السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
عماد غانم أ ف ب، د ب أ، رويترز
١ مايو ٢٠٢٥
فيما تحدثت الأمم المتحدة عن مقتل 542 مدنيا في شمال دارفور خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، تواصل قوات الدعم السريع تقدمها لإحكام السيطرة على إقليم دارفور.
قصف على جنوب العاصمة الخرطوم (صورة من الأرشيف)صورة من: AFP
إعلان
أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الخميس (الأول من مايو/ أيار 2025) بأن ما لا يقل عن 542 مدنيا لقوا حتفهم في ولاية شمال دارفور السودانية في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال تورك في كلمة له في جنيف،:" الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له". وأوضح المفوض الأممي أنه "قبل ثلاثة أيام فقط، شنت قوات الدعم السريع هجمات منسقة من اتجاهات متعددة على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك، ما أسفر عن مقتل 40 مدنيا على الأقل"، مضيفا أنه من المرجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أكبر من ذلك بكثير.
وأدت الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين بين القوات الحكومية ومتمردي قوات الدعم السريع إلى نزوح ملايين الأشخاص داخليا وعبر الحدود صوب البلدان المجاورة.
واستشهد تورك بتقارير عن عمليات إعدام خارج نطاق القضاء في ولاية الخرطوم ومقاطع مصورة بالفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر 30 رجلا يرتدون ملابس مدنية يتم إعدامهم في الصالحة في جنوب أم درمان على يد رجال يرتدون زي قوات الدعم السريع.
وجاء ذلك في أعقاب عمليات قتل مماثلة لمتعاونين مزعومين مع قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم على يد القوات الحكومية خلال الأسابيع الأخيرة. وتقول الأمم المتحدة إن الأزمة التي تجتاح السودان الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 50 مليون نسمة على أنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. ويواجه الملايين خطر المجاعة، مع كون المتواجدين في المنطقة الواقعة على الحدود مع تشاد إلى الغرب هم الأكثر تعرضا للضرر.
قصف القصر الجمهوري
ميدانياً، قصفت قوات الدعم السريع الخميس القصر الجمهوري في وسط العاصمة الخرطوم بحسب مصدر عسكري مع إحرازها تقدما قد يمكنها من إحكام السيطرة على إقليم دارفور غرب البلاد التي تعصف بها الحرب منذ عامين.
وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس إن "قذائف مدفعية بعيدة المدى" استهدفت وسط الخرطوم انطلاقا من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.
واستهداف الدعم السريع لوسط الخرطوم الخميس هو الثاني خلال الأسبوع الجاري بعد أن استهدفت السبت مقر القيادة العامة للجيش بقذائف مدفعية بعيدة المدى. ويأتي استهداف مواقع تابعة للجيش بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج قوات الدعم السريع من الخرطوم.
وفي ولاية غرب كردفان، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة النهود الحيوية التي تصل وسط السودان بإقليم دارفور، معترضة بذلك محاولات الجيش إرسال الإمدادات لمعقله في مدينة الفاشر المحاصرة وآخر مدن الإقليم التي ما زالت تحت سيطرته.
إعلان
السيطرة على مواقع حكومية
وأفاد شهود فرانس برس الخميس أن مقاتلي الدعم السريع هاجموا المدينة من الشمال والغرب في الصباح الباكر، وأشاروا إلى سماعهم أصوات اشتباكات عنيفة في النهود مع صيحات مقاتلي الدعم السريع بعد سيطرتهم على مواقع حكومية بوسط المدينة.
وقال أحد مقاتلي الدعم السريع في فيديو نشرته الميليشيا على تلغرام إنها سيطرت على مدينة النهود "الاستراتيجية" بينما لم يتبق سوى "القليل" من مقاتلي الجيش السوداني في شرق المدينة، متعهدة "الانتهاء منهم تماما في خلال ساعات". وهاجمت قوات الدعم السريع الخميس كذلك مدينة كوستي جنوب الخرطوم في منتصف الطريق إلى النهود بأربع مسيرات استهدفت مقر الجيش بالمدينة وفقا لشهود قالوا لفرانس برس "سمعنا أصوات انفجارات عالية" مع رد الجيش باستخدام المضادات الأرضية.
التراث الثقافي في السودان تعرض للتدمير والنهب خلال الحرب
02:23
This browser does not support the video element.
وتقع مدينة النهود على مفترق طرق حيوي يصل وسط السودان بمدينة الفاشر التي تقع على بعد نحو 400 كيلومتر إلى الغرب وتشهد هجمات مكثفة من الدعم السريع أدت لمقتل المئات في الأسابيع الأخيرة.
وما زالت قوات الدعم السريع تحتفظ بمعاقلها في جنوب وغرب أم درمان التي انطلقت منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني.
وكان الجيش السوداني قد أطلق في آذار/ مارس الماضي عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على عدة مواقع حكومية في وسط الخرطوم انتهت بإعلان قائد الجيش "الخرطوم حرة" من داخل القصر الجمهوري.
ومنذ اندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في نيسان/ أبريل 2023 قُتل عشرات الآلاف من المدنيين بينما نزح أكثر من 13 مليونا من منازلهم، ما أدى لأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم. كما أدت الحرب إلى تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ إذ يسيطر الجيش على شرق وشمال البلاد بينما تسيطر قوات الدعم السريع وحلفاؤها على الغرب ومناطق من الجنوب.
تحرير: سمر كرم
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance