1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السلطات الألمانية ومكافحة التجسس عبر الإنترنيت

فولفغانغ ديك/ محمد المزياني ٤ أبريل ٢٠١٣

رصدت أجهزة الاستخبارات الألمانية أكثر من ألف عملية قرصنة في السنة الماضية على أجهزة كومبيوتر لمؤسسات حكومية ألمانية. فمن خلال شبكة الانترنيت تحاول أجهزة استخبارات خارجية التجسس على نشاط المؤسسات الحكومية الألمانية.

ARCHIV - Netzwerkkabel stecken in Berlin in einem Verteiler für Internetverbindungen (Archivfoto vom 11.12.2008). Deutsche Regierungs- und Behördennetze sind zunehmend Ziel ausländischer Spionageangriffe, vor allem aus China. Von Januar bis September dieses Jahres seien rund 1600 Attacken auf Computer und Großrechner festgestellt worden, sagte der Sprecher des Bundesinnenministeriums, Stefan Paris, am Montag (27.12.2010) in Berlin. Zum Vergleich: Im ganzen Jahr 2009 waren es insgesamt 900 Angriffe. Foto: Arno Burgi (zu 4271 vom 27.12.2010) +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture alliance/dpa

غالبا ما تبدو الرسائل الإلكترونية عادية في الشكل والمضمون، ومصدرها عنوان دولي معروف مثل الموضوع المعروض فيها، مثلا أن ُيذكر في الرسالة أن الأمر يتعلق بمؤتمر ينوي متلقي الرسالة الإلكترونية المشاركة فيه، وقد تم تأجيل موعد انعقاده. وهذا الخبر يثير بالطبع فضول متلقي الرسالة الذي يفتحها تلقائيا، ويقرأ بأنه يجب عليه فتح النص المرفق بالرسالة للتعرف على الموعد الجديد لانعقاد المؤتمر وبرنامجه دون أن يدرك بأنه فتح بتلك النقرة برنامجا تجسسيا من الخارج.

وتركز عمليات التجسس عبر الشبكة الإلكترونية على مجالات الطاقة والقطاع المالي والاقتصادي، وكذلك استراتيجيات ألمانيا المنتهجة تجاه بلدان أخرى. ويكشف أخصائيون في أمن الإنترنيت أن الجهات الأكثر استهدافا من قبل عمليات التجسس الخارجي  هو مقر المستشارية الألمانية وأيضا وزارة الخارجية، التي تتلقى كبوصلة معلومات وبيانات مرسلة من عدة مؤسسات أخرى.

وتملك المؤسسات الحكومية الألمانية بالطبع شبكة إلكترونية مستقلة عن شبكة الانترنيت الدولية وشبكة أجهزة كومبيوتر خاصة، لكن تلك الشبكة والأجهزة تبقى متصلة عبر قنوات معينة بالشبكة الإلكترونية العالمية. ويقوم المكتب الاتحادي للأمن الخاص بالتقنية المعلوماتية، - ومقره مدينة بون- بمراقبة تلك القنوات. ويفيد هذا المكتب وأجهزة الاستخبارات الألمانية المختصة أنه رغم حصول أكثر من ألف عملية قرصنة خلال عام 2012، إلا أنه لم تحصل أية "سرقة خطيرة" للمعلومات. ولازالت التحقيقات جارية بشأن عملية قرصنة واحدة، كما أنه تمت قرصنة 10 إلى 15 في المائة من مضمون بيانات.

عمليات القرصنة تستوجب باستمرار تطوير برامج لمكافحة التجسسصورة من: picture-alliance/dpa

ويعلن المكتب الاتحادي للأمن الخاص بالتقنية المعلوماتية أن نوعية الفيروسات المستخدمة في القرصنة تكشف أن غالبية تلك العمليات تنطلق من روسيا والصين اللتين تنفي حكومتيهما الوقوف خلف مثل تلك الأعمال.

وغالبا ما تنطلق القرصنة من الصين التي تركز في هذا النشاط على شبكة الكومبيوترات التابعة لمؤسسات حكومية غربية. وقد جمعت شركات أمريكية مختصة في مكافحة عمليات التجسس عبر الإنترنيت الكثير من المعلومات التي تبرهن على أن الصينيين يجتهدون في هذا المجال. كما أن الخبراء الأمنيين في ألمانيا يعرفون نوعية الأساليب المتبعة في التجسس على النشاط السياسي للحكومات الغربية، إذ ُيذكر أن الجيش الصيني له قسم مختص في عمليات القرصنة. زاندرو غايكين الباحث في تقنية الأمن بجامعة برلين الحرة يقدر أن الجيش الصيني يشغل وحدات تضم 150 ألفا من القراصنة، ويقوم بتجنيد طلبة موهوبين في هذا المجال، ويقول "الصينيون يملكون من الناحية الإستراتيجية والفنية مخططات جيدة ويتوفرون على إمكانيات عمل أقوى من الأمريكيين".

ثغرات في إجراءات مكافحة القرصنة

ويعترف أخصائيو الأمن المكلفين بحماية الوزارات من عمليات التجسس عبر الإنترنيت في ألمانيا أنه لا يمكن توفير حماية كاملة، ولا يمكن التحقق من نجاح عمليات القرصنة الخارجية، لأن القراصنة يجتهدون كثيرا في محو آثارها، إذ يعرف أن بعض عمليات القرصنة التي طالت أجهزة كومبيوتر تابعة لمؤسسات حكومية ألمانية ُنفذت انطلاقا من أجهزة مؤجرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى هذا الأساس يقوم جهاز الاستخبارات الألمانية بإطلاع موظفي الوزارات الألمانية على أساليب القرصنة الخارجية ويقيم دورات تدريبية ليكونوا على استعداد تام للتعرف على محاولات القرصنة والرد عليها. ويقول بوركهارد إيفن مدير قسم مكافحة التجسس لدى جهاز الاستخبارات الألمانية "بما أن القراصنة يبدعون باستمرار في أساليب التجسس، فإن الإجراءات الوقائية لا تتوقف أبدا".

حرب المستقبل بين الدول من أجل الريادة ستكون إلكترونيةصورة من: Fotolia

خطر الأعمال التخريبية قائم 

ويحذر ديرك مايسنير، الخبير في أمن التقنية المعلوماتية أن الحديث يكون كثيرا عن التجسس في إطار التطرق لعمليات القرصنة ونشر الفيروسات مع إغفال جانب مهم وهو "عمليات التخريب التي قد تكون لديها دوافع ابتزازية". ويشير الخبير إلى أنه قد يمكن إجبار شركات على وقف آلات الإنتاج لديها من خلال فيروسات مسربة عبر الكومبيوتر وإرغامها على فدية مالية. كما إنه من المحتمل ابتزاز الحكومات لتبني موقف سياسي محدد عبر تهديدها بنشر أو محو بيانات أو معلومات حساسة لديها.

غير أن خبراء أمنيون وعملاء في أجهزة الاستخبارات الألمانية يستبعدون أن تلجأ أجهزة استخبارات أجنبية إلى هذا النوع من التهديدات أو الابتزاز، لأن الاهتمام بالتعاون مع الاستخبارات الألمانية كبير جدا.

وتفضل سلطات الأمن الألمانية عدم تضخيم تلك السيناريوهات التي تتصور قيام بعض الجهات بهجمات إرهابية عبر الكومبيوت، مثلا لشل عمل شبكة الكهرباء في ألمانيا أو أي بلد أوروبي آخر، وتؤكد هذه السلطات أن أعمال القرصنة على المراكز أو المؤسسات السياسية في ازدياد. وعليه دشن وزير الداخلية الألماني هانس بيتر فريدريش عام 2011 مركزا وطنيا لمكافحة التجسس الإلكتروني يسمح للخبراء الألمان بتنسيق أنشطتهم يوميا في هذا المجال الحساس. وفي هذا السياق يعتقد الكثير من الخبراء أن الحرب الإلكترونية ستكون مستقبلا أخطر من الحروب التقليدية.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW