السكر والدهون يغيران الدماغ وفق دراسة ألمانية.. كيف؟
٢٣ أبريل ٢٠٢٣
أظهرت دراسة لمعهد ماكس-بلانك الألماني أن السكر والدهون يغيران دماغنا ما يجعلنا نتناولهنا بنهَم. كيف يحدث ذلك؟ وهل يمكن إعادة برمجة الدماغ بحيث تتخلص أجسامنا من الإدمان عليهما؟
إعلان
تمكن معهد ماكس-بلانك لأبحاث الأيض (التمثيل الغذائي) في كولن (كولونيا) من إثبات أن الدماغ يتغير نتيجة الاستهلاك المنتظم للأطعمة الغنية بالدهون والسكر، حسب ما ذكر الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة والتلفزيون العمومية الألمانية NDR. وتكون النتيجة أن الدماغ يأمرنا بأن نتجه لتفضيل الأطعمة غير الصحية ويصبح من الصعب مقاومة هذه الرغبة المكتسبة.
السكر والدهون ينشطان أنظمة المكافأة في الدماغ
هناك ارتباط مباشر بين الدماغ والأمعاء: عندما يصل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، تسجل أجهزة استشعار مختلفة ما إذا كان يحتوي على السكر والدهون. تنتقل هذه المعلومات إلى الدماغ عبر وصلات عصبية مختلفة.
تصل الإشارات إلى مركز المكافأة في الدماغ، مما يجعلك تشعر بالرضا ويحفز الرغبة في المزيد من السكر والدهون. تظهر الدراسة الحالية للمعهد الألماني أن ما يحدث أكثر من مجرد تأثير قصير المدى في الدماغ.
في الدراسة، تناولت مجموعتان من الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي قطعة حلوى صغيرة كل يوم لمدة ثمانية أسابيع بالإضافة إلى طعامهم الطبيعي. في كلتا المجموعتين، كانت الحلوى تحتوي على نفس عدد السعرات الحرارية، لكن احتوت الحلوى في إحدى المجموعتين على نسبة عالية من الدهون والسكر، بينما احتوت المجموعة الثانية على نسبة عالية من البروتين.
وقبل الأسابيع الثمانية وبعدها، أُعطي الخاضعون للدراسة مخفوق الحليب المحتوي على كميات مختلفة من الدهون والسكر.
وخضع المشاركون في الدراسة للتصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة تأثير الأطعمة الغنية بالدهون والسكر على أدمغتهم. وتبين بالفحص أن الأشخاص الذين تناولوا الحلوى التي تحتوي على الدهون والسكر في الأسابيع السابقة للتجربة تذوقوا المخفوقات المحتوية على الدهون والسكر بشكل أفضل من المجموعة الأخرى.
إعادة برمجة شبكات الدماغ
تم تنشيط نظام المكافآت في دماغ المشاركين المعتادين على استهلاك الدهون والسكر. وخلص الباحثون إلى أن روابط عصبية جديدة في الدماغ قد تطورت بحيث حدثت إعادة برمجة لشبكات الدماغ.
وتلك التغييرات في شبكات الدماغ تدوم، بمعنى ان أولئك الأشخاص سيفضلون في المستقبل دون وعي تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون والسكر.
صحتك بين يديك - هل اتباع نظام تغذية سليم ممكن دائما؟
26:06
السكر والدهون يعززان السمنة ومرض السكري
ومن المعروف أن زيادة استهلاك السكر والدهون معاً يؤديان إلى رفع مخاطر زيادة الوزن والإصابة أمراض التمثيل الغذائي كالسكري على سبيل المثال لا الحصر.
بمجرد أن يعتاد الدماغ على الأطعمة الغنية بالدهون والسكر، فإنه لا يطلب المزيد والمزيد منها فحسب، بل يميل كذلك إلى رفض الأطعمة التي تحتوي على نسبة أقل من الدهون أو السكر. يولد كل شخص بشغف فطري بالطعام الحلو المذاق، ولكن عندما يقوّي التعود ذلك الولع، تصبح الأطعمة الصحية في النهاية بلا طعم.
ما الحل؟
لا يمكن إعادة تعويد الدماغ على التقليل من الدهون والسكر بسرعة؛ لأن الأنماط الغذائية التي ترسخت على مدى سنوات عديدة يصعب القضاء عليها بسهولة. ولكن يمكن "إعادة برمجة" الجسم والدماغ من جديد للتعود على الأطعمة الأقل دهنية وسكراً.
ووفق أخصائي التغذية، يحتاج الجسم إلى حوالي 60 يوماً لإجراء هذا التغيير، والكلام دائماً على عهدة الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة والتلفزيون العمومية الألمانية NDR.
خ.س/ أ.ح
بالصور ـ لغز العلاقة الغامضة بين الغذاء والسعادة!
لايؤثر الطعام الصحي على الجسم فقط، بل وعلى الحالة النفسية أيضا. فالغذاء الصحي يحسن المزاج ويزيد الجسم طاقة وحيوية. الأكل الصحي لا يعني بالضرورة الحرمان مما لذَ وطاب، كما سنكتشف ذلك في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخضروات
من يتناول ما قدره حجم كف اليد من الخضروات والفاكهة الملونة يوميا خمس مرات على الأقل، يعطى لنفسه كل ما يحتاجه من العناصر الغذائية للحفاظ على صحته البدنية والنفسية. فالخضروات تحتوي على الكثير من مضادات الأكسدة التي تخفف من أعراض القلق والخوف والاكتئاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Heinz
سكر أقل
مقاومة الأطعمة التي تحتوي على السكر مثل الحلوى وبعض المشروبات الغازية أمر صعب، لكنه ضروري للحفاظ على العقل السليم في الجسم السليم. باحثون من جامعات لانكاستر ووارويك في (البريطانية) وهومبولدت (الألمانية) اكتشفوا أن من يكثرون من تناول أطعمة تحتوي على نسبة كبيرة من السكر، يعانون من حالة مزاجية سيئة، بالمقارنة مع الذين يضبطون استهلاكهم للسكريات، بل ويشعرون بعد تناولهم لها بالنعاس والإجهاد.
صورة من: picture-alliance/Frank May
فيتامين ب
يلعب فيتامين ب دوراً محورياً في الحفاظ على عقل سليم، فهو ينشط الجهاز العصبي ويقاوم النعاس والإجهاد. من أهم أنواعه فيتامين ب1، فيتامين ب2 والنياسين (أو ب3) بالإضافة إلى حمض الفوليك (ب9). بعض الأغذية التي تحتوي على فيتامين ب هي الخضروات، اللحم الخالي من الدهون، المكسرات، السمك، الموز، البطاطا ومنتجات الألبان.
صورة من: Imago/Westend61
المعينات الحيوية
المعينات الحيوية (بروبيوتيكا) عبارة عن منتجات تحتوي على عضويات وخمائر مفيدة للجهاز الهضمي، وهي تساهم في الحفاظ على بكتيريا المعدة المفيدة، كما تساعد في تقليل اضطرابات القلق والإكتئاب. المنتجات التي تحتوي على هذه المعينات الحيوية تتضمن منتجات الألبان مثل الزبادي، بالإضافة إلى المخللات. كما يمكن الحصول على المعينات الحيوية من المكملات الغذائية على شكل كبسولات.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/M. Uliasz
فيتامين د
يربط بعض العلماء نقص فيتامين د في الجسم بزيادة أعراض الإكتئاب والتاثير السلبي على الحالة المزاجية. ليس من الواضح إذا كان نقص فيتامين د يتسبب في الإكتئاب بشكل مباشر، ولكن المعروف أن الذين يعانون من الإكتئاب لا يخرجون كثيراً وبالتالي لا يتعرضون لضوء الشمس بقدر كاف. لذلك ينصح بالتعرض للشمس كلما أمكن، خاصة لمن يعيشون في المناطق التي يطول فيها الشتاء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
المغنيزيوم
أظهرت دراسات أجريت على جرذان أن نقص المغنيزيوم يؤدي إلى زيادة اضطرابات الخوف والقلق. لذلك تسهم الأغذية الغنية بالمغنيزيوم في إحساس الشخص بالهدوء والحفاظ على صحة الجهاز العصبي. من الأغذية الغنية بالمغنيزيوم الخضروات الورقية مثل السبانخ والكرنب والسلق بالإضافة إلى البقوليات واللوز ومنتجات دقيق القمح الكامل.
صورة من: picture-alliance/R. Märzinger
الزنك
معدن الزنك من أهم المعادن للجسم، ويساعد في التقليل من الخوف والإضطرابات. ويتسبب نقص الزنك في الجسم بزيادة أعراض الإكتئاب والعصبية والتصرفات العنيفة. تحتوي العديد من الأغذية على الزنك مثل المحار والكبد وصفار البيض ومنتجات دقيق القمح الكامل بالإضافة إلى بذور القرع والسمسم.
صورة من: picture-alliance/Zoonar/K. Solovyeva
اللحم الأحمر
لا يعني الغذاء الصحي عدم التمتع بشريحة لحم من وقت لأخر، بشرط أن يكون اللحم غير معالج أو ممتلئ بالدهون مثل لحوم النقانق. يمكن تناول شرائح صغيرة من اللحم الأحمر حتى ثلاث مرات أسبوعياً، فاللحم الأحمر يحتوي على الحديد الذي يقاوم أعراض الإجهاد.
صورة من: Imago/Imagebroker
الجوز البرازيلي
يحتوي الجوز البرازيلي على مادة السيلينيوم، وهي مادة لا يحصل عليها الكثير من الأشخاص بالقدر الكافي. يتسبب تقص السيلينيوم في الجسم في سوء الحالة المزاجية، ولذلك ينصح بتناول كميات صغيرة من الجوز و المكسرات بشكل مستمر. كما يحتوي العسل الأسود والأغذية البحرية والخضروات أيضاً على السيلينيوم.
صورة من: Colourbox
الكركم
يساعد الكركم (أو الخرقوم في بعض البلاد) على تهدئة الإلتهابات بالجسم وتخفيف الإلتهابات المزمنة التي يعاني منها البعض والتي تؤثر على وظائف المخ. المادة الفعالة في هذا البهار هي الكركمين، وهي ترفع نسبة الحمض الدهني أوميغا 3 المفيد في المخ، مما يساعد على تخفيف التوتر والقلق.
صورة من: picture-alliance/Arco Images GmbH
مطبخ بلاد البحر الأبيض المتوسط
يتميز المطبخ المتوسطي بالأطعمة الصحية المتنوعة والشهية. فالوجبة تتكون عادة من الخضروات والسمك وخبز الدقيق الكامل مع إضافة زيت الزيتون والأعشاب والبهارات. ويمكن بعد الوجبة التحلية بقطعة من الفاكهة الطازجة. يؤدي إتباع طريقة غذاء المطبخ المتوسطي بشكل مستمر والتخلي عن الأطعمة التي تحتوي على السكر والدقيق الابيض إلى تحسن الحالة المزاجية والإصابة بالإكتئاب بمعدلات أقل، بحسب ما توصلت إليه أحد الدراسات.
صورة من: Colourbox
كافيين أقل
تنصح بعض المنظمات المعنية بالصحة النفسية الحذر عند تناول مشروبات تحتوي على مادة الكافيين. فعلى الرغم من إعطائها للشخص شعوراً بالنشاط، إلا أن الإكثار منها يؤدي إلى التوتر والإكتئاب وإضطرابات النوم. لذلك ينصح بالإعتدال والتقليل من كمية القهوة أو الشاي خاصة قبل النوم.
صورة من: Fotolia/Africa Studio
الشرب الكافي للماء
ينصح بشرب الماء بكميات كافية يومياً للحفاظ على صحة الجسم والمخ، فمن لا يشرب الماء بشكل كاف يجد صعوبة في التركيز والتفكير بوضوح. يُنصح عادة بشرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء يومياً. كما قد يساعد شرب كوب من شاي البابونغ مساءاً أيضاً على تهدئة الأعصاب بعد يوم شاق.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/K.-J. Hildenbrand
الشوكولاتة الداكنة
يشعر الشخص بالسعادة بعد تناول قطعة من الشوكولاتة، وهو شعور لطيف ومطلوب. لذلك فمن الممكن أيضاً تناول الشوكولاتة بشرط ان تكون داكنة، أي أن تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو. كما يجب الإنتباه إلى الكميات للحفاظ على الوزن.