السفر وثاني أكسيد الكربون.. إجازة مع تأنيب الضمير؟
٩ يوليو ٢٠٢٣
مع بداية الصيف لا عجب في أن تزدحم الطرق والمطارات الألمانية، ففي هذا الفصل يسافر ملايين الألمان لقضاء عطلاتهم التي ينتج عنها الكثير من ثاني أوكسيد الكربون والأضرار بالبيئة. ولكن كيف سيتعامل قطاع السياحة الألماني مع ذلك؟
إعلان
بيّن المسح الذي أجراه الصندوق العالمي للطبيعة/ WWF أن 80 بالمئة من الألمان يعرفون أن الأنشطة البشرية مسؤولة عن تغير المناخ، ومع ذلك يرفضون التخلي عن السفر كنشاط ترفيهي أساسي. وأضاف المسح أن السياحة تساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري بحوالي 5 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أن ثلاثة أرباع هذه الانبعاثات تأتي من وسائل النقل. وأفاد اتحاد السياحة الألماني/ DTV أنه خلال عام 2022 عاد السفر إلى المستويات التي كان عليها قبل جائحة كوفيد 19، أي إلى مستوى 67 مليون سفرة، وتشير التقديرات إلى أنَّ عام 2023 سيكون عاماً استثنائيًا وسيسجل أرقاماً قياسية في أعداد المسافرين.
من جانبها، تقرّ بترا هيدورفر؛ المديرة التنفيذية للمجلس الوطني الألماني للسياحة/ DZT بالمشكلة، ولكنها تعتقد أن الحل لا يمكن أن يكون بالتخلي عن السفر تماماً، وقالت لدويشته فيله "عدم التنقل هو بالتأكيد الحل الأسوأ، فالسفر له جانب اجتماعي كونه يعزز الانفتاح والتسامح، وحرمان الناس من السفر يحرمهم من حقهم الأساسي الذي كفله ميثاق الأمم المتحدة". وأضافت أن قطاع السياحة هو مساهم أساسي في الاقتصاد الألماني، إذ يعمل في القطاع حوالي ثلاثة ملايين شخص بشكل مباشر.
وقود طائرات أقل
تعتمد صناعة السياحة الألمانية بشكل أساسي على الحلول التكنولوجية لتقليل تأثير الكربون، فعلى سبيل المثال يستخدم أحدث جيل من الطائرات السياحية وقودًا أقل بنسبة تصل إلى 30 بالمئة. لهذا تخطط شركة النقل الألمانية لوفتهانزا لتشغيل عدد أكبر من هذه الطائرات بحلول عام 2030، وتطمح إلى استخدام وقود طائرات مستدام لا يعتمد على الوقود الأحفوري، ويمكن إشراك الركاب بهذه الخطة من خلال شرائهم لتذاكر طيران يساعدون من خلالها في تمويل هذه الأنواع من الوقود.
قيادة السيارات الكهربائية أو زرع الأشجار
السفر ليس وحده مَا يؤثر على البصمة الكربونية، فيمكن مكافحة تغير المناخ من خلال جعل المدن السياحية أكثر استدامة، ووضع ألمانيا كوجهة سفر مستدامة وعالية الجودة هو المفتاح لمستقبل ناجح وسط المنافسة الدولية على حد تعبير هيدورفر.
وتعد مدينة لوبيك من المدن الألمانية المستدامة، فقد حصلت على شهادة "وجهة سفر مستدامة" في عام 2023، ووفق كريستيان مارتن لوكاس؛ رئيس قسم التسويق في لوبيك-ترافيمونده، يُنصح باستخدام وسائل النقل العامة للقدوم إلى لوبيك، ويحثّ الذين يفضلون السفر بسياراتهم التي تعمل بالوقود على زراعة شجرة للتعويض عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن رحلتهم.
حماية المستنقعات في أمريكا: كيف توقف المستنقعات تغير المناخ
06:21
السياح شركاء في الاستدامة
يقول أوفي هيكش؛ سياسي وناشط بيئي من جمعية "أصدقاء الطبيعة بألمانيا" إن ألمانيا تحتاج إلى الكثير من التغيير لتتحول إلى الاستدامة، وأننا بحاجة إلى جهود كبيرة من الجميع وحتى من السيّاح ومن أصحاب القرار والعاملين في القطاع السياحي، ويضيف أنه يوجد حوالي 800 شهادة وعلامة مختلفة يتم منحها للمبادرات السياحية المستدامة، وهنا يأتي دور أصحاب الفنادق والمطاعم والأماكن السياحية بالتحوّل على الاستدامة وإعلام ضيوفهم وعملائهم بذلك ليتمكن السياح من الاختيار بين المرافق المستدامة وغير المستدامة، وهو ما يؤكده لوكاس بدوره داعياً السياح إلى اختيار المناطق المستدامة كوجهة سياحية واختيار وسائل نقل أكثر استدامة في رحلاتهم.
وخلال جلسة استماع في لجنة السياحة في البوندستاغ، عبَّرَ هيكش عن استيائه من كيفية توسيع المنتجعات الفاخرة التي تستهلك الكثير من المياه، فقال إنه يفكر على سبيل المثال بكمية المياه الكبيرة المستهلكة في بناء ملاعب غولف وحمامات سباحة في المناطق القاحلة.
سابينه كينكارتس/ ترجمة ميريه الجراح
تداعيات التغير المناخي في عام 2022 ـ جفاف وفيضانات وأعاصير مدمرة
الحرارة والجفاف وعواصف قوية وفيضانات طبعت هذا العام المشهد على مستوى العالم وكانت متأثرة بصفة مباشرة أو غير مباشرة بتغير المناخ. إليكم لمحة مصورة.
صورة من: Thomas Coex/AFP
أوروبا: 2022 حرارة وجفاف بلا مثيل
حرارة مفرطة وجفاف شديد يطبعان منذ 500 عام فصل الصيف في أوروبا. وفي إسبانيا توفي أكثر من 500 شخص بسبب موجة الحرارة التي تم تسجيلها والتب تجاوزت 45 درجة. وفي بريطانيا وصلت الحرارة لأول مرة لأكثر من 40 درجة. وأجزاء من القارة تعاني من الجفاف منذ أكثر من 1000 عام، والكثير من المناطق تقوم بترشيد المياه.
صورة من: Thomas Coex/AFP
حرائق تدمر مساحات في أوروبا
من البرتغال وإسبانيا وفرنسا غربا مرورا بإيطاليا اليونان أو قبرص في الشرق وصولا إلى سيبيريا ـ في كل مكان في القارة اشتعلت حرائق الغابات في عام 2022. وبسبب النيران احترق حتى منتصف السنة حوالي 660.000 هكتار من الأراضي ـ في رقم قياسي من عام 2006.
صورة من: /Service Communication-Protocole SDIS 33/AP/dpa/picture alliance
فيضانات في كثير من بلدان آسيا
في باكستان هطلت أمطار موسمية قوية، وحوالي ربع مساحة البلاد غمرتها المياه طوال أسابيع و33 مليون شخص فقدوا مأواهم وأكثر من 1100 شخص لقوا حتفهم وانتشرت أمراض. وحتى أفغانستان شهدت هطول أمطار قوية. والآلاف من الهكتارات دُمرت والمجاعة زاد في حجمها.
صورة من: Stringer/REUTERS
آسيا: الحرارة والعواصف تغمر القارة
وقبل الفيضانات عانت أفغانستان وباكستان من حرارة مفرطة وجفاف مثل الهند. وفي الصين سُجل أخطر جفاف منذ 60 عاما وأقوى حرارة منذ بدء رصد التغييرات. وحتى بداية الخريف مرت على الصين 12 عاصفة قوية. وحتى كوريا الجنوبية والفلبين واليابان أو بنغلاديش عانت من عواصف قوية تزداد حدة بسبب تغير المناخ.
صورة من: Mark Schiefelbein/AP Photo/picture alliance
تبعات قوية لأزمة المناخ في افريقيا
في القارة الإفريقية يزداد المناخ سخونة بشكل سريع، وعليه فإن إفريقيا متأثرة بشكل ملفت بهطول الأمطار والجفاف والفيضانات. وفي الصومال بلغ الجفاف في 2022 مستوى قياسيا منذ 40 عاما مضت. وهناك أُجبر مليون شخص على مغادرة وطنهم.
صورة من: ZOHRA BENSEMRA/REUTERS
الهجرة والمجاعة في البلدان الافريقية
في كثير من المناطق في القارة الإفريقية تناقصت تربية الماشية أو الزراعة بسبب الجفاف أو الفيضانات. وبالتالي أصبح أكثر من 20 مليون شخص مهددين بالمجاعة لاسيما في أثيوبيا والصومال وكينيا.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
حرائق وفيضانات في الولايات المتحدة
في أواخر الصيف الماضي انتشرت لاسيما في ولايات كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا حرائق قوية. وعمت الولايات الثلاثة موجة حرارة تجاوزت 40 درجة مئوية. وفي بداية الصيف أدت أمطار غزيرة إلى فيضانات في منتزه يليستون الوطني وكذلك في ولاية كينتاكي.
صورة من: DAVID SWANSON/REUTERS
أمريكا والكاريبي: عواصف قوية
في سبتمبر تسبب إعصار يان في خسائر كبيرة في ولاية فلوريدا. والسلطات تحدثت عن "خسائر بحجم تاريخي". وقبلها اجتاح "يان " كوبا حيث انقطع طوال أيام التيار الكهربائي. والإعصار المداري فيونا استمر حتى السواحل الشرقية لكندا بعدما تسبب في خسائر قوية في أمريكا اللاتينية.
صورة من: Giorgio Viera/AFP/Getty Images
عواصف استيوائية مدمرة في أمريكا الوسطى
ليس فقط "فيونا" اجتاح أمريكا الوسطى. ففي أكتوبر تسبب الإعصار يوليا في خسائر قوية في كولومبيا وفنزويلا، ونيكارغوا والهندوراس والسلفادور. وبسبب سخونة الأرض تزداد حرارة الطبقة العليا للمحيطات ما يزيد من قوية العواصف.
صورة من: Matias Delacroix/AP Photo/picture alliance
أمريكا الجنوبية تعاني من جفاف حاد
في جميع أنحاء قارة أمريكا الجنوبية تقريبا يعم الجفاف. وفي شيلي يتواصل الجفاف منذ 2007. وفي كثير من المناطق تراجع منسوب المياه في الأودية والبحيرات إلى أكثر من 90 في المئة. وفي المكسيك انقطعت الأمطار بسبب ذلك لعدة سنوات. وحتى الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وبنما وأجزاء من الإكوادور وكولومبيا تعاني من الجفاف.
صورة من: IVAN ALVARADO/REUTERS
فيضانات في استراليا ونيوزيلاندا
في أستراليا أدت الأمطار الغزيرة في 2022 إلى فيضانات. ومن يناير حتى مارس هطلت أمطار في الساحل الشرقي بنسبة تفوق كمية الأمطار المسجلة في ألمانيا طوال العام. وحتى نيوزيلاندا تبقى متأثرة. والسبب في ذلك يعود لظاهرة لتغير المناخ لأن الأجواء الساخنة تمتص كمية كبيرة من الماء ما يجعل التساقطات المطرية أكثر قوة.