السودان: تضارب الأنباء حول عدد القتلى والمعارضة ترفض التفاوض
٦ يونيو ٢٠١٩
فيما حددت وزارة الصحة عدد قتلى فض الاعتصام في الخرطوم بحدود 46 شخصا، قالت لجنة أطباء السودان المركزية التابعة للمعارضة إن عدد الضحايا بلغ 108 قتيل، فيما رفضت المعارضة دعوة المجلس العسكري لاستئناف الحوار .
إعلان
أعلنت وزارة الصحة السودانية صباح الخميس(السادس من حزيران / يونيو 2019)، أن عدد قتلى الأحداث المتعلقة بفض اعتصام المحتجين أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، لم يتجاوز 46 شخصا، في الوقت الذي قالت فيه لجنة أطباء السودان المركزية (معارضة غير رسمية) أن عدد ضحايا فض الاعتصام بلغ 108 قتلى.
ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن سليمان عبدالجبار وكيل وزارة الصحة أن العدد لم يتجاوز الـــ 46. في المقابل، ذكرت لجنة أطباء السودان عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن عدد القتلى بلغ 108 إلى جانب 500 جريح.
وكان المجلس العسكري نفى فض الاعتصام بالقوة، وأعلن رئيس المجلس العسكري عن أنه سوف يتم محاسبة كل من يثبت مسؤوليته عن أحداث فض الاعتصام.
في غضون ذلك، عرض رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم بالسودان أمس الأربعاء استئناف المحادثات مع جماعات المعارضة بلا شرط، وذلك بعد مرور يومين على سقوط قتلى في اقتحام قوات الأمن لموقع اعتصام بوسط الخرطوم، لكن قوى إعلان الحرية والتغيير، وهم تحالف لجماعات المحتجين والمعارضة، رفضت العرض وقالت إن المجلس العسكري "ليس مصدر ثقة".
وقال مدني عباس مدني أحد زعماء التحالف لرويترز "اليوم دعا المجلس للحوار وفي ذات الوقت يقوم بترويع المواطنين في الشوارع". وأضاف مدني أن دعوة البرهان جاءت قبل إلقاء القبض على أحد أعضاء التحالف وهو ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، وهي جماعة متمردة.
إلى ذلك دانت الولايات المتّحدة الليلة الماضية "الهجمات الأخيرة على المحتجّين" في السودان، داعيةً الجيش إلى "نبذ العنف" بعد حملة قمع أودت بحياة أكثر من 100 شخص منذ الاثنين. وقالت مورغان اورتاغوس، المتحدّثة باسم الخارجية الأميركيّة، في بيان إنّ "الولايات المتحدة تدين الهجمات الأخيرة على المحتجّين في السودان". وأكّدت واشنطن مجدّدًا رغبتها في عمليّة انتقال تقودها حكومة مدنيّة، بهدف إجراء انتخابات في "موعد مناسب".
من جانبها، قالت الأمم المتحدة الليلة الماضية إنها تنقل بعض موظفيها في السودان إلى الخارج مؤقتا بسبب الوضع الأمني في البلاد، بعد أن شنت قوات الأمن هجوما قاتلا على المحتجين أمام مقر قيادة الجيش لفض اعتصامهم المستمر منذ أشهر.
ح.ع.ح/ح.ز(د.ب.أ/أ.ف.ب/رويترز)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج