزا، من أجل لم الشمل العائلي مثلا. فهناك معاناة مستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن مع هذا الأمر. فكل من يريد الزواج، لم الشمل، الحصول على الجنسية الألمانية، وغيرها من المعاملات، يحتاج لتقديم وثائق من سوريا كإخراج القيد، أو شهادة الميلاد، ولابد أن يترجمها ويصدقها من السفارة الألمانية.
إعلان
السفارة في بيروت تبقى هي المختصة
ولكن الموقع الإلكتروني للسفارة الألمانية في دمشق نشر ملاحظة بهذا الشأن قال فيها إن "السفارة الألمانية في دمشق مغلقة أمام عموم الزوار.. كما تبقى مسؤولية تقديم الخدمات القنصلية - وخاصة التصديقات وجوازات السفر الألمانية والتأشيرات - وحتى إشعار آخر لدى السفارة الألمانية في بيروت".
أما السوريون الذين يريدون السفر إلى ألمانيا ويحتاجون للحصول على تأشيرة (فيزا)، فيتوجب عليهم، كما في السابق، التوجه إلى "أقسام التأشيرات في السفارات الألمانية المتواجدة في عمان، أو بيروت، أو الرياض، أو القاهرة، أو الكويت، أو لدى إحدى القنصليَتين العامَتين في كل من أربيل وإسطنبول"، بحسب الموقع الإلكتروني للسفارة الألمانية في دمشق، والذي يضيف "لا يمكن حاليا وحتى إشعار آخر تقديم طلبات التأشيرة لدى السفارة في دمشق".
بيربوك في دمشق.. دعم مشروط؟
31:24
This browser does not support the video element.
وتعتمد السفارة الألمانية في بيروت على إحدى الشركات لتنظيم أمور تصديق الأوراق للسوريين، سواء لمن يريد تقديم الأوراق باليد، أو يرسلها عبر البريد من ألمانيا مثلا إلى بيروت وتعود له بعد التصديق إلى ألمانيا.
عمل الدبلوماسيين الألمان
ومع غياب العمل القنصلي للسفارة وأيضا تصديق الوثائق، فما الذي ستقوم به السفارة الألمانية في دمشق إذن؟
"من المقرر أن يعمل الدبلوماسيون الألمان الآن على الأرض لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء البلد الذي تضرر بشدة"، كما قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال توجدها في دمشق في 20 مارس/آذار 2025. ولكن ولأن "الإجراءات الأمنية لم تكتمل بعد، فسيعملون أيضا من مواقع أخرى" وليس من مبنى السفارة في حي أبو رمانة في دمشق.
فيما قال شتيفان شنيك، المبعوث الألماني إلى سوريا، والمتواجد منذ أشهر في دمشق: "يسعدنا العمل عن كثب مع جميع السوريين من أجل سوريا أفضل". ويواصل شنيك لقاءاته مع مسؤولين سوريين وكذلك مع شخصيات عامة وناشطين.
حزب البديل تقدم بطلب قبل سقوط نظام الأسد لإعادة افتتاح السفارة
الحزب اليميني البديل من أجل ألمانيا، وهو الذي قام برلمانيون منه بزيارة إلى سوريا في عام 2018، ولطالما دعا لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد، كان قد تقدم بطلب للبرلمان الألماني من أجل مناقشة موضوع إعادة افتتاح السفارة الألمانية في دمشق. الطلب قدمه قبل سقوط نظام الأسد بحوالي شهرين ونصف. وجاء فيه حينها: "تدعو الكتلة البرلمانية لحزب البديل من أجل ألمانيا إلى إعادة فتح السفارة الألمانية في دمشق في اقتراح سيناقشه البرلمان الألماني (البوندستاغ) لأول مرة". وبين الحزب أن الهدف من إعادة افتتاح السفارة هو "توفير مكان اتصال آمن للمواطنين الألمان في سوريا وتخفيف العبء عن السفارات الألمانية في بيروت وعمان وأنقرة، والتي كانت مسؤولة عن كل ما هو متعلق بسوريا منذ الإغلاق".
كما جاء في الطلب أن "وجود سفارة عاملة ينبغي أن يتيح التنسيق للمواطنين السوريين في ألمانيا الراغبين أو الملزمين بالعودة (إلى سوريا) .. كما ستكون السفارة نقطة اتصال لممثلي ألمانيا وسوريا من عالم الأعمال، وخاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار سوريا".
ليس فقط حزب البديل هو المهتم بشأن إعادة قسم من اللاجئين السوريين إلى بلدهم، وتشجيع العودة الطوعية، فحتى فريدريش ميرتس، الذي من المنتظر أن يصبح مستشار البلاد قريبا، وحزبه المسيحي الديمقراطي الذي تصدر الانتخابات البرلمانية، يريد تحريك هذا الملف والبدء بترحيل من يجب ترحيلهم إلى سوريا، بعد سنوات من الوقف الكامل للترحيل إلى سوريا.
ف.ي
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي