السودان: المجلس العسكري "يوافق على أغلب مطالب" المحتجين
٢٥ أبريل ٢٠١٩
تتسارع التطورات في السودان بشكل دراماتيكي، إذ استقال ثلاثة أعضاء من المجلس العسكري الانتقالي كانوا عرضة لانتقادات المحتجين. ليس هذا فحسب بل أعلن المجلس أنه وافق على أغلب مطالب قادة الاحتجاجات.
إعلان
أعلن المجلس العسكري الانتقالي السوداني أن ثلاثة من أعضائه تقدموا باستقالاتهم بصورة مفاجئة. وقال الناطق الرسمي باسم المجلس الفريق الركن شمس الدين كباشي أن الأعضاء الثلاثة هم الفريق أول ركن عمر زين العابدين الشيخ، والفريق أول جلال الدين الشيخ الطيب، والفريق أول شرطة الطيب بابكر علي، حسبما ذكر موقع أخبار السودان.
وأضاف كباشي اليوم الأربعاء (24 نيسان/ أبريل 2019) أن الاستقالات قيد النظر أمام رئيس المجلس للبت فيها. وتأتي الاستقالات بعد انتهاء اجتماع لقوى إعلان الحرية والتغيير مع رئاسة المجلس العسكري الانتقالي.
كما أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي عدم وجود خلاف مع قوى الحرية والتغيير، مؤكدا "أننا نعمل سويا على الخروج من الأزمة وبناء السودان".
وقال في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع المشترك بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، مساء اليوم: "لقد اتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة مع قوى الحرية والتغيير لبحث النقاط الخلافية". وأضاف أن المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير يكملان بعضهما البعض ويسعيان إلى تأسيس نظام ديمقراطي خال من العيوب.
وتابع كباشي قائلا: إنه لا حسابات خسارة وربح في الحوار، والهدف مستقبل السودان. وأكد على أنه تم الاتفاق بين الأطراف على الشراكة والعمل سويا للعبور إلى بر الأمان. وأشار إلى عدم وجود خلاف مع قوى إعلان الحرية والتغيير طالما الهدف واحد.
من جهته، قال متحدث باسم قوى الحرية والتغيير: "لبينا دعوة المجلس العسكري لموقفه الإيجابي" مؤكدا على قيادتها للحراك الثوري. وثمن المتحدث دور القوات المسلحة السودانية في حماية المدنيين. وقال إننا تلقينا الدعوة من المجلس العسكري لحضور هذا الاجتماع الذي سادته روح طيبة وغلب عليه الطابع الوطني.
ز.أ.ب/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟