السلطات الأفغانية تنهي عمليات البحث عن ناجين من الزلزال
٢٤ يونيو ٢٠٢٢
أوقفت سلطات طالبان الحاكمة في أفغانستان عمليات البحث عن ناجين من الزلزال العنيف الذي ضرب منطقة نائية جنوب شرقي البلاد وتسبب في سقوط أكثر من ألف قتيل. وخبراء يعربون عن دهشتهم من انتهاء عملية الانقاذ انتهت بـ "سرعة".
وقال محمد نسيم حقاني المتحدث باسم وزارة الكوارث لرويترز إن نحو عشرة آلاف منزل دمرت جزئيا أو كليا في الزلزال الذي وقع يوم الأربعاء في منطقة نائية من البلاد، مشيراً إلى أن عمليات الإنقاذ اكتملت في مناطق رئيسية لكنها ما زالت مستمرة في بعض المناطق المعزولة.
ووقع الزلزال الذي بلغت شدته 6.1 درجة في منطقة جبلية قاحلة تتناثر فيها تجمعات سكانية صغيرة على بعد نحو 160 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة كابول قرب الحدود مع باكستان.
وعرقل ضعف الاتصالات وسوء حالة الطرق جهود الإغاثة في بلد يعاني بالفعل من أزمة إنسانية تفاقمت منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس/آب الماضي.
وقال محمد إسماعيل معاوية المتحدث باسم القائد العسكري لحركة طالبان في إقليم بكتيكا الأشد تضرراً إن "عملية الانقاذ انتهت ولا أحد تحت الانقاض".
إلا أن ضابطين متقاغدين في نيبال شاركا في جهود ما بعد زلزال 2015 الذي أودى بحياة 9000 شخص، أعربا عن دهشتهما من أن عملية الإنقاذ توشك على الانتهاء بهذه السرعة، لكن أحدهما أشار إلى أن هذا ممكن إذا كانت معظم المنازل المتضررة صغيرة الحجم.
وبحسب بيانات الحكومة الأمريكية، فإن حصيلة القتلى تجعل هذا الزلزال الأشد فتكاً في أفغانستان منذ عقدين.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة شرفات زمان لرويترز إنه تم إنقاذ نحو ألف شخص بحلول صباح الخميس. وأضاف "وصلت المساعدات الى المنطقة وما زالت مستمرة لكن هناك حاجة للمزيد". فيما قال فريق من رويترز إن بلدة جايان القريبة من مركز الزلزال تعرضت لأضرار كبيرة مع انهيار أجزاء من مبانيها أو سقوطها تماماً.
وكانت المدينة، التي لا يوجد بها سوى الطرق الأساسية، تعج بجنود طالبان وسيارات الإسعاف. وهبطت طائرة هليكوبتر تحمل إمدادات الإغاثة في مكان قريب. وكان حوالي 300 شخص يجلسون على الأرض في انتظار الإمدادات.
ع.ح./و.ب. (رويترز)
زلزال أفغانستان.. "غضب الطبيعة" فوق القهر اليومي للأفغان
شهدت أفغانستان زلزالا مدمرا أدى إلى مقتل وجرح المئات. الزلزال يزيد تعميق أزمة الأفغان الذين يعانون مسبقا مشاكل كبيرة جراء نقص الخدمات والمواد الأساسية، كما يزيد من التحديات على حركة طالبان التي توترت علاقتها بالخارج.
صورة من: AFP/Getty Images
خسائر كبيرة في الأرواح
حسب الحكومة الأفغانية، أكثر من ألف شخص لقوا مصرعهم وجرح أكثر من 600 في شرقي البلاد بسبب زلزال مدمر. رقم الضحايا يبقى مؤقتاً وقد يرتفع أكثر مع وجود أنقاض كبيرة وعدم تقدم عمليات الإنقاذ وقلة المعلومات المتوفرة. بلغت قوة الزلزال 6.1 على مقياس ريشتر، وأدى إلى تدمير قرى بالكامل وطرقات وشبكة الهاتف.
صورة من: Bakhtar News Agency/AP/picture alliance
مقابر جماعية
سكان إقليم باكتيكا يقومون بمحاولة إنقاذ الجرحى وإخراجهم من الركام. رجل اسمه كوسار، فقد والده في الزلزال، صرّح لـDW إنهم استيقظوا ليلة الزلزال الساعة الواحدة صباحا على وقع اهتزاز كبير، وبعدها تحوّل كل شيء إلى غبار. ويتابع أنه تم حفر مقابر جماعية ودفنت فيها الجثث، لافتاً إلى أن الناجين يحتاجون بشدة إلى الغذاء والمأوى.
صورة من: Bakhtar News Agency/AP/picture alliance
صعوبات في الإنقاذ
أرسلت السلطات طائرات مروحية لمحاولة إنقاذ المتضررين ونقل الجرحى. غير أن أفغانستان لا تتوفر سوى على عدد ضئيل للغاية من هذه الطائرات، كما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات جمة في بلد يعاني مسبقا من أزمات كبيرة. ما يزيد من تعميق صعوبات الوصول إلى الضحايا وقوع الزلزال في منطقة جبلية وتأكيد السلطات أنها غير قادرة على الوصول لكل الضحايا.
صورة من: BAKHTAR NEWS AGENCY/REUTERS
تحديات كبيرة لحركة طالبان
طالبت حركة طالبان، التي تحكم افغانستان منذ سيطرتها على كابول الصيف الماضي، المنظمات الدولية بدعم سريع للبلد. الزلزال يمثل تحديا كبيرا للحركة لأجل العمل مع المنظمات الأممية مجددا، خصوصا بعد انقطاع العديد من المساعدات الدولية بسبب العقوبات المفروضة على الحركة ورفض هذه الأخيرة تنفيذ تعهداتها المتعلقة باحترام حقوق الإنسان.
صورة من: Bakhtar News Agency/dpa/picture alliance
الحظ التعيش لسكان الشرق
تقع عدة أجزاء من أفغانستان في منطقة زلزالية نشيطة، وخصوصا منطقة جبال هندوكوش الشرقية التي توجد كذلك في شمال غرب باكستان، حيث وقعت زلازل هناك على مدى العقود الماضية. ما يزيد من عمق المأساة أن البنى التحتية في هذا الجزء من أفغانستان سيئة للغاية، والمنازل المبنية بالطين غير مشيدة بشكل آمن، ما يجعلها عرضة للسقوط.
صورة من: Bakhtar News Agency/dpa/picture alliance
دعم باكستاني رغم التوتر
وعدت باكستان بإرسال المساعدة لجارتها أفغانستان، خصوصا أن الزلزال وقع على الحدود الغربية لباكستان. رغم تأكيد سكان باكستانيين شعورهم بالزلزال في مناطقهم، إلّا أنه لم تسجل حالات وفاة أو سقوط منازل. العلاقة بين باكستان وحركة طالبان ليست وردية حاليا، بسبب اتهام إسلام آباد لكابول بعدم القيام بجهد كبير لمنع هجمات إرهابية تنطلق من أفغانستان على أهداف في باكستان.
صورة من: Saifurahman Safi/XinHua/dpa/picture alliance