هناك أمراض خطيرة مثل بعض أنواع السرطانات، تسبب آلاما مبرحة تصل إلى مرحلة لا يمكن تخفيفها إلا بمسكنات قوية جدا بل وحتى استخدام بعض أنواع المخدرات. لهذا أقرت الحكومة الألمانية مشروع قانون يسمح باستخدام القنب لأسباب طبية.
إعلان
وافقت الحكومة الألمانية على تخفيف القيود على استخدام القنب في علاج الأمراض الخطيرة اعتبارا من بداية العام المقبل إذا لم تتوفر لدى المرضى خيارات علاجية أخرى.
ووفقا لمسودة القانون المتوقع أن يبدأ تنفيذه في ربيع العام القادم 2017 ستباع زهور القنب المجففة ومستخلصاتها في الصيدليات بالوصفة الطبية وستغطي أنظمة الرعاية الصحية تكاليف هذا العلاج.
ومن دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي أجازت تعاطي القنب لأغراض طبية إيطاليا وجمهورية التشيك. في حين تجرم بعض الولايات الأمريكية تعاطي القنب.
وحتى الآن ليس بوسع الألمان الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل السرطان والإيدز والشلل الرعاش الحصول على القنب إلا بموافقة خاصة، كما أنهم يتحملون تكاليف الحصول على هذه النبتة المخدرة.
وقال وزير الصحة الألماني هيرمان غروهه في بيان: "هدفنا هو علاج أصحاب الأمراض الخطيرة بأفضل طريقة ممكنة."وستقيم الحكومة مزارع خاصة لزراعة القنب تحت إشرافها وستستورد ما تحتاجه في الوقت الحالي.
لكن السماح بالاستخدام الطبي للقنب لا يعني السماح بانتشاره واستهلاكه للنشوة، حسب ما أعلنته مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون المخدرات مارلينر مورتلر التي أضافت بأن "القنب ليس مادة غير مضرة، لهذا يجب عدم السماح باستهلاكه للمتعة فقط".
وتتوقع شركة آي.بي.آي.اس وورلد لبحوث السوق أن يزيد حجم مبيعات الماريوانا للأغراض الطبية إلى 13.4 مليار دولار عام 2020 من 3.6 مليار في عام 2015.
ع.ج/س.ك (رويترز)
المخدرات في تاريخ ألمانيا.. بين الاستخدام العسكري والطبي
حسب المرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان ينفق الأوروبيون أكثر من 24 مليار يورو سنويا على المخدرات. وشهد تاريخ أوروبا توظيفا للمخدرات في الطب والحربين العالميتين الأولى والثانية. فيما يلي جرد لبعض الأمثلة في ألمانيا.
خلال هجومه على بولندا عام 1939 وفرنسا عام 1940، أجبر هتلر جنوده على تناول مخدر "الميثامفيتامين". ووُزعت عليهم 35 مليون قطعة من حبوب هذا المخدر.
صورة من: picture-alliance/dpa-Bildarchiv
رغم أن أحد الكميائيين اليابانيين كان السباق إلى تطوير سائل الميثامفيتامين، غير أن باحثين ألمان حولوه إلى أقراص عام 1937، وصار يستخدم أيضا لأغراض طبية باسم ميث كريستالي لعلاج فرط الحركة والسمنة وضعف التركيز.
يسود اختلاف في الرأي بين المؤرخين حول ما إذا كان أدولف هتلر مدمنا ًعلى المخدرات أم لا. ففي وصفات طبيب هتلر الخاص ورد حرف X باستمرار. ويرجح البعض أنه رمز لدواء من مخدر الميثامفيتامين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Fine Art Images
يعود تداول المخدرات في ألمانيا كدواء لفترة ما قبل هتلر. ففي نهاية القرن الـ19 أطلقت شركة أدوية ألمانية إعلانا بشعار "تخلص من السعال باستعمال الهيروين".
يرتبط اسم فيليكس هوفمان باختراعه للأسبرين، لكنه كان أيضاً أول من استعمل الهيروين في الطب، وبالضبط من نبتة خشخاش المنوم عبر مزجه بحمض الخليك. وفي عام 1971 أصبح الهيروين محظورا في ألمانيا.
في عام 1862 بدأت شركة "دارمشتات" في إنتاج دواء من الكوكايين كمخدر لأطباء العيون، بفضل عالم الكيمياء الألماني ألبرت نيمان الذي استخلص الدواء من أوراق نبتة الكوكا.
صورة من: Merck Corporate History
عالم النفس سيغموند فرويد استهلك بدوره الكوكايين لأغراض علمية. وكشف فرويد في بعض المخطوطات عن مختلف تأثيرات الكوكايين بنوع من الإعجاب.
صورة من: Hans Casparius/Hulton Archive/Getty Images
استهلاك المخدرات لا يقتصر على ألمانيا بل يشمل جميع بلدان العالم. وحسب الأمم المتحدة فقد توفي 190 ألف شخص في عام 2013 بسبب المخدرات.