فرضت السلطات التونسية بداية من ليل أمس الأربعاء وإلى أجل غير مسمى حظر تجول في مدينة قفصة، الواقعة على 450 كم جنوب غربي العاصمة تونس، وذلك على خلفية مواجهات قبلية وصفتها مصادر رسمية بـ"العنيفة".

وأعلنت إذاعة قفصة الحكومية على موقعها في شبكة الإنترنت أنه "تقرر فرض حظر تجول بمدينة قفصة بداية من ليل الأربعاء من الساعة التاسعة ليلا بالتوقيت المحلي إلى الخامسة صباحا". وذكرت أن هذا الإجراء "جاء على خلفية عودة المواجهات العنيفة بين مجموعتين من الشباب (من قبيلتين مختلفتين) وقوات مكافحة الشغب عشية الأربعاء نتيجة إصرار المجموعتين على مواجهة بعضهما بالقوة". وأوضحت أن الشرطة استعملت خلال المواجهات التي تواصلت ثلاث ساعات واستمرت حتى التاسعة من ليل الأربعاء القنابل المسيلة للدموع لتفريق المجموعتين ومنعهما من الاشتباك ببعضهما. وتابعت أن بعض عناصر المجموعتين قامت بـ "حرق حاويات القمامة ووضع حواجز على الطرقات ورشق قوات الأمن الداخلي والحرس الوطني بالحجارة والزجاجات الحارقة".

نعرات قبلية في بعض المناطق الجنوبية تفجر أعمال عنف

وأعلنت وزارة الداخلية في بيان نشرته مساء الأربعاء أن المواجهات "اندلعت يوم الثلاثاء إثر نشوب خلاف بين شخصين (من قبيلتين مختلفتين) خلال اجتماع للجنة حماية الثورة بمدينة قفصة، تطور إلى تبادل للعنف بين مجموعتين". ووفق المصدر نفسه، فقد تجددت أمس الأربعاء المواجهات بين المجموعتين اللتين استعملتا العصيّ والأسلحة البيضاء وتراشقتا بالحجارة. وقال مصدر طبي وشهود عيان إن هذه المواجهات أسفرت عن إصابة نحو 15 شخصا بجراح. فيما أوردت وكالة فرنس برس نقلا عن مصدر طبي أن الاشتباكات أسفرت عن جرح 12 شخصا.

يذكر أن السلطات التونسية اضطرت في أكثر من مناسبة إلى فرض حظر للتجول في بعض مدن ولاية قفصة التي تشهد من حين لآخر أعمال عنف بين القبائل،أو ما يعرف محليا بـ "العروش". وفرضت السلطات في نيسان/أبريل الماضي حظر تجول في مدينة السند (التابعة لولاية قفصة) إثر مقتل طالبين (شاب وفتاة) وإصابة 43 شخصا بجراح في أعمال عنف قبلية بالمدينة. كما فرضت في مايو/أيار الماضي حظرا للتجول بمدينة المتلوي (ولاية قفصة) إثر مقتل أكثر من 10 أشخاص وإصابة 90 بجراح في حادثة مماثلة. وبحسب مراقبين، تكاد ولاية قفصة أن تكون المنطقة الوحيدة في تونس التي تشهد من حين لآخر أعمال عنف على خلفية نعرات قبلية.

(ش.ع / د.ب.أ / رويترز / أ.ف.ب)

مراجعة: عبده جميل المخلافي