السودان.. اشتباكات بأسلحة ثقيلة بين الجيش وقوات الدعم السريع
١٥ أبريل ٢٠٢٣
اندلعت اشتباكات صباح السبت في الخرطوم بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو في تحول مفاجئ للصراع بينهما الى نزاع مسلح.
إعلان
أعلنت قيادة قوات الدعم السريع في السودان، اليوم السبت (15 أبريل/ نيسان)، السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري. وقالت قيادة قوات الدعم السريع، في بيان نشرته عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" اليوم "إزاء الهجوم الذي شنته قوة من القوات المسلحة صباح اليوم على قواتنا المتواجدة في أرض المعسكرات بسوبا وجراء هذا التعدي الذي تصدت له قوات الدعم السريع بكل بسالة وتضحية فقد تمت السيطرة الكاملة على المواقع التالية القصر الجمهوري، وبيت الضيافة، والقبض على القوة المهاجمة، والسيطرة على مطار الخرطوم ومروي والأبيض، والسيطرة على عدد من المواقع بالولايات".
وقالت إنه:" في هذا الظرف الدقيق من تاريخ أمتنا تدعو قوات الدعم السريع جميع المواطنين بأنها تقف الى جانبهم وستواصل جهودها من أجل حماية مكتسبات الوطن وثورة شعبه المجيدة الظافرة المنتصرة".
ودعت "أفراد ومنسوبي القوات المسلحة الشرفاء إلى الوقوف إلى جانب الحق"، مؤكدة أنها "لا تستهدفهم لكنها ترفض استخدامهم من قبل قيادة القوات المسلحة الذين يريدونالتشبث بكراسي السلطة التي من أجلها هم مستعدون لتعريض استقرار البلاد إلى الخطر".
من جانبه، قال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة فرانس برس "هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان". وأضافت أن "الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد".
ونفى الجيش السوداني ما يتم تداوله بشأن سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة على مطار مروي، ووصف ذلك بأنه"محض إشاعه ونوع من الحرب النفسية". وقال الجيش فى صفحته على فيسبوك اليوم السبت: "الفيديو المتداول لجنود الدعم السريع أمام مقاتلات روسية كان أثناء مشاركتها وارتزاقها في ليبيا". وأوضح الجيش السودانى أنه يفرض سيطرته وهيمنته على كل القواعد والمطارات، مشيرا إلى أن القوات ما زالت تدافع وتؤدي واجبها الدستوري والوطني والقانوني. مناشدة لوقف القتال والتهدئة
من جهته أكد السفير الأمريكي في السودان، جون غودفري في تغريدة إن إلى قتال مباشر "أمر في غاية الخطورة" ودعا كبار قادة الجيش إلى وقف القتال. وأضاف في تغريدة أنه احتمى بالسفارة مع باقي الموظفين.
السودان.. صدام الجنرالات يؤجل الاتفاق السياسي؟
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن السفارة الروسية في السودان عبرت اليوم السبت عن قلقها من "تصاعد العنف" في البلاد ودعت إلى وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات. وذكرت السفارة أن الأجواء في العاصمة الخرطوم متوترة وأن الدبلوماسيين الروس في أمان.
كما دعت القوى المدنية السودانية التي وقعت اتفاقا مبدئيا لتقاسم السلطة مع الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية اليوم السبت الجانبين إلى وقف القتال. وقالت في بيان "ندعو قيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع لوقف العدائيات فورا وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل".
وتابعت "نناشد الأسرة الدولية والاقليمية للمساعدة عاجلا في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله".
وأفادت وسائل إعلام سودانية بسماع أصوات رصاص قوي في القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وعلى تخوم القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وأشارت شبكة "السودان الآن" عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" اليوم، إلى تصاعد أعمدة الدخان من داخل قاعدة مروي الجوية وسط اشتباكاتبين الجيش وقوات الدعم السريع في القاعدة والعاصمة الخرطوم. ونشرت وسائل إعلام عربية صورا لعربات تشتعل فيها النيران وسحب دخان كثيف تزامن مع دوي انفجارات ضخمة.
واحتدمت التوترات الأمنية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد أن حشدت الأخيرة فجر الأربعاء الماضي حوالي مئة مركبة عسكرية حول منطقة قاعدة مروي الجوية.
ويأتي حشد الدعم السريع لقواته في المنطقة على خلفية التوتر المتصاعد بين رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بالسودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو "حميدتي".
ع.أ.ج/ ع ج (رويترز، د ب ا)
السودان.. انقلاب عسكري يعصف بالانتقال الديمقراطي
منذ اندلاع الثورة السودانية في ربيع 2019 شهد السودان تجاذبات بين القوى المدنية والعسكر. الرهان كان على المرحلة الانتقالية التي شهدت بدورها صراعات قوية تبدو أن ذروتها سجِّلت في ليلة انقض فيها العسكر على مكتسبات الثورة.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
اعتقالات بالجملة
منذ فجر الاثنين 2021.10.25، تتوالى تقارير إعلامية من السودان تفيد باعتقال الجيش لعددٍ من الوزراء وسياسيين بارزين من بينهم قيادات "قوى الحرية والتغيير" المظلة المدنية التي قادت انتفاضة شعبية أطاحت بنظام الجنرال عمر حسن البشير 2019.04.11. رئيس الوزراء عبد اللّه حمدوك ذُكر في البداية إنه وضع تحت الإقامة الجبرية، وأكدت وزارة الثقافة والاعلام أنه نُقل بدوره إلى مكان مجهول بسبب "رفضه تأييد الانقلاب".
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
متمردون سابقون
قائمة المعتقلين حسب وسائل الإعلام تطول تباعا لتشمل أيضا ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وفق ما نشر حسابه على تويتر. وكانت جماعته المتمردة قد وقعت اتفاق سلام في 2020 مع السلطات الانتقالية متعهدة بالاندماج في الجيش. وعمل ياسر عرمان مؤخرا كمستشار لعبد الله حمدوك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
إعلاميون وصحفيون
الاعتقالات طالت أيضا إعلاميين وصحفيين، فقد اقتحمت قوات عسكرية مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، واحتجزت عدداً من العاملين. فيما تمّ قطع الانترنت، في وقت تواترت فيه تقارير عن توجه عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي إلى تعليق العمل بالوثيقة الدستورية التي تنظم المرحلة الانتقالية في البلاد.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
إعلان طلاق
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن الاثنين(2021.10.25) فرض حالة الطوارئ في السودان وحل مجلسي السيادة والوزراء. كما أعلن تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين، وإنهاء عمل ولاة السودان، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام. وزارة الإعلام السودانية وصفت إجراءات البرهان بأنها "انقلاب عسكري".
صورة من: picture-alliance/AA
غضب وإنزال أمني
على الفور خرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق الإطارات، كما تم نشرت قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة الخرطوم.
صورة من: REUTERS
دعوات للخروج إلى الشارع
مباشرة بعد الاعتقالات دعت القوى الثورية وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، في حسابه على فيسبوك، إلى "الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم". رئيس الوزراء حمدوك بدوره طالب بـ "احتلال الشوارع دفاعاً عن الثورة". ذات الدعوات أطلقها أيضا حزبا "الأمة" و"الشيوعي".
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP via Getty Images
ردود فعل دولية
اجتمعت القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن ما حدث في السودان فجر الاثنين انقلاب "مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، وغير مقبول على الإطلاق"، كما جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي هدّد بوقف المساعدات إلى السودان.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Arboleda
قلق على مستقبل السودان
قلق بالغ على مستقبل السودان شددت عليه تصريحات مسؤولين من الأمم المتحدة ودول غربية وسط مطالبات حثيثة إلى إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. الاتحاد الأوروبي دعا إلى الإفراج عن قادة السودان المدنيين وشدد على وجوب "تجنّب العنف وسفك الدماء"، من جهته دعا الإتحاد الأفريقي إلى "الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والإعلان الدستوري".
صورة من: Giscard Kusema
انقلاب بعد انقلاب
الانقلاب الجديد جاء بعد أربعة أسابيع عن محاولة انقلاب فاشلة لم تفهم تفاصيله بعد. وبعد يومين من تظاهرات حاشدة نزل فيها عشرات الآلاف من السودانيين إلى شوارع المدن، دعماً لانتقال كامل للحكم إلى المدنيين، فيما كان أنصار العسكر يواصلون اعتصاماً أمام القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم منذ السبت الماضي، في مؤشر على الانقسام المهيمن على المشهد.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
مآل الثورة؟
المشهد اليوم يوحي بنهاية اتفاق 2019، حين وقّع العسكريون والمدنيون الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالرئيس البشير، اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجبه، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة. غير أن الشروخ اتسعت بين فريق يسعى إلى عودة العسكر إلى الحكم وفريق آخر يريدها "مدنية..مدنية". و.ب