السودان: تقدم جديد للجيش وتوقع بانسحاب الدعم السريع لدارفور
٢٢ مارس ٢٠٢٥
بعد القصر الرئاسي، نجح الجيش السوداني في السيطرة على مواقع استراتيجية جديدة في العاصمة الخرطوم. ولكن هذا لا يعني نهاية الحرب، إذ صرح مسؤول أممي سابق أن نجاحات الجيش سترغم الدعم السريع على الانسحاب إلى معقلها في دارفور.
من بين المناطق التي حقق الجيش السوداني تقدما بها كانت مناطق القصر الرئاسي وما حولها. صورة من: Str/AP/picture alliance
إعلان
أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، نبيل عبد الله، اليوم السبت (22 مارس/ آذار 2025)، أن القوات المسلحة تمكنت من فرض سيطرتها على مواقع حيوية في العاصمة، شملت مصرف السودان والمتحف القومي وجامعة السودان وقاعة الصداقة وبرج الشركة التعاونية، بحسب موقع أخبار السودان.
وأشار عبد الله إلى أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح خلال محاولتها الانسحاب من بعض المناطق التي تواجدت فيها وسط الخرطوم، مما يعكس تصاعد حدة الصراع في المنطقة.
ولم تقر قوات الدعم السريع فورا بخسارتها، الأمر الذي لن يوقف على الأرجح القتال في الحرب، إذ لا تزال الجماعة وحلفاؤها يسيطرون على أراض في مناطق أخرى بالسودان.
وقال عبد الله إن قوات الجيش طردت قوات الدعم السريع من مقر جهاز المخابرات الوطنية وفندق كورينثيا بوسط الخرطوم، حسبما أفادت وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب).
ويعتقد أن هجوما شنته قوات الدعم السريع بطائرة مسيرة على القصر الجمهوري أمس الجمعة أسفر عن مقتل صحفيين اثنين وسائق يعمل بالتلفزيون الحكومي، بحسب وزارة الإعلام.
في تطور آخر، أفادت تقارير بأن هجومًا بطائرة مسيرة استهدف القصر الجمهوري يوم الجمعة، مما أدى إلى مقتل صحفيين وسائق يعمل في التلفزيون الحكومي، وفقًا لوزارة الإعلام السودانية. وأفاد الجيش بمقتل المقدم حسن إبراهيم الذي كان يعمل بالمكتب الإعلامي للجيش، حسبما ذكرت وكالة (أ ب).
ويُعتقد أن قوات الدعم السريع تقف وراء الهجوم، في إطار محاولاتها لاستعادة مواقع فقدتها مؤخراً فيالخرطوم.
"نجاح الجيش سيرغم الدعم السريع على الانسحاب إلى دارفور"
في غضون ذلك صرح فولكر بيرتيس، المبعوث الأممي السابق إلى السودان، أن النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققها الجيش السوداني سوف ترغم قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى معقلها في إقليم دارفور غرب البلاد.
إعلان
في غضون ذلك صرح فولكر بيرتيس المبعوث الأممي السابق إلىالسودان، بأن النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققها الجيش قد تدفع قوات الدعم السريع إلى التراجع نحو معاقلها في إقليم دارفور.
وقال بيرتيس في تصريح لوكالة أسوشيتد برس (أ ب): "لقد حقق الجيش نصرا مهما وكبيرا في الخرطوم عسكريا وسياسيا"، مضيفا أن الجيش سيقوم قريبا بتطهير العاصمة والمناطق المحيطة بها من قوات الدعم السريع.
ولكن التقدم لا يعني نهاية الحرب حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أراض في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى.
وأضاف بيرتس "ستقتصر قوات الدعم السريع إلى حد كبير على دارفور... سنعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين"، في إشارة إلى الصراع بين الجماعات المتمردة وحكومة الخرطوم، التي كان يقودها الرئيس السابق عمر البشير.
حرب مستمرة وأزمة إنسانية متفاقمة
ورغم التقدم الذي أحرزهالجيش السوداني في الخرطوم، لا يبدو أن الصراع يقترب من نهايته، إذ لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء واسعة من دارفور ومناطق أخرى. ومنذ اندلاع القتال بين الطرفين في أبريل 2023، أدت الحرب إلى مقتل آلاف الأشخاص وتشريد الملايين داخل السودان وخارجه، في ظل تحذيرات منظمات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في البلاد.
وقال مصدر في قوات الدعم السريع لوكالة فرانس برس "قواتنا تخوض الان معركة شرسة في المدخل الشمالي لشارع المطار. منذ مساء امس (الجمعة) وصباح اليوم (السبت) انسحبت قواتنا من بعض المواقع في وسط الخرطوم لكن المعركة لم تحسم بعد".
يذكر أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يخوضان قتالا منذ أبريل /نيسان عام 2023 للسيطرة على الحكم في البلاد، أسفر عن أزمة أنسانية ونزوح داخل البلاد وإلى خارجها ومقتل آلاف الأشخاص، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب، د ب ا)
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance