اللاجئون القادمون من مناطق الصراع يلزمهم فحص أجهزتهم التنفسية تحسبا لاحتمال إصابتهم بمرض السل الرئوي. ورغم تشخيص عدة إصابات بهذا المرض فإنه ما زال نادر الحدوث في ألمانيا.
إعلان
يحث نحو 100 رجل وامرأة وطفل من اللاجئين الأفغان والسوريين والألبان خطاهم فوق المدرجات المبقعة الأزرق للقاء مع فرانك كونتس الذي ينوي أن يجرى لهم فحوص الرئة للتأكد من سلامتهم من مرض السل. لغة الإشارة هي السائدة هنا، على زجاج الأبواب شارات تدل على وجود معدات تصوير شعاعية لإرشاد الجمع الذي لا يتقن اللغة الألمانية. على مكتبه في برلين يجلس الطبيب كونتس منتظرا وصول الجمع، وعلى يمينه ترتفع شاشة صغيرة عليها صورة لرئتي احد الأشخاص، ويستهل الطبيب البرليني حديثه بالقول" خلال الأسبوع الماضي أخرجنا 6 أشخاص من هذا المكان بسبب الاشتباه بإصابتهم بالسل الرئوي، وقد نقلوا من هنا إلى مستشفيات العزل لغرض إتمام فحوصاتهم وعلاج إصاباتهم إن وجدت".
خلال عام 2015 ارتفع عدد الإصابات بمرض السل الرئوي بنسبة 30% مقارنة بالعام الذي سبقه، أحد أسباب هذا الارتفاع المفاجئ هو بلا شك ألوف اللاجئين القادمين من مناطق عاشوا فيها ظروف حياة صعبة تفتقد إلى النظافة، والدفء والغذاء الجيد، وهي أهم عناصر الوقاية من الإصابة بمرض السل.
مأساة اللاجئين السوريين على الحدود التركية
يواجه آلاف اللاجئين ظروفا صعبة جدا على الحدود السورية - التركية، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، وهم ينتظرون أن تسمح لهم السلطات التركية بالدخول. ويعاني اللاجئون في منطقة أعزاز من البرد والجوع .
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
يحتشد عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين على الجانب السوري من الحدود التركية المغلقة في العراء رغم البرد القارس، بعد هروبهم من المعارك الدائرة في حلب، بانتظار السماح لهم بدخول تركيا.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
وصل نحو ثلاثين ألف سوري، معظمهم من النساء والأطفال يحملون بعض الأمتعة التي جمعوها على عجل إلى الحدود، وتجمعوا في بلدة باب السلامة الحدودية حيث عملت منظمات غير حكومية على تنظيم توجيههم إلى بعض المخيمات الموجودة في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
مع امتناع الحكومة التركية عن السماح بدخول اللاجئين إلى أراضيها، وسعت المنظمات غير الحكومية التركية والسورية والدولية قدرات الاستقبال في المخيمات الثمانية المنتشرة حول أعزاز.
صورة من: picture alliance/AA/M. Etgu
كل يوم تجتاز شاحنات مؤسسة الإغاثة الإسلامية، المقربة من حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، والهلال الأحمر التركي الحدود مع سوريا لتوزيع الخيام والأغطية والماء والأغذية على النازحين من محافظة حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
"نحن نعاني من الجوع والبرد، الناس يموتون على الطريق" هكذا صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية عائلات سورية في منطقة أعزاز.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/IHH
مؤسسة الإغاثة التركية قالت إنها أقامت مخيما جديدا، يمكنه استيعاب عشرة آلاف شخص. وقال سركان نرجيس المتحدث باسم المؤسسة لوكالات الأنباء "هدفنا هو توفير المساعدات للناس داخل الأراضي السورية. نحن نوفر يوميا الطعام لعشرين ألف سوري".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
نائب رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك صرح لوكالة الأنباء الفرنسية "انهم مدنيون يخشون أن يذهبوا ضحية مجزرة"، مشيرا إلى القصف الجوي الروسي الكثيف والهجوم الذي ينفذه الجيش السوري. وأضاف "الخوف ينتشر بسرعة كبيرة بين السكان".
صورة من: picture-alliance/AA/F. Aktas
رغم البرد القارس، لم تتمكن سوى مجموعة صغيرة من عبور مركز اونجو بينار التركي، بعد قصف استهدف بلدة أعزاز على بعد بضعة كيلومترات من المركز الحدودي.
صورة من: Imago/Zuma
رغم الجهود الدولية، لا يزال اللاجئون يواجهون ظروفا شديدة الصعوبة، الأمر الذي دفع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى الإعراب عن "صدمتها" خلال زيارتها لأنقرة الاثنين.
صورة من: Reuters/O. Orsal
9 صورة1 | 9
إلا أنّ الخبراء في معهد روبرت كوخ في برلين يقللون من احتمال انتقال المرض إلى السكان بسبب توفر شروط الحياة الجيدة التي تقي الناس من الإصابة بهذا المرض. ورغم أن فحوصات جرت على 1250 لاجئا، فإن 400 منهم فقط ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالمرض.
وفي حديث مع مراسل وكالة الأنباء الألمانية يقول نائب رئيس اللجنة المركزية الألمانية لمكافحة مرض السل ومقرها برلين " من غير المحتمل أن يصاب من هو مثلك أو مثلي بهذا المرض، لكن شرائح المجتمع الأضعف قد يصيبها الداء الوبيل، ومنها كبار السن، المشردون، المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة، المدمنون على المخدرات، وبالطبع اغلب اللاجئين القادمين من مناطق تنتشر فيها إصابات السل".