دراسة أمريكية جديدة وطويلة الأمد تشير إلى ارتباط بين عامل السمنة المفرطة وارتفاع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك بالمقارنة مع النساء صاحبات الوزن العادي.
إعلان
أظهرت دراسة تحليلية كبيرة أن النساء اللواتي يعانين من الوزن الزائد أو السمنة تتزايد احتمالات إصابتهن بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث مقارنة بالنساء ذوات الوزن العادي. وتوصل الباحثون إلى أن خطر الإصابة بالسرطان يرتفع مع زيادة الوزن. كما أن النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة تزيد احتمالات إصابتهن بالنوع الأكثر شيوعاً من سرطان الثدي وأنواع أخرى أكثر تقدماً بنسبة 86 في المائة.
وأشارت الباحثة ماريان نيهاوزر، المشرفة على الدراسة في برنامج الوقاية من السرطان بمركز أبحاث فرد هاتشنسون في سياتل، إلى أن الصلة بين سرطان الثدي والوزن الزائد ظهرت في دراسات سابقة، ولكن من المهم تأكيد مثل هذه العلاقة خصوصاً بالنسبة لعامل متغير مثل الوزن، لأنه "يشير إلى أن النساء قادرات على فعل شيء بخصوصه".
نصائح ذهبية للوقاية من أمراض السرطان
إصابة الإنسان بالسرطان لا تعود دائما إلى الجينات الوراثية، بل إن أغلب أمراض السرطان تنتج عن عادات وممارسات سيئة. فيما يلي قائمة بسبعة أشياء، إذا ما تجنبها الإنسان فإنه يخفض من احتمال إصابته بالسرطان بنسبة كبيرة.
صورة من: Colourbox
توقف عن التدخين
التدخين هو عدو الإنسان الأول، إذ يعد سببا رئيسيا للإصابة بأمراض السرطان. نحو 22 بالمائة من حالات الوفاة بسبب السرطان في العالم هي بسبب التدخين. وتكمن خطورة التدخين في أن الشخص المدخن يستنشق أكثر من 500 مادة كيميائية تزيد نسب الإصابة بالسرطان. ولا يقتصر الخطر على استنشاق التبغ فحسب، بل حتى الأنواع التي تُمضغ تسبب أضرارا جمّة. كما أن غير المدخنين من المستنشقين للدخان يتعرضون لخطر الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia/nikkytok
تجنب الفيروسات المعدية
يعتقد الكثير من الناس أن السرطان لا ينتقل بعدوى أو عن طريق اللمس. لكن هناك بعض أنواع السرطان التي تنتقل عبر الفيروسات، مثل الفيروس المسبب لسرطان عنق الرحم وسرطان الكبد. الفيروسات والبكتيريا المعدية تسبب نحو 22 بالمائة من حالات الوفاة بأمراض السرطان في العالم الثالث، و6 بالمائة في البلدان المتطورة، وهي بذلك لا تقل خطرا عن التدخين.
صورة من: picture-alliance/dpa
الابتعاد عن أشعة الشمس
أشعة الشمس مهمة للإنسان وتساهم في إنتاج نحو 90 بالمائة من فيتامين "د". هذا الفيتامين يقوي الجسم ويقيه من عدة أمراض خطيرة كالسرطان وهشاشة العظام. لكن التعرض المفرط لأشعة الشمس له أضراره الخطيرة أيضا، إذ تسبب الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس حروقا للجلد وترفع نسب الإصابة بسرطان الجلد. ولا ينصح بتعريض الجسم لأشعة الشمس في أوقات الظهيرة، فيما ينصح بدهن الجسم بكريمات تقي الجلد من أشعة الجسم.
صورة من: dapd
تجنب السمنة
السمنة يعدها بعض العلماء وباء العصر، لأنها في انتشار سريع وتزيد من خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان، كسرطان القولون والصدر والرحم والكلى والمريء والبنكرياس والكبد. وتتضاعف نسب الإصابة بالسرطان عند الرجال والنساء بسبب السمنة. لذلك ينصح بتناول معتدل للمواد الغذائية واتباع حمية أو رياضة أو نشاطات جسدية للتخلص من الدهون الزائدة.
صورة من: AFP/GettyImages/M. Ralston
تقليل تناول الكحول
وجدت دراسة طبية حديثة أجراها الصندوق العالمي لأبحاث السرطان أن شرب ثلاثة كؤوس من الكحول يومياً، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. كما أن تناول الكحول يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان المستقيم والقولون. فيما ذكرت دارسة ألمانية أن نحو 10 بالمائة من حالات السرطان في أوروبا لدى الرجال و3 بالمائة لدى النساء تعود إلى التناول المفرط للكحول.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online
تجنب العيش في أجواء ملوثة
تلوث الجو يلعب هو الآخر دورا في الإصابة بأمراض السرطان المختلفة. وينجم تلوث الهواء في الغالب عن المواد العادمة المنبعثة من وسائل النقل ومولدات الطاقة والمصانع وتدفئة المنازل، التي تسبب مخاطر على صحة الإنسان، وتحديداً على الجهاز التنفسي والقلب. ويلقى مئات آلاف الأشخاص في العالم حتفهم سنويا بسبب سرطان الرئة الناجم عن تلوث الهواء. فيما ترتفع نسبة الإصابة بأمراض السرطان إلى الضعف في المناطق الملوثة.
صورة من: Prakash Singh/AFP/Getty Images
الفحص الطبي المستمر
تجنب أسباب الأمراض لا تجعل الإنسان بمأمن دائم منها، لأن هناك بعض أنواع ألسرطان التي تنتقل عبر الجينات أو تتكون بسبب المحيط الحياتي للإنسان، ولا يمكن للإنسان التحكم بها. وكل ما يستطيع الشخص عمله هو التعرف المبكر على أمراض السرطان واتخاذ طرق علاج ناجعة لها، قد تقيه من مخاطرها أو قد تقضي على هذه الأمراض بالكامل. وخاصة أن أجهزة الطب الحديثة أصبحت متطورة ويمكنها الكشف مبكرا عن الخلايا السرطانية.
صورة من: Colourbox
7 صورة1 | 7
وفي الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "جاما" لعلم الأورام، حلل الباحثون معلومات جمعوها من دراسة طويلة الأمد وواسعة النطاق أجرتها مبادرة صحة النساء. وفحص الباحثون معلومات عن 67 ألف و142 امرأة من أنحاء الولايات المتحدة تتراوح أعمارهن بين 50 و79 عاماً في فترة ما بعد انقطاع الطمث وتتبعوا أحوالهن الصحية على مدى 13 عاماً.
وقسمت النساء في الدراسة إلى أربع مجموعات وفق معدل أوزانهن نسبة إلى الطول. وفي الإجمالي، أصيبت 3388 منهن بالسرطان بحلول 2010. كما شخصت إصابة حوالي خمسة في المائة من النساء في كل مجموعة بسرطان الثدي خلال فترة الدراسة، بالإضافة إلى ملاحظة ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان مع ازدياد الوزن.
وازدادت مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة خلال الدراسة مقارنة بالنساء ذوات الوزن العادي. وخلص الباحثون إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الأكثر سمنة، خصوصاً النوع الذي يغذيه هرمونا الإستروجين والبروجسترون، كانت أكثر بنسبة 86 في المائة مقارنة بالنساء ذوات الوزن العادي.
وقالت نيهاوزر: "أعتقد أن من المهم الإشارة إلى أن هذه النتيجة لا تعتبر حكماً نهائياً على (عامل) خسارة الوزن"، مشددة على ضرورة إجراء دراسة تجريبية تظهر فعلاً ما إذا كان خفض الوزن يقلل بدوره مخاطر الإصابة بالسرطان وما إذا كان عاملاً مساعداً.
من جانبه، قال الدكتور كليفورد هوديز لوكالة رويترز إن النتائج الجديدة "بمثابة تنبيه من احتمال وقوع الضرر بمجرد زيادة الوزن". ويتولى هوديز رئاسة القسم الطبي المتخصص بأمراض الثدي في مركز سلون كترنج التذكاري للسرطان في نيويورك.
وأشار هوديز، الذي شارك في كتابة افتتاحية أرفقت بالدراسة الجديدة، إلى أنه يتعين اكتشاف سبب زيادة مخاطر السرطان المرتبطة بزيادة الوزن حتى يمكن التوصل إلى الحلول. وأوضح هوديز: "للأسف فإن زيادة الوزن والسمنة مشكلة متنامية في الدول الغربية. إنها تمثل تحدياً لقطاع الصحة العامة".