1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

السودان - إطلاق للنيران يفسد بدء الهدنة

١٨ أبريل ٢٠٢٣

واصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاشتباكات رغم بدء الهدنة التي ضغطت الولايات المتحدة على الطرفين لإقرارها، وسط مخاوف من كارثة في القطاع الصحي، فيما هاجم مقاتلون عمال إغاثة ومستشفيات ودبلوماسيين.

تصاعد الدخان مع استمرار الاشتباكات في العاصمة السودانية في 17 أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع
تصاعد الدخان على إثر القصف الجوي والمعارك الدائرة بين الطرفين في الخرطومصورة من: Mahmoud Hjaj/AA/picture alliance

أفسد إطلاق كثيف للنيران هدنة لمدة 24 ساعة في السودان بعد قليل من بدء سريانها تحت وطأة ضغوط أمريكية على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية لوقف القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية.

وتردد دوي إطلاق كثيف للنيران في خلفية بث مباشر لقنوات تلفزيونية عربية من الخرطوم بعد دقائق من السادسة مساء بالتوقيت المحلي (16:00 بتوقيت غرينتش)، وهو التوقيت المتفق عليه لبدء سريان وقف إطلاق النار.

طائرات حربية وانفجارات

وسُمع دوي إطلاق نار في أنحاء الخرطوم في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء (18 أبريل/نيسان 2023) مصحوبا بأصوات طائرات حربية وانفجارات. وأفاد سكان في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للعاصمة بوقوع ضربات جوية هزت المباني وإطلاق نيران مضادة للطائرات. وقالت الأمم المتحدة إن القتال اندلع أيضاً في غرب البلاد.

وفي مقطع مصور تحققت منه رويترز، ظهر مقاتلون من قوات الدعم السريع داخل قسم من مقر قيادة الجيش في الخرطوم. وقال مراسل لرويترز في العاصمة إن المقاتلين لم يسيطروا على ما يبدو على الموقع المترامي الأطراف.

وقالت نقابة أطباء السودان الثلاثاء إنّه تمّ "قصف مستشفى الشعب بالطيران"، موضحة أنّ القصف أصاب "المبنى الإداري ومبنى الحوادث وصهريج المياه وسكن الممرضات بمستشفى ابن سينا الجامعي". وأضافت أنّه "تم الاعتداء علي العديد من المرافق الصحية في العاصمة الخرطوم و الأقاليم وخروج بعضها من الخدمة وإغلاق البعض الآخر".

وكانت الطائرات الحربية تحلق في سماء الخرطوم وسمع مراسل لرويترز دوي نيران دبابات بعد وقت قصير من بدء الهدنة، وقال أحد السكان لرويترز إنه سمع ضربة جوية في أم درمان، على الضفة الأخرى للنيل المواجهة للخرطوم. وأفاد العديد من الشهود أن قوة برية كبيرة تابعة للجيش دخلت المدينة من الشرق.

تبادل للاتهامات

وأصدر الجيش وقوات الدعم السريع بيانين تبادلا فيهما الاتهامات بعدم احترام وقف إطلاق النار. وقالت القيادة العامة للقوات المسلحة إنها ستواصل عملياتها لتأمين العاصمة والمناطق الأخرى.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في إفادة صحفية في نيويورك "لم نتلق أي مؤشرات هنا على توقف القتال".

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت على تويتر صباح الثلاثاء "الموافقة من جانبها" على مقترح دولي بالالتزام بهدنة إنسانية لمدة 24 ساعة اعتباراً من عصر الثلاثاء في الساعة 16:00 ت غ، لكنّ الجيش قال في تغريدة إنّ "لا علم له" بأيّ هدنة.

ومساء الثلاثاء أكّد الجيش في بيان أنّه "تمّ عرض مقترح هدنة من أطراف دولية لمدة 24 ساعة للنواحي الإنسانية وافقت عليها القوات المسلّحة، إلا أنّ مليشيا التمرّد لم تلتزم بها ولم تتوقف مناوشاتهم" ولا سيّما في محيط القيادة العامة للقوات المسلّحة ومطار الخرطوم.

واندلعت المعارك بعد خلافات بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو الملقّب بـ"حميدتي" بشأن خطة دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظامي، وهو شرط أساسي لاتفاق نهائي يهدف لطي صفحة أزمة تعيشها البلاد منذ انقلاب 2021 الذي أخرج عملية الانتقال الديموقراطي عن مسارها.

ويصرّ الطرفان على أنهما يسيطران على مواقع رئيسية تشمل المطار والقصر الرئاسي، وهو أمر لا يمكن التحقّق من صحته بشكل مستقل.

مستقبل غامض للمرحلة الانتقالية

وعرقل الصراع، الذي اندلع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع قبل أربعة أيام، خطة مدعومة دولية للانتقال نحو حكم مدني بعد أربعة أعوام على الإطاحة بنظام الحكم الاستبدادي لعمر البشير في أعقاب احتجاجات شعبية وبعد عامين على انقلاب عسكري.

وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في كارثة إنسانية من بين جوانبها الانهيار الوشيك للنظام الصحي في البلاد. وعلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عملياته في أعقاب مقتل ثلاثة من موظفيه. وأسفرت المواجهات عن مقتل ما لا يقل عن 185 شخصاً في أنحاء البلاد.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي جرى تشكيله بعد عزل البشير عام 2019 وأعيد تشكيله بعد انقلاب عسكري عام 2021، بينما يشغل حميدتي منصب نائب رئيس المجلس.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن متحدثا في اليابان اليوم إنه اتصل هاتفياً بكل من القائد العام للقوات المسلحة السودانية الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا باسم حميدتي، ودعاهما إلى وقف إطلاق النار "للسماح للسودانيين (المدنيين) بالعودة الآمنة إلى أسرهم" وتوفير فرصة لهم لالتقاط الأنفاس.

وبدا أن القتال كان يهدأ مع اقتراب موعد وقف إطلاق النار الذي يتزامن مع موعد الإفطار اليومي خلال شهر رمضان.

تقارير عن اعتداءات جنسية

هاجم مقاتلون عمال إغاثة ومستشفيات ودبلوماسيين، بما في ذلك سفير تابع للاتحاد الأوروبي تعرض لاعتداء في مقر إقامته.

وقال مارتن جريفيث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة اليوم الثلاثاء إن استهداف موظفي المساعدات الإغاثية والمنشآت الخاصة بعمليات الإغاثة في السودان لا يزال مستمراً، مضيفاً أن الأمم المتحدة تتلقى تقارير عن تعرض موظفي الإغاثة لهجمات واعتداءات جنسية. وقال في منشور على تويتر "هذا غير مقبول ويجب أن يتوقف"، مضيفا أن مكتب الأمم المتحدة للمساعدات في جنوب دارفور تعرض للنهب أمس الاثنين.

 

وقال بلينكن إن موكبا أمريكيا تعرض لهجوم على الرغم من أن المركبات كانت تحمل لوحات دبلوماسية وترفع الأعلام الأمريكية. وأضاف أن التقارير الأولية تشير إلى أن الهجوم الذي وقع أمس الاثنين شنته فيما يبدو عناصر مرتبطة بقوات الدعم السريع، واصفا الحادث بأنه "طائش". وقال إن جميع الأمريكيين في الموكب لم يصابوا بأذى في الحادث.

ع.ح./ف.ي. (أ ف ب ، رويترز) 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW