وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت (10 سبتمبر/ أيلول) اقتحام سفارة بلاده في مصر بأنه حادث خطير، مطالبا باتخاذ موقف حازم بشأنه. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية الهجوم على السفارة الإسرائيلية في القاهرة "مساسا خطيرا بنسيج العلاقات السلمية مع إسرائيل وانتهاكا سافرا للأعراف الدولية"، غير أنه أشار إلى أن السلطات المصرية "اتخذت في نهاية الأمر الخطوات اللازمة لإنقاذ حراس السفارة مما يستحق الشكر والتقدير". من جهتها وصفت تسيبي ليفني زعيمة حزب كاديما الإسرائيلي المعارض اقتحام سفارة بلادها في مصر بأنه حادث خطير في العلاقات بين الدولتين، غير أنها أكدت أن "السلام مع بين إسرائيل ومصر مصلحة إستراتيجية لكلتا الدولتين ويجب الحفاظ عليه رغم المظاهرات في الشوارع"، وذلك حسب ما نقلته صحيفة "يديعوت احرونوت" في موقعها الإلكتروني عن ليفني.

هذا وانتشرت صباح اليوم قوات من الجيش والشرطة بكثافة في محيط السفارة الإسرائيلية بالقاهرة حيث لا تزال آثار الاشتباكات العنيفة التي دارت أثناء الليل بين قوات الأمن والمتظاهرين ظاهرة. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الاستنفار بين قواتها وقررت إلغاء جميع عطلات قوات الشرطة للسيطرة على الأمن، فيما دعا رئيس الوزراء المصري عصام شرف إلى اجتماع لمجموعة الأزمات في حكومته السبت لبحث "التطورات على الساحة الداخلية" عقب اقتحام المتظاهرين لمبنى السفارة الإسرائيلية.

ونقلت وكالة فرانس بريس عن مصادر طبية مقتل ثلاثة أشخاص في المواجهات التي وقعت ليل الجمعة السبت بين الشرطة والمتظاهرين في محيط السفارة الإسرائيلية في القاهرة إضافة إلى شخص رابع كان توفي إثر إصابته بأزمة قلبية مساء الجمعة.

إدانة ألمانية وقلق أمريكي

وأدان وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله اقتحام السفارة الإسرائيلية في العاصمة المصرية، وقال إنه ينتظر من السلطات المصرية ضمان حماية السفارة وفقا للالتزامات الدولية، كما لما ذكرت وزارة الخارجية الألمانية اليوم السبت في برلين. وأكدت الوزارة أهمية تجنب أي تصعيد جديد في الموقف.

من ناحيتها عبرت الولايات المتحدة، التي قدمت مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات منذ أن أبرمت القاهرة معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979، عن قلقها من العنف بعدما ألقى متظاهرون وثائق خاصة بالسفارة من نوافذ المبنى وأنزلوا العلم الإسرائيلي للمرة الثانية خلال شهر. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مصر "لاحترام التزاماتها الدولية وحماية أمن السفارة الإسرائيلية."

السفير الإسرائيلي يغادر القاهرة

وفي تطور آخر غادر السفير الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت القاهرة متوجها إلي تل أبيب بعد استدعاء حكومته له بعد تداعيات محاولة اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية بالقاهرة فيما تم إجلاء عائلات السلك الدبلوماسي الإسرائيلي من مصر. وصرحت مصادر مسئولة بمطار القاهرة إن السفير و71 إسرائيليا من طاقم السفارة وأسرهم وبعض رعايا إسرائيل لدى مصر غادروا على طائرة عسكرية خاصة وصلت من تل أبيب . وكان السفير وأعضاء الجالية قد توجهوا إلي مطار القاهرة قبل ساعتين من وصول الطائرة وسط إجراءات أمنية مشددة بعد التطورات الأخيرة من محاولة اقتحام مقر السفارة الإسرائيلية. وكانت إسرائيل قد استدعت سفيرها بالقاهرة احتجاجا علي ما حدث في مقر سفارتها. ويذكر أن السفير الإسرائيلي قد عاد إلي مصر الأسبوع الماضي بعد أجازها قضاها في إسرائيل.

وأعلن مسؤول حكومي إسرائيلي كبير السبت لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته، أن المسؤول الثاني في السفارة الإسرائيلية بمصر سيتابع مهامه في القاهرة على رغم الهجوم على مبنى السفارة وقال "سنبقي في القاهرة مساعد السفير لمتابعة الاتصالات مع الحكومة المصرية". وكانت السفارة الإسرائيلية في القاهرة تعرضت للاقتحام مساء الجمعة خلال تظاهرة أصيب أثناءها مئات الجرحى أمام السفارة. وقد أنقذت وحدات خاصة مصرية ستة إسرائيليين كانوا عالقين في السفارة بينما كان متظاهرون يجتاحونها ويرمون من النوافذ وثائق دبلوماسية، كما ذكر المسؤول الإسرائيلي الكبير.

(ط. أ/ رويترز/ أ ف ب/ د ب أ)

مراجعة: عبده جميل المخلافي