واشنطن تحذر أوروبا من الالتفاف على العقوبات ضد إيران
١٠ فبراير ٢٠١٩
حذر السفير الأمريكي في برلين أوروبا من الالتفاف على العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد طهران، كما انتقد نفقات الدفاع الألمانية، رغم أن برلين التزمت بزيادة إنفاقها العسكري ليصل إلى 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
إعلان
قال ريتشارد غرينيل، سفير الولايات المتحدة لدى ألمانيا، في تصريح لصحيفة "فيلت آم زونتاغ" في عددها الصادر اليوم (الأحد العاشر من فبراير/شباط 2019)، إن آلية الاتحاد الأوروبي الرامية إلى المساعدة في تسهيل التجارة مع إيران والالتفاف على العقوبات الأمريكية تمثل عدم احترام لسياسات واشنطن ومسار غير ملائم للعمل. وأضاف غرينيل أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستخدم العقوبات لإجبار إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات ومنعها من تطوير أسلحة نووية ومن تطوير برنامجها الصاروخي. ووصف التحرك الأوروبي بأنه "تحد سافر"، وشدد على أن "الالتفاف على العقوبات الأمريكية ليس أمرا حكيما". وأضاف "بشكل عام، أعتقد أن الأمريكيين والأوروبيين لديهم نفس الأهداف فيما يتعلق بإيران ... وبينما نتفق على الأهداف، فإننا نختلف في التكتيكات التي يتم اتخاذها لتحقيق هذه الأهداف".
وأطلقت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا الآلية المعروفة باسم "إنستكس" في نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي في مسعى للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران الموقع في عام 2015، والذي وضع بالفعل قيودا على قدرة طهران على تطوير أسلحة نووية. وتتيح آلية "إنستكس" التجارة دون معاملات مالية مباشرة. فعلى سبيل المثال، يمكن لإيران تسليم النفط أو منتجات أخرى إلى أوروبا، وبدلاً من دفع الأموال إلى البنوك الإيرانية ستذهب الأموال إلى الشركات الأوروبية التي تبيع الدواء أو الغذاء إلى إيران.
العقوبات الأمريكية على إيران
02:34
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها غرينيل اللياقة الدبلوماسية بإطلاق تصريحات مثيرة للجدل. وكان بعد وقت قصير من توليه المنصب في أيار/ مايو، طالب الشركات الألمانية بالتوقف عن التعامل مع إيران بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي. وأقر غرينيل بأن أسلوبه "قوي" ولكنه قال للصحيفة إن هذا "يساعد في إصلاح العلاقات ويجعلها أعمق وأقوى". وقال إن من يعتقدون أن العلاقات عبر المحيط الأطلسي في أزمة "يغفلون عن نقطة شديدة الأهمية ... نحن في الواقع نعمق علاقاتنا بالاعتراف بأنها بحاجة إلى الإصلاح في بعض جوانبها". وأضاف"إذا تبنيت وجهة نظر قاطعة أسود أو أبيض بهذا الشأن والاعتقاد بأن الأمور إما جيدة كليا أو سيئة كليا، فأنت تتجاهل الأمور الجلية. إذا ما كنت تهتم بشيء ما، فإنك تواجه المشكلات بكل وضوح. أما إذا كنت لا تكترث بما فيه الكفاية، فإنك تتجاهلها حتى تفتر العلاقات".
في سياق آخر، لا تزال واشنطن غير راضية عن نفقات الدفاع الخاصة بألمانيا، على الرغم من تعهدات الحكومة الألمانية بزيادتها. وقال غرينيل "التعهدات الألمانية بزيادة نفقات الدفاع إلى 1.5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي ليست كافية. حلف شمال الأطلسي (ناتو) يطالب بـ 2 بالمئة حتى عام 2024". وجاءت هذه التصريحات للسفير الأمريكي قبل أيام قليلة من اجتماع وزراء دفاع دول الحلف في بروكسل.
وأضاف غرينيل "أمريكا تُذكِّر حليفها العظيم، ألمانيا، فقط بأن هذه ليست فترات تسمح بإضعاف الحلف الأطلسي أو تقويضه. روسيا تقف على الأبواب، فيجب أن يكون واضحا للجميع أنه لابد من تعزيز حلف الأطلسي حاليا".
ح.ز/س.ك (د.ب.أ)
الاقتصاد الإيراني.. انتكاسة واضحة ومستقبل مهدد
يشهد الوضع الاقتصادي بإيران تراجعا. فبعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي وفرضها عقوبات اقتصادية وضغوط على إيران، فضلا عن خروج متظاهرين إلى الشارع احتجاجا على الوضعية الإقتصادية، صارت إيران تعيش على وقع أزمة مرجح تفاقمها.
صورة من: IRNA
أكبر احتجاجات منذ سنوات
شهدت إيران مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017 وانطلاق العام الجديد 2018 موجة مظاهرات بمناطق عدة نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة البطالة والأزمة المالية الخانقة بالبلد، وقتل فيها العشرات واعتقلت السلطات الآلاف. وهذه هي الحركة الاحتجاجية الأكبر في إيران منذ المظاهرات المعترضة على إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا في العام 2009.
صورة من: Irna
العملة الإيرانية تفقد قيمتها
فقدت العملة الوطنية الإيرانية نصف قيمتها. وقد أشارت أرقام صادرة عن البنك الدولي، أن الاقتصاد الإيراني انخفض من المركز 17 إلى 27 على مستوى العالم خلال العقود الأربعة الماضية. لكن طلب الولايات المتحدة من الشركات العالمية وقف استيراد النفط الإيراني يهدد الاقتصاد بأزمة أكبر، إذ يمثل بيع النفط نسبة 64 بالمائة من إجمالي صادرات إيران، كما يشكل مصدرا أولا للعملة الصعبة التي تدخل البلد (الدولار واليورو).
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
الريالات الإيرانية في تدهور
أشارت بعض المصادر الإعلامية إلى أن ورقة الـ10 آلاف ريال إيراني كانت تساوي قبل عام 1979 حوالي 150 دولارا أمريكيا، أما الآن فهي أكثر بقليل من 10 سنتات في سوق الصرف المتقلبة في طهران. وبالرغم من استعادة الاقتصاد الإيراني لعافيته بعد 2015، إلا أنه بقي هشا. ويُنتظر أن يزيد تدهورا بعد فرض العقوبات التي ستؤثر على الريال الإيراني.
صورة من: AP
ارتفاع أسعار الذهب
أكد رئيس اتحاد تجار الذهب في طهران، أن الصراع بين إيران وأمريكا، أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب في البلاد، حسب ما تناقلته مواقع إخبارية. وسجلت المسكوكة الذهبية في السوق الإيرانية رقما قياسيا جديدا ببلوغها الـ 3 ملايين و400 ألف تومان، حيث زاد سعرها نحو 600 ألف تومان خلال شهر واحد.
صورة من: Isna/Rohollah Vahdati
البنوك في أزمة!
يواجه البنك المركزي الإيراني صعوبات كبيرة في تنفيذ المعاملات المالية داخل البلد وخارجه. ويعزي البعض ذلك إلى أخذ البنك لودائع تقدر نسبة فائدتها السنوية بـ20 إلى 23 بالمائة. وبسبب العقوبات الأمريكية، خفضت البنوك معدلات الفائدة ما بين 10 إلى 15 بالمائة، مما دفع الكثير من المودعين إلى سحب أموالهم لشراء الدولار واليورو. وهو ما أدى إلى تفاقم نقص العملات الأجنبية، وإغلاق مكاتب صرافة، لكن دون جدوى.
صورة من: Isna
أسعار خيالية!
من بين المؤشرات على تأزم الوضع الاقتصادي في إيران، انخفاض قيمة الريال الإيراني الذي أدى إلى ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100 بالمائة، علاوة على ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني. هذا بالإضافة إلى انخفاض نشاط بورصة السلع الإيرانية إلى حد أدنى. وتشير توقعات خبراء في شركة "بي أم آي" للأبحاث الاقتصادية العالمية، أن يشهد الاقتصاد الإيراني انكماشاً بنحو 4 في المئة العام المقبل.
صورة من: AP
التضخم يرفع الأسعار
شكل التضخم خلال السنوات الماضية عاملا أساسيا في تدهور الاقتصاد الإيراني حيث يبلغ متوسط معدل التضخم ما بين 19 و20 بالمائة سنويا. وحسب مركز الإحصاء الإيراني الحكومي في طهران فإن معدل التضخم وصل في يونيو/ حزيران الماضي إلى نحو 8.7 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي يكشف عن ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية مؤخرا.
صورة من: ILNA
فقر وبطالة وهجرة
ساهمت مشكلة التضخم في ظهور الطبقات المجتمعية بإيران وانتشار الفقر والبطالة. وحسب تقديرات البنك الدولي فإن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إيران استنادا إلى القدرة الشرائية الحقيقية للعملة الإيرانية بين عامي 1976 و2017، يكشف أنه خلال هذه الفترة أصبح الإيراني أكثر فقرا بنسبة 32 بالمئة. كما تشير الاحصائيات إلى أن عددا كبيرا من الشباب الإيراني يحاول الفرار من الأوضاع المتأزمة.
صورة من: shahrvanddaily.ir
صفقات في مهب الريح!
من بين الجوانب المرجح تأثرها السلبي بالعقوبات الأمريكية، الصفقات المعقودة مع كبرى الشركات الدولية على الصعيد العالمي وعلى صعيد النفط وأيضا والأجهزة الإلكترونية، مثل الصفقات التي عقدتها طهران مع شركة توتال النفطية وشركة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات وجنرال إلكتريك للأجهزة والمعدات الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتكاسة السياحة
توتر العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى وبعد العقوبات المفروضة جعل الحالة الإقتصادية لإيران مُقبلة على عزلة تشمل عدة قطاعات مثل السياحة. فبعد أن دشنت شركات طيران كبرى، مثل الخطوط الجوية البريطانية، رحلات إلى البلد بهدف الترويج له كوجهة سياحية، وفتح سلسلة فنادق عالمية مثل Accor عام 2015، يرى مراقبون أن هذه الصفقات قد يتم التراجع عنها بسب قلة السياح ومحدودية رحلات الطيران القادمة من أوروبا. مريم مرغيش