يقال أن السلاحف جالبة للحظ والسعادة، لذلك يقبل العديد على تربيتها داخل المنازل. إلا أن جهل البعض بتفاصيل حياة السلاحف وتوفير الظروف الملائمة لها قد يؤدي إلى مرضها ووفاتها. إليكم بعض النصائح.
إعلان
نزولا عند رغبة أبنائهم يشتري العديد من الآباء سلاحف برية قصد تربيتها في البيت. موقع "شيلدكروته" الألماني شدد على ضرورة توفير بعض الظروف الملائمة للسلاحف حتى تجد راحتها، إذ أنها تحتاج للكثير من الوقت والعناية. كما أنها لا تحب المداعبة الكثيرة. ويضيف الموقع: "يفضل التمتع بمشاهدة السلاحف. فاحتضانها أو مداعبتها يسببان التوتر الكبير لها كما أنها يمكن أن تنقل عدوى الأمراض". ويمكن للسلاحف أن تعيش إلى 70 سنة ما يعني أنه من الممكن أن ترافق صاحبها مدى الحياة.
وما يميز هذه الحيوانات الصغيرة أنها تتسم بهدوء شديد وهذا ما ينعكس بدوره على الأجواء داخل المنزل. فهي لا تنبح أو تموء كالكلاب أو القطط ولا تصدر أصواتا مزعجة. حجمها الصغير وحركتها البطيئة تمنعها من تسلق أماكن عالية أو ازعاج أصحابها. وهي تتمتع أيضا بميزة العمل الجماعي، إذ أنها تساعد بعضها على تجاوز العقبات في طريقها كالحصى الصغيرة مثلا، إذا ما رغبت في التحرك واللعب في الحديقة.
وبما أنها تحمل درقة فوق ظهرها، فغالبا ما تتدحرج السلحفاة على ظهرها فتفقد توازنها وصبرها. وينصح موقع "شيلدركوته" بعدم قلب السلحفاة فورا، بل يفضل التريث أولا والتأكد إن كانت قادرة على ذلك لوحدها. ثم التدخل ومساعدتها. إذ أن بقاء السلحفاة ممددة على ظهرها لوقت طويل قد يضرها حسبما أورد الموقع الألماني.
أما فيما يتعلق بسلوك السلاحف، فيمكن القول أن السلاحف المجتمعة تكون أكثر نشاطا من السلاحف المنفردة. وإذا ما تم تربية مجموعة من السلاحف في البيت، فينصح بجلب عدد مساو من الذكور والإناث. فالسلاحف تعتبر من الحيوانات "الاجتماعية". ويفضل إعطاؤها حرية التحرك في الحديقة، فهي تحب الأماكن الطبيعية المفتوحة. وينصح الموقع الألماني بشراء كتب عن تفاصيل حياة وتربية السلاحف قبل الإقبال على شراءها.
س.ع/ف.ي
العالم يحتفل بعيد السلحفاة
تعد السلحفاة من أقدم المخلوقات في الأرض ويحتفل بها العالم سنوياً. لكن مناسبة الاحتفال ليست سعيدة تماماً، فما الذي يجعل السلحفاة متميزة ويحتفل العالم بها دون بقية الزواحف؟
صورة من: picture-alliance/robertharding/J. Alexander
يعتقد أن السلحفاة من أقدم أنواع الحيوانات التي ما زالت مستمرة في العيش على سطح الأرض. ووجدت أول آثار للسلحفاة البرية قبل نحو 200 مليون سنة، فيما يعتقد أن السلحفاة البحرية أحدث منها في الأرض ويبلغ عمرها 150 مليون عام.
صورة من: picture-alliance/ZUMA/Palm Beach Post/L. Waters
تتميز السلحفاة بجلدها المقوى بحراشيف قرنية ويمكنها العيش رغم مختلف الظروف المناخية ولا تتأثر كثيراً بالكوارث الطبيعية. عدوها الوحيد يبقى الإنسان. وكانت السلحفاة تقدم قديماً كوجبة طعام رئيسية للبحارة، ولغاية اليوم تعد بعض أنواع السلاحف البحرية وجبة مميزة وباهظة الثمن.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos
السلحفاة "لونسوم جورج" كانت آخر سلحفاة من فصيلة سلاحف غالاباغوس وتوفيت في سنة 2012، وحنطت بعد ذلك ووضعت في متحف "تشارلز داروين" في جزر غالاباغوس القريبة من الإكوادور. وعُثر على "لونسوم جورج" (جورج الوحيد) عام 1971 في تلك الجزر وكانت الوحيدة من هذا الصنف آنذاك. في الوقت الراهن، عثر العلماء على 17 سلحفاة أخرى من نفس النوع في الجزر.
صورة من: picture-alliance/dpa
عاشت السلحفاة "لونسوم جورج" مائة عام وبلغ وزنها قبل وفاتها 90 كيلوغراماً. أما سلحفاة "إزميرالدا" الظاهرة في الصورة فيعتقد أنها أكبر السلاحف عمراً في العالم ويقدر عمرها بمائتي عام. تعيش "إزميرالدا" في جزيرة بيرد التابعة لجزر سيشل ويبلغ وزنها أكثر من 400 كيلوغرام.
صورة من: Wikipedia/Tribalninja
أما سلحفاة "تيموثي ذه تورتويس" فلها حياة مثيرة خلدتها. ولدت هذه السلحفاة في سنة 1844 تقريباً، وفي سنة 1854 وجدها القبطان جون كورتيني إيفارد على متن سفينة برتغالية استولت عليها القوات البريطانية. وبقيت السلحفاة ترافق السفن الحربية البريطانية لغاية سنة 1892. عاشت هذه السلحفاة لغاية سنة 2004 في "حديقة الزهور" التابعة لقصر بودرهام القريب من مدينة إكسيتر البريطانية.
صورة من: gemeinfrei
سلحفاة المستنقعات الأوروبية تعيش في ألمانيا أيضاً ولا تعمر طويلاً مثل بقية أنواع السلاحف، لكنها السلحفاة الوحيدة التي تعيش في غابات وسط أوروبا. هذا النوع من السلاحف مدرج على قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في ألمانيا والنمسا وسويسرا، وحصل على لقب حيوان العام سنة 2015 في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Robert Schlesinger
سلاحف جزر غالاباغوس وجزر سيشل يصل طولها إلى أكثر من متر. أما سلحفاة البحر، مثل سلحفاة البحر الجلدية الظاهرة في الصورة، فيصل طولها إلى 2.5 متر ويصل وزنها إلى 900 كيلوغرام. أما اصغر السلاحف فهي ذكور سلاحف أمريكا الجنوبية التي يصل طولها إلى ثمانية سنتيمترات فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/D.McFadden
رغم الاعتقاد السائد بأن السلاحف بطيئة جداً، إلا أن السلحفاة يمكنها السباحة في الماء بسرعة كبيرة تصل إلى 35 كيلومتراً في الساعة. أطفال السلحفاة خاصة يمكنها العوم بسرعة كبيرة. أما السلحفاة البرية فيمكنها الزحف بسرعة يمكن وصفها بالبطيئة وتتراوح بين 0.21 و0.48 كيلومتراً في الساعة.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي للسلحفاة منذ عام 2000، وذلك بسبب تعرض بعض أنواع السلاحف إلى الانقراض. واستطاعت السلاحف البقاء ملايين السنين، لكن الإنسان بدأ يضايقها في العيش على سطح الأرض. ويقول كولن ليمبوس، خبير حياة البحار في أستراليا، لـDW إن "حياة السلاحف في المستقبل تعتمد على ما يوفر لها البشر".