السودان- ارتفاع عدد القتلى المدنيين ودعوات لوقف الاقتتال
١٦ أبريل ٢٠٢٣
في حصيلة جديدة للجنة أطباء السودان، ارتفع عدد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، جراء المواجهات المسلحة في الخرطوم. بينما تسارعت ردود الفعل الدولية والدعوات لوقف الاقتتال وبدء محادثات لإنهاء الأزمة في البلاد.
إعلان
قالت لجنة أطباء السودان المركزية في ساعة مبكرة من صباح الأحد (16 أبريل/ نيسان 2023)إن 56 مدنيا قتلوا وأصيب 595 آخرون في الاشتباكات التي عصفت بالسودان، وذلك غداة اندلاع معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وبموازاة تصاعد أعمال العنف في الخرطوم، تسارعت وتيرة ردود الفعل الدولية. وقد حث مجلس الأمن الدولي جميع أطراف النزاع في السودانعلى وقف القتال وبدء محادثات لإنهاء الأزمة. كما دعا مجلس الأمن في بيان صدر صباح الأحد إلى "السماح بممرات آمنة للعاملين في المجال الإنساني"، وأن يكون "موظفو الأمم المتحدة محميون من الهجمات".
وشدد مجلس الأمن الدولي على ضرورة أن يكون الهدف "وحدة وسيادة جمهورية السودان واستقلالها وسلامة أراضيها".
ومن جهته قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ليل السبت/الأحد إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات بشأن الاشتباكات في السودان. وأكد بلينكن في بيان إنهم اتفقوا على ضرورة إنهاء أطراف الاشتباكات الأعمال القتالية على الفور دون أي شروط مسبقة.
وأعلنت جامعة الدول العربية أن اجتماعا طارئا لمجلس الجامعة سيعقد في وقت لاحق اليوم الأحد على مستوي المندوبين الدائمين برئاسة مصر لبحث التطورات المتلاحقة والخطيرة في السودان.
وكانت مصر والسعودية دعتا أمس السبت إلى الاجتماع الطارئ لمناقشة الوضع فى السودان. وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريحات نشرت على الموقع الرسمي للوزارة أن التطورات المتلاحقة والخطيرة فى السودان تقتضى عقد هذا الاجتماع للتشاور والتنسيق بين الدول العربية لبحث سبل نزع فتيل الأزمة الراهنة، والعمل على استعادة الاستقرار إلى دولة السودان الشقيقة فى أسرع وقت.
وتلقى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات اتصالا هاتفيا من جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جرى خلاله مناقشة تطورات الأوضاع في السودان، وحسب وكالة أنباء الإمارات"وام" اليوم الأحد إن الاتصال استعرض السبل الكفيلة بوقف التصعيد الجاري والعمل من أجل صون أمن واستقرار السودان وشعبه.
و أكد الشيخ عبدالله بن زايد "دعم دولة الإمارات لكافة الجهود التي تقود إلى وقف التصعيد في السودان، وبدء حوار سياسي لحل الأزمة الحالية"، مشيرا إلى أهمية العمل من أجل أن ينعم الشعب السوداني الشقيق بالأمن والاستقرار والازدهار.
ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين "قلقة للغاية حيال تطورات الوضع في السودان"، وتناشد "طرفي الصراع في السودان إلى وقف إطلاق النار والحيلولة دون تفاقم الوضع".
وكان الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان، فولكر بيرتس، قد أدان بشدة، اندلاع القتال في السودان، وبحسب ما ورد على موقع البعثة على منصة فيسبوك السبت، أجرى الممثل الخاص بيرتس اتصالات مع طرفي النزاع، داعيا إلى وقف فوري للقتال من أجل ضمان سلامة الشعب السوداني وتجنيب البلاد مزيدا من العنف.
م.س/ ع.ا.ج (د ب أ، رويترز ، أ ف ب)
السودان.. انقلاب عسكري يعصف بالانتقال الديمقراطي
منذ اندلاع الثورة السودانية في ربيع 2019 شهد السودان تجاذبات بين القوى المدنية والعسكر. الرهان كان على المرحلة الانتقالية التي شهدت بدورها صراعات قوية تبدو أن ذروتها سجِّلت في ليلة انقض فيها العسكر على مكتسبات الثورة.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
اعتقالات بالجملة
منذ فجر الاثنين 2021.10.25، تتوالى تقارير إعلامية من السودان تفيد باعتقال الجيش لعددٍ من الوزراء وسياسيين بارزين من بينهم قيادات "قوى الحرية والتغيير" المظلة المدنية التي قادت انتفاضة شعبية أطاحت بنظام الجنرال عمر حسن البشير 2019.04.11. رئيس الوزراء عبد اللّه حمدوك ذُكر في البداية إنه وضع تحت الإقامة الجبرية، وأكدت وزارة الثقافة والاعلام أنه نُقل بدوره إلى مكان مجهول بسبب "رفضه تأييد الانقلاب".
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
متمردون سابقون
قائمة المعتقلين حسب وسائل الإعلام تطول تباعا لتشمل أيضا ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وفق ما نشر حسابه على تويتر. وكانت جماعته المتمردة قد وقعت اتفاق سلام في 2020 مع السلطات الانتقالية متعهدة بالاندماج في الجيش. وعمل ياسر عرمان مؤخرا كمستشار لعبد الله حمدوك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
إعلاميون وصحفيون
الاعتقالات طالت أيضا إعلاميين وصحفيين، فقد اقتحمت قوات عسكرية مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، واحتجزت عدداً من العاملين. فيما تمّ قطع الانترنت، في وقت تواترت فيه تقارير عن توجه عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي إلى تعليق العمل بالوثيقة الدستورية التي تنظم المرحلة الانتقالية في البلاد.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
إعلان طلاق
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن الاثنين(2021.10.25) فرض حالة الطوارئ في السودان وحل مجلسي السيادة والوزراء. كما أعلن تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين، وإنهاء عمل ولاة السودان، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام. وزارة الإعلام السودانية وصفت إجراءات البرهان بأنها "انقلاب عسكري".
صورة من: picture-alliance/AA
غضب وإنزال أمني
على الفور خرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق الإطارات، كما تم نشرت قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة الخرطوم.
صورة من: REUTERS
دعوات للخروج إلى الشارع
مباشرة بعد الاعتقالات دعت القوى الثورية وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، في حسابه على فيسبوك، إلى "الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم". رئيس الوزراء حمدوك بدوره طالب بـ "احتلال الشوارع دفاعاً عن الثورة". ذات الدعوات أطلقها أيضا حزبا "الأمة" و"الشيوعي".
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP via Getty Images
ردود فعل دولية
اجتمعت القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن ما حدث في السودان فجر الاثنين انقلاب "مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، وغير مقبول على الإطلاق"، كما جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي هدّد بوقف المساعدات إلى السودان.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Arboleda
قلق على مستقبل السودان
قلق بالغ على مستقبل السودان شددت عليه تصريحات مسؤولين من الأمم المتحدة ودول غربية وسط مطالبات حثيثة إلى إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. الاتحاد الأوروبي دعا إلى الإفراج عن قادة السودان المدنيين وشدد على وجوب "تجنّب العنف وسفك الدماء"، من جهته دعا الإتحاد الأفريقي إلى "الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والإعلان الدستوري".
صورة من: Giscard Kusema
انقلاب بعد انقلاب
الانقلاب الجديد جاء بعد أربعة أسابيع عن محاولة انقلاب فاشلة لم تفهم تفاصيله بعد. وبعد يومين من تظاهرات حاشدة نزل فيها عشرات الآلاف من السودانيين إلى شوارع المدن، دعماً لانتقال كامل للحكم إلى المدنيين، فيما كان أنصار العسكر يواصلون اعتصاماً أمام القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم منذ السبت الماضي، في مؤشر على الانقسام المهيمن على المشهد.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
مآل الثورة؟
المشهد اليوم يوحي بنهاية اتفاق 2019، حين وقّع العسكريون والمدنيون الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالرئيس البشير، اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجبه، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة. غير أن الشروخ اتسعت بين فريق يسعى إلى عودة العسكر إلى الحكم وفريق آخر يريدها "مدنية..مدنية". و.ب