السودان: اتفاق على تشكيل مجلس سيادي يضم مدنيين وعسكريين
٢٧ أبريل ٢٠١٩
سادت أجواء إيجابية السودان إثر آخر اجتماع بين قادة الاحتجاجات والمجلس العسكري الانتقالي. قيادي في المعارضة ذكر أن الطرفين اتفقا على تشكيل "مجلس سيادي مشترك"، إلا أن تحديد نسب المدنيين والعسكرين في المجلس لم يحسم بعد.
إعلان
اتّفق قادة الاحتجاجات والجيش السوداني السبت (27 نيسان/ أبريل 2019) على تشكيل "مجلس سيادي مشترك" يضمّ مدنيين وعسكريين، وذلك خلال اجتماع عُقِد بين الطرفين بناءً على طلب المتظاهرين الذين يُطالبون بنقل السّلطة إلى المدنيّين، بحسب ما أفاد قيادي في المعارضة.
وقال أحمد الربيع الذي شارك في المحادثات لوكالة فرانس برس "اتفقنا على مجلس سيادي مشترك بين المدنيين والعسكريين". وأضاف "الآن المشاورات جارية لتحديد نسب المدنيين والعسكريين في المجلس".
وفي حين لم يصدر تأكيد من المجلس العسكري على هذا الاتفاق حتى ساعة إعداد هذا الخبر، إلا أن المتحدث باسمه شمس الدين كباشي كان قد أبدى تفاؤله بالوصول إلى مثل هذا الاتفاق. ويرى بعض المراقبين أن تحديد نسب المدنيين والعسكريين سيخضع لمفاوضات ومساومات، إلا أن مجرد الإعلان عن الاتفاق على تشكيل "مجلس سادي مشترك" يعتبر انتصارا للمتظاهرين والمعتصمين ومن خلفهم "تحاف قوى الحرية والتغير" المعارض.
وجاء هذا الاتفاق إثر اجتماع مشترك بين ممثلي المجلس العسكري الانتقالي في السودان و"تحالف قوى الحرية والتغيير" للتشاور حول الرؤية المتعلقة بترتيبات الفترة الانتقالية في البلاد في وقت سابق اليوم. ووصف تحالف قوى الحرية والتغيير (تحالف المعارضة)، الاجتماع في مؤتمر صحفي بأنه كان إيجابيا.
وقال أيمن نمر، وهو مفاوض من قوى إعلان الحرية والتغيير المعارض، السبت بعد المحادثات مع المجلس العسكري الحاكم إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل مجلس جديد يدير عملية الانتقال في البلاد. وأضاف نمر "اليوم تقدمنا بخطوات إيجابية ونتوقع التوصل لاتفاق مرض لكل الأطراف". وتابع قائلا "نتوقع أن نستلم خلال ساعات رد المجلس العسكري بخصوص تكوين مجلس السيادة".
وكان المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي شمس الدين كباشي قال من جانبه إن المفاوضات مع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير "تمت بشفافية." وأضاف "بإذن الله ستستمر المباحثات مساء هذا اليوم ومتفائلون كثيرا بالوصول إلى نتيجة نهائية وإعلانها للشعب السوداني في أقرب وقت".
وأقال المجلس العسكري الانتقالي بعض المسؤولين السابقين واعتقل البعض الآخر وأعلن إجراءات لمكافحة الفساد ووعد بأن يسلم السلطة التنفيذية لحكومة مدنية لكنه أشار في السابق إلى أن السلطة السيادية ستظل في يده.
وسبق أن عقد قادة المتظاهرين عدّة جولات مباحثات غير مثمرة مع المجلس العسكري منذ إزاحة الجيش في 11 نيسان/ أبريل الرئيس عمر البشير عن الحكم في أعقاب أربعة اشهر من الاحتجاجات. ووافق الطرفان في وقت سابق خلال الأسبوع الماضي على إنشاء لجنة مشتركة لإعداد خارطة طريق للمرحلة المقبلة.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، رويترز، أ ف ب)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟