السودان: احتجاجات رغم حظر التجول والغرب يدعو لحكومة مدنية
١١ أبريل ٢٠١٩
في خطوة قد تتسبب بالاصطدام سريعاً بالمحتجين، فرض الجيش السوداني حظر تجول ليلي وحذر من عدم الالتزام به. بيد أن الآلاف واصلوا اعتصامهم رغم القرار. في المقابل دعت واشنطن وبروكسل إلى نقل السلطة سريعاً إلى حكومة مدنية.
إعلان
دعا الجيش السوداني مساء الخميس (11 نيسان/ أبريل 2019) المواطنين إلى التزام حظر التجول الليلي الذي فرضه عقب إطاحته بالرئيس عمر البشير إثر انتفاضة شعبية. وحذرت قيادة الجيش من ما وصفتها بـ"المخاطر التي قد تترتب على عدم الالتزام بحظر التجوال".
وقال الجيش في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سونا" إن "على المواطنين الالتزام بذلك (حظر التجول) للمحافظة على سلامتهم ونظراً للمخاطر التي قد تترتب على عدم الالتزام بحظر التجوال بالتوقيتات المعلنة". وحسب البيان، فإن حظر التجول يسري من الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت المحلي ولغاية الساعة الرابعة فجراً.
يأتي ذلك في وقت لا يزال فيه مئات الآلاف من المتظاهرين يعتصمون أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وسط الخرطوم. وقال شهود عيان إن أعداد المتظاهرين المعتصمين مساء اليوم زادت مقارنة بالأيام الفائتة. ويتمترس مئات الآلاف من المتظاهرين، أغلبهم من الشباب، في مواقعهم وهم يرددون هتافات تندد بقيادة النائب الأول للرئيس السوداني المخلوع عوض بن عوف للمجلس العسكري وتطالب بإسقاطه.
بن عوف رئيساً للمجلس العسكري
وقال التلفزيون السوداني إن بن عوف سيرأس المجلس العسكري الانتقالي الجديد بعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير. وأضاف أن رئيس الأركان الفريق أول ركن كمال عبد المعروف الماحي سيكون نائباً لرئيس المجلس. وعرض التلفزيون صوراً لهما وهما يؤديان اليمين.
واشنطن تدعو لحكومة جامعة بمشاركة مدنيين
في غضون ذلك، دعت الولايات المتحدة قيادة الجيش السوداني إلى تشكيل حكومة "جامعة" تضم مدنيين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، إن "الولايات المتحدة تواصل دعوة السلطات الانتقالية إلى ضبط النفس وإلى إفساح المجال أمام مشاركة مدنيين في الحكومة".
وأضاف المسؤول الأمريكي أن "الشعب السوداني قال بوضوح إنه يريد انتقالاً يقوده مدنيون"، وأن هذا الأمر يجب أن يحصل "في وقت أسرع بكثير من عامين".
من جانبها، دعت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى نقل السلطة "سريعاً" إلى المدنيين، منوهة إلى رغبة الشعب السوداني في التغيير. وقالت موغيريني في بيان: "عملية سياسية موثوق بها وشاملة بإمكانها أن تلبي تطلعات الشعب السوداني وأن تؤدي إلى الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يحتاج إليها البلد".
أ.ح/ ي.أ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟