تشهد مدينة ميونيخ نهاية هذا الأسبوع انعقاد الدورة الحادية والأربعين لمؤتمر الأمن بحضور ما يزيد على 250 من المسؤولين العسكريين وصناع القرار السياسي. وسيكون في مقدمتهم الرئيس الألماني هورست كولر والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ووزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ووزير الخارجية الألماني يوشكا فشر.

رامسفيلد يحضر المؤتمر

بعد أخذ ورد عدل وزير الدفاع الألماني دونالد رامسفيلد عن قرار سابق بعدم حضور المؤتمر، فقد أعلن متحدث باسمه أنه سيشارك في فعالياته. وسبق للمسؤول الأمريكي أن أعلن من قبل أنه لن يشارك فيه على ضوء دعوى رُفعت ضده إلى الادعاء الألماني بسبب اتهامات التعذيب الموجهة ضد الجنود الأمريكيين في العراق. وتقدم بالدعوى منظمة حقوق إنسان أمريكية ومجموعة من المواطنين العراقيين. وقال بيان صادر عن الوزير على هامش مؤتمر وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي نظم أول أمس في نيس الفرنسية انه أعاد النظر في قراره وقرر التوجه إلى ميونيخ. وسبق ذلك إعلان الادعاء الألماني أنه لن يقوم بتحقيقات ضد وزير الوزير الأمريكي بعدما أُشيع مؤخراً عن عزمه القيام بذلك.

كوريا الشمالية على رأس المواضيع

تحت شعار "السلام من خلال الحوار" ينعقد مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام. ويتوقع أن يلقي النزاع مع كوريا الشمالية بظلاله على أعمال المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين. ويأتي ذلك على ضوء اعتراف حكومتها بامتلاكها للسلاح النووي بهدف الدفاع عن نفسها حسب متحدث باسم خارجيتها. وسيكون النزاع مع إيران بشأن برنامجها النووي أيضاً من أهم المواضيع المطروحة على بساط البحث. وإضافة لذلك يتوقع أن يتضمن برنامج المؤتمر الوضع في العراق بعد الانتخابات البرلمانية وكذلك الوضع في الشرق الأوسط على ضوء فرص السلام الجديدة هناك.

بدأ المؤتمر فعالياته مساء اليوم الجمعة بحفل عشاء دعا إليه الرئيس الألماني هورست كولر. وبذلك يكون كولر أول رئيس ألماني يحضر هذا المؤتمر السنوي. أما كلمته أمام المؤتمرين فركزت على العلاقة الوثيقة بين النمو الاقتصادي والأمن.

وفي ظل إجراءات أمنية مشددة تبدأ اليوم السبت أعمال المؤتمر الرسمية. ويلقى كلمة المستشار الألماني الذي اعتذر عن الحضور بسبب مرضه وزير دفاعه بيتر ستروك. ويتحدث كل من الأمين العام لحلف الناتو جيب شيفر والمكلف بالشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي سولانا إضافة لرئيسة الحزب الديمقراطي المسيحي انجيلا ميركل عن التحديات الجديدة التي تواجه أوروبا والحلف. أما الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان فسيتناول الدور المستقبلي للمنظمة الدولية.

مظاهرات واحتجاجات

يرافق تنظيم مؤتمر الأمن كما يحدث كل سنة مظاهرات دعت إليها حركات وجمعيات سلام عديدة. ويتوقع أن تشهد ساحة "مارين بلاتس" وسط ميونيخ وحيث تُقام فعاليات الملتقى أكبرها. غير أن المراقبين يتوقعون مشاركة ضعيفة في الاحتجاجات المنتظرة مقارنة بالسنوات الماضية. وعليه فإن الشرطة ستجند نحو 4000 رجل أمن لحماية المؤتمر وهو عدد أقل بنحو 1000 شخص مما تم تجنيده العام الماضي.