السودان- اتفاق بعودة حمدوك لرئاسة الحكومة والمظاهرات متواصلة
٢١ نوفمبر ٢٠٢١
توقيع اتفاق سياسي في الخرطوم يعيد عبد الله حمدوك لرئاسة الوزراء واطلاق سراح المعتقلين. ومحتجون يواصلون مظاهراتهم في الشوارع وأمام القصر الجمهوري ضد "حكم العسكر".
إعلان
وقع قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء المعزول عبد الله حمدوك اتفاقا سياسيا يعيد الأخير إلى منصبه ويلغي قرار الأول باعفائه الشهر الماضي، حسب ما نقل التلفزيون الرسمي.
وشمل الاتفاق السياسي الذي تمّ توقيعه في القصر الجمهوري بوسط العاصمة السودانية، الافراج عن جميع المعتقلين السياسيين والعمل على قيام جيش سوداني موحد.
ونص الاتفاق على العمل على بناء جيش موحد، وأن يكون "مجلس السيادة هو المشرف على الفترة الانتقالية.. دون التدخل المباشرة في العمل التنفيذي". كما تضمن إعادة هيكلة لجنة تفكيك نظام عمر البشير مع مراجعة أدائها، إلى جانب التأكيد على أن الوثيقة الدستورية لعام 2019 وتعديلها 2020 هي المرجعية الأساسية لاستكمال الفترة الانتقالية.
وأكد حمدوك أنه وقع على الاتفاق السياسي اليوم الأحد لـ "حقن دماء الشعب وتوفير طاقات الشباب للبناء والتعمير". وقال في كلمة، بعد التوقيع، قال إن الاتفاق يهدف إلى استعادة مسار المرحلة الانتقالية لتحقيق الديمقراطية، فضلا عن الحفاظ على مكتسبات العامين الماضيين في كل من السلام والاقتصاد. وتقدم بالشكر لكل من شارك في جهود الوساطة خلال الفترة الماضية.
من جهته قال قائد الجيش السوداني البرهان إنه يهدف إلى شراكة قوية مع جميع الأحزاب السياسية مستقبلاً باستثناء حزب المؤتمر الوطني.
وكان البرهان أعلن في 25 تشرين أول/أكتوبر الماضي فرض حالة الطوارئ في السودان وحلّ مجلسي السيادة والوزراء. أعقب ذلك توترات واسعة والكثير من محاولات الوساطة لاستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.
اطلاق غازات مسيلة للدموع على متظاهرين
تزامنا مع ذلك، انطلقت الأحد مظاهرات في شوارع العاصمة الخرطوم، أطلقت خلالها الشرطة الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين الذين خرجوا دعماً للحكم المدني على الرغم من الاتفاق الذي تمّ التوصل اليه بين عبد الله حمدوك رئيس الوزراء والفريق عبد الفتاح البرهان.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "يسقط يسقط حكم العسكر"، قرب القصر الجمهوري بوسط العاصمة.
من جهتها قالت قوى الحرية والتغيير في السودان، تحالف المعارضة المدني الرئيسي في البلاد، في أول تعقيب على عودة رئيس الوزراء المعزول إلى منصبه، إنها "ليست معنية بأي اتفاق سياسي مع الجيش". وأضافت القوى أن التظاهرات الحاشدة الرافضة لاستيلاء الجيش على السلطة الشهر الماضي مستمرة.
م.س/ و. ب ( رويترز، د ب أ، أ ف ب)
السودان.. انقلاب عسكري يعصف بالانتقال الديمقراطي
منذ اندلاع الثورة السودانية في ربيع 2019 شهد السودان تجاذبات بين القوى المدنية والعسكر. الرهان كان على المرحلة الانتقالية التي شهدت بدورها صراعات قوية تبدو أن ذروتها سجِّلت في ليلة انقض فيها العسكر على مكتسبات الثورة.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
اعتقالات بالجملة
منذ فجر الاثنين 2021.10.25، تتوالى تقارير إعلامية من السودان تفيد باعتقال الجيش لعددٍ من الوزراء وسياسيين بارزين من بينهم قيادات "قوى الحرية والتغيير" المظلة المدنية التي قادت انتفاضة شعبية أطاحت بنظام الجنرال عمر حسن البشير 2019.04.11. رئيس الوزراء عبد اللّه حمدوك ذُكر في البداية إنه وضع تحت الإقامة الجبرية، وأكدت وزارة الثقافة والاعلام أنه نُقل بدوره إلى مكان مجهول بسبب "رفضه تأييد الانقلاب".
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
متمردون سابقون
قائمة المعتقلين حسب وسائل الإعلام تطول تباعا لتشمل أيضا ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وفق ما نشر حسابه على تويتر. وكانت جماعته المتمردة قد وقعت اتفاق سلام في 2020 مع السلطات الانتقالية متعهدة بالاندماج في الجيش. وعمل ياسر عرمان مؤخرا كمستشار لعبد الله حمدوك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
إعلاميون وصحفيون
الاعتقالات طالت أيضا إعلاميين وصحفيين، فقد اقتحمت قوات عسكرية مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، واحتجزت عدداً من العاملين. فيما تمّ قطع الانترنت، في وقت تواترت فيه تقارير عن توجه عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي إلى تعليق العمل بالوثيقة الدستورية التي تنظم المرحلة الانتقالية في البلاد.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
إعلان طلاق
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن الاثنين(2021.10.25) فرض حالة الطوارئ في السودان وحل مجلسي السيادة والوزراء. كما أعلن تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين، وإنهاء عمل ولاة السودان، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام. وزارة الإعلام السودانية وصفت إجراءات البرهان بأنها "انقلاب عسكري".
صورة من: picture-alliance/AA
غضب وإنزال أمني
على الفور خرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق الإطارات، كما تم نشرت قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة الخرطوم.
صورة من: REUTERS
دعوات للخروج إلى الشارع
مباشرة بعد الاعتقالات دعت القوى الثورية وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، في حسابه على فيسبوك، إلى "الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم". رئيس الوزراء حمدوك بدوره طالب بـ "احتلال الشوارع دفاعاً عن الثورة". ذات الدعوات أطلقها أيضا حزبا "الأمة" و"الشيوعي".
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP via Getty Images
ردود فعل دولية
اجتمعت القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن ما حدث في السودان فجر الاثنين انقلاب "مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، وغير مقبول على الإطلاق"، كما جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي هدّد بوقف المساعدات إلى السودان.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Arboleda
قلق على مستقبل السودان
قلق بالغ على مستقبل السودان شددت عليه تصريحات مسؤولين من الأمم المتحدة ودول غربية وسط مطالبات حثيثة إلى إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. الاتحاد الأوروبي دعا إلى الإفراج عن قادة السودان المدنيين وشدد على وجوب "تجنّب العنف وسفك الدماء"، من جهته دعا الإتحاد الأفريقي إلى "الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والإعلان الدستوري".
صورة من: Giscard Kusema
انقلاب بعد انقلاب
الانقلاب الجديد جاء بعد أربعة أسابيع عن محاولة انقلاب فاشلة لم تفهم تفاصيله بعد. وبعد يومين من تظاهرات حاشدة نزل فيها عشرات الآلاف من السودانيين إلى شوارع المدن، دعماً لانتقال كامل للحكم إلى المدنيين، فيما كان أنصار العسكر يواصلون اعتصاماً أمام القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم منذ السبت الماضي، في مؤشر على الانقسام المهيمن على المشهد.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
مآل الثورة؟
المشهد اليوم يوحي بنهاية اتفاق 2019، حين وقّع العسكريون والمدنيون الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالرئيس البشير، اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجبه، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة. غير أن الشروخ اتسعت بين فريق يسعى إلى عودة العسكر إلى الحكم وفريق آخر يريدها "مدنية..مدنية". و.ب