السودان - عشرات القتلى في هجوم للدعم السريع بشمال دارفور
١١ أبريل ٢٠٢٥
وكأن المجاعة لا تكفي!، فقد لقي 25 شخصاً مصرعهم في هجوم لقوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بضواحي الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. والأمم المتحدة تحذر من عواقب كارثية للحرب التي تدخل عامها الثالث.
وقع الهجوم على مخيم زمزم وهو واحد من أكبر مخيمات النازحين في ضواحي الفاشر عاصمة إقليم دارفورصورة من: AFP/Getty Images
إعلان
قُتِل 25 شخصاً في هجوم لقوات الدعم السريع الجمعة (11 نيسان/أبريل 2025) على مخيم للنازحين قرب مدينة الفاشر، آخر عاصمة ولاية يسيطر عليها الجيش السوداني في إقليم دارفور ومحور معارك ضارية، بحسب ما أعلنت تنسيقية لجان المقاومة، بحسب وكالة فرانس برس.
وقالت التنسيقية في بيان إن الهجوم الذي شنّ تحت غطاء نيران كثيفة "استهدف صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين من محورين، الجنوبي والشرقي".
وتقوم تنسيقيات لجان المقاومة المؤيدة للديموقراطية بتنسيق المساعدات في السودان منذ نشوب الحرب في 15 نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وفي وقت لاحق مساء اليوم الجمعة نقلت وكالة فرانس برس عن "تنسيقية لجان المقاومة" في الفاشر أن قوات الدعم السريع هاجمت مدينة الفاشر المحاصرة الجمعة مما أسفر عن مقتل 32 مدنيا بينهم 10 أطفال. وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر في بيان إن قوات الدعم السريع هاجمت المدينة "بقصف مدفعي عيار 120 وقناصات"، إضافة إلى إطلاقها "سربا من المسيرات الانتحارية".
وفي جنيف، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الجمعة أنه يخشى عواقب كارثية على المدنيين مع دخول النزاع عامه الثالث وقال: "يجب أن يكون الصراع العنيف العبثي المستمر منذ عامين بمثابة تحذير للأطراف بضرورة إلقاء السلاح وللمجتمع الدولي بالتحرك". وتابع تورك: "على السودان ألا يستمر في هذا النهج المدمر".
وقالت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إن قوات الدعم "هاجمت... صباح اليوم معسكر زمزم للنازحين" مضيفة "تم التصدي للهجوم... المعلومات التي وصلتنا الآن تفيد بأن هنالك 25 مواطناً استشهدوا اليوم، من بينهم أطفال وكبار ونساء، وعدد من الجرحى والمصابين".
ووصف شهود عيان مشاهد توغل مركبات قتالية إلى المعسكر تحت غطاء نيران كثيفة.
وبحسب التنسيقية "تم التصدي للهجوم ولا توجد معلومات مؤكدة على حجم الأضرار مع انقطاع شبكات الإنترنت وتوقفها لدواع أمنية".
يأتي الهجوم غداة قصف قوات الدعم السريع لمعسكر أبو شوك، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 مدنياً وإصابة 25 آخرين، وفق مسعفين.
وتكثّف قوات الدعم السريع جهودها للسيطرة على كامل إقليم دارفور منذ أن خسرت مواقعها في العاصمة الخرطوم في آذار/مارس.
الحرب الأهلية والتدخلات الخارجية في السودان
02:47
This browser does not support the video element.
الأممالمتحدة: أسوأ أزمة مساعدات إنسانية فيالعالم
وتعاني المخيمات المكتظة في ضواحي مدينة الفاشر كمخيم زمزم بشكل كبير منذ بداية الحرب. ويعتبر مخيم زمزم إلى جانب أبو شوك والسلام، أحد المخيمات الثلاثة الكبيرة في ضواحي الفاشر.
وتفشت المجاعة في المخيمات ويتوقع أن تمتد إلى خمس مناطق أخرى في شمال دارفور، من بينها العاصمة الفاشر، وفق ما أكد تقييم تدعمه الأمم المتحدة.
صارت ثالث أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة مقسّمة عمليا، إذ يسيطر الجيش على مساحات واسعة في شرق البلاد وشمالها بينما تسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من دارفور غربا وأجزاء من جنوب السودان.
وأدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون سوداني والتسبب بأسوأ أزمة إنسانية حديثة، وفق الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي. وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الجمعة إن أكثر من ألف لاجئ سوداني وصلوا أو حاولوا الوصول إلى أوروبا في أوائل عام 2025، وعزت ذلك إلى تزايد اليأس فيما يرجع إلى حد ما لانخفاض المساعدات في المنطقة.
وفي الوقت الذي عاد فيه بعض السودانيين مؤخراً إلى ديارهم في الخرطوم، يواجه ملايين لا يزالون في دول مجاورة مثل مصر وتشاد خيارات صعبة مع خفض الخدمات المقدمة للاجئين، مثل تلك الممنوحة من الولايات المتحدة بسبب مراجعة تجريها إدارة الرئيس دونالد ترامب للمساعدات الأمريكية.
وقالت أولغا سارادو المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي في جنيف إن نحو 484 سودانيا وصلوا إلى أوروبا في يناير كانون الثاني وفبراير شباط، بزيادة 38 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي. وأضافت أن نحو 937 آخرين جرى إنقاذهم أو اعتراض طريقهم في البحر وإعادتهم إلى ليبيا، موضحة أن ذلك العدد يمثل أكثر من ضعف الرقم المسجل في نفس الفترة من العام الماضي.
إعلان
مواجهة المجاعة والعنف الجنسي
يواجه كل من الجيش وقوات الدعم السريع اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن حوالي مليوني شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد في السودان وأن 320 ألفا يواجهون المجاعة. كما حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس من أن ثلثي السودانيين الذين يعيشون في مناطق الحرب صاروا محرومون من الرعاية الطبية بسبب إغلاق غالبية المرافق الصحية.
وندّدت منظمة العفو الدولية الخميس في تقرير بالمعاناة التي يتعرض لها المدنيون، بما في ذلك استخدام قوات الدعم السريع واسع النطاق للعنف الجنسي الذي وصل في حالات إلى استعباد الجنسي.
واتهم السودان الإمارات العربية المتحدة أمام محكمة العدل الدولية الخميس بأنها كانت "القوة الدافعة" وراء ما تصفه الخرطوم بـ"إبادة جماعية" في دارفور، وذلك من خلال الدعم الذي يشتبه بأنها قدمته لقوات الدعم السريع، وهو ما تنفيه أبوظبي.
خ.س/ص.ش (أ ف ب، رويترز)
السودان.. محطات من صراع المعارضة مع العسكر
السودانيون بين الأمل والقلق حول مستقبل أوضاع بلادهم. في الصباح يستيقظون على أنباء إحباط محاولة إنقلابية وفي المساء تأتي أخبار بالتوصل لاتفاق بين العسكر وقوى المعارضة. في صور: محطات الصراع على السلطة بين المحتجين والجيش.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Shazly
إعلان الوساطة الإفريقية الإثيوبية المُشتركة الجمعة (12 يوليو تموز 2019) بأن قوى إعلان الحرية والتغيير المعارضة والمجلس العسكري الإنتقالي في السودان توصلا إلى اتفاق كامل بشأن "الإعلان السياسي" المُحدد لكافة مراحل الفترة الإنتقالية، وخارطة طريق لتنظيم الانتخابات. هذا الإعلان يأتي في وقت لم تُبدد فيه بشكل نهائي المخاوف من تعطيل انتقال السلطة للمدنيين.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Shazly
في الحادي عشر من يوليو/ تموز استيقظ السودانيون على بيان للمجلس العسكري الحاكم يعلن فيه أن مجموعة ضباط حاولوا القيام "بانقلاب عسكري" لتقويض اتفاق بين الجيش والمعارضة لاقتسام السلطة لفترة مدتها ثلاث سنوات يعقبها
إجراء انتخابات. الغموض ما يزال يحيط بأهداف مدبري محاولة الإنقلاب وارتباطاتهم.
صورة من: picture-alliance/AA
احتجاجات سلمية
لأسابيع طويلة صمد المتظاهرون السودانيون أمام مقر وزارة الدفاع. آلاف المحتجين كانوا يطالبون بمجلس انتقالي يحدد فيه المدنيون مستقبل البلاد. ولكن في مطلع حزيران/ يونيو 2019 تحرك العسكر لفض الاعتصام بقوة السلاح ما أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
باسم الأمة..
متظاهر يحمل علم السودان بالقرب من المقر الرئيسي لقيادة الجيش. العلم يرمز إلى مطلب المتظاهرين في المشاركة بشكل متساو في رسم مستقبل البلاد، والمقصود مشاركة الشعب والجيش على قدم المساواة في ذلك. ولو حدث ذلك، سيكون خطوة مهمة على طريق الديمقراطية.
صورة من: Reuters
إشارات تحذيرية
قبل أيام من فض الاعتصام، كان هناك حضور قوي للجيش. ورأى الكثير من المتظاهرين في ذلك أن الجيش ربما لا يبدو مستعدا لتسليم السلطة للمدنيين، حسب ما كان يأمله السودانيون بعد الإطاحة بالديكتاتور عمر البشير.
صورة من: Getty Images/AFP
نهاية حقبة
هيمن الرئيس المخلوع عمر البشير على السلطة منذ عام 1993 وحتى الإطاحة به في نيسان/ أبريل 2019. قمع معارضيه بكل قسوة. ومن أجل الحفاظ على سلطته أمر البشير بحل البرلمان عام 1999. في تلك الفترة كان زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن يجد في السودان ملاذا آمنا له. لكن اسم البشير يبقى مرتبطا بشكل وثيق مع الحر ب ضد الانفصاليين في إقليم دارفور.
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
الديكتاتور أمام المحكمة
كثير من السودانيين كانوا يأملون في رؤية الديكتاتور وهو يمثل أمام المحكمة. أمل تحقق بالفعل عندما بدأت جلسة محاكمة عمر البشير في الـ 16من حزيران/ يونيو. وكانت التهم الأولية الموجهة إليه تتمثل في الفساد وحيازة عملات أجنبية بكميات كبيرة. فبعد سقوطه وجد رجال الأمن في قصره أكياسا مليئة بالدولارات قدرت بأكثر من 100 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Hjaj
حضور قوي للمرأة
كان للمرأة السودانية حضور قوي في الاحتجاجات، حيث تتمتع المرأة بحرية أكبر منذ بدء الاحتجاجات. المرأة السودانية لا تقوي الاحتجاجات من حيث العدد فقط، بل تدعمها نوعيا أيضا، فهي التي أعطت الاحتجاجات وجها سلميا آخر. حضور المرأة في الاحتجاجات جسد رغبة الكثير من المواطنين في الديمقراطية والمساواة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
أيقونة الثورة!
أصبحت طالبة كلية الهندسة المعمارية آلاء صلاح، وجها بارزا من وجوه الثورة. وهذه الصورة التاريخية التقطها مصور كان حاضرا عندما صعدت آلاء إلى سطح سيارة لتلقي خطابا أمام المحتجين. ومنذ ذلك الوقت تشهد هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة واسعة. صور من هذا النوع تعتبر من أدوات الثورة المهمة، فهي ترمز إلى الهوية الانتماء.
صورة من: Getty Images/AFP
تضامن عالمي
بفضل شبكات التواصل الاجتماعي تنتشر أخبار الاحتجاجات بسرعة حول العالم، وهذا ما حدث مع احتجاجات السودان. التي حظيت بعم معنوي عالمي كبير، كما تظهر هذه الصورة بمدينة ادينبورغ في سكوتلندا، حيث تطالب سيدة بوقف قتل المدنيين في السودان. كما أعلن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي عن موقفهم في بيان رسمي للاتحاد الأوروبي طالبوا فيه بوقف فوري لكل انواع العنف ضد الشعب السوداني.
صورة من: picture-alliance/EdinburghEliteme/D. Johnston
دعم للجيش أيضا
لكن ليس كل السودانيين شاركوا في الاحتجاجات ضد العسكر. فهناك من يدعمهم، حيث يأملون في تشكيل حكومة صارمة. ويعتقد أنصار الجيش أنه فقط ومن خلال العسكر يمكن ضمان مستقبل مزدهر للبلاد. ويضعون أملهم هذا في شخص الجنرال عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الذي يحملون صورته.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
في انتظار فرصته
لكن الرجل القوي الفعلي في السودان هو الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي". فهو الرجل الذي يعتقد أنه أمر القوات بفض الاعتصام أمام مقر القيادة العسكرية بقوة السلاح. وكان الجنرال قائدا لميليشيات "بالجنجويد" التي قمعت المتمردين بكل قسوة ووحشية في دارفور. ويخشى المتظاهرون من أن يصبح هذا الجنرال الرجل الأول في البلاد.
صورة من: Reuters/M.N. Abdallah
قلق في الخليج
أثارت أحداث السودان قلق السياسيين في دول أخرى، مثل محمد بن زايد آل ثاني، ولي العهد في دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تخشى السعودية، حالها في ذلك حال الإمارات، من أن نجاح الاحتجاجات في السودان يعتبر بمثابة نجاح الثورة "من تحت" وقد يصبح مثالا يحتذى به في المنطقة. ولهذا تدعم السعودية والإمارات عسكر السودان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Ministry of Presidential Affairs/M. Al Hammadi
الجار الشمالي يراقب بقلق!
في القاهرة تتجه الأنظار بكثير من القلق والريبة والشكوك إلى الخرطوم. وتخشى حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تساهم أحداث السودان في زيادة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين التي تحاربها في مصر بكل قوة. وإذا تمكنت الجماعة من ترسيخ أقدامها في السودان، كما تخشى مصر، فإن ذلك قد يساهم في إعادة القوة إليها في مصر أيضا.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/MENA
احتجاجات لا تنتهي
في غضون ذلك تستمر الاحتجاجات في السودان. ففي يوم الجمعة (14 حزيران/يونيو 2019) طالب صادق المهدي أحد قادة المعارضة السودانية منذ عقود، بتحقيق رسمي في عملية فض الاعتصام بالقوة. الطلب أثار غضب العسكر. والاحتجاجات في السودان تدخل في مرحلة جديدة. كيرستن كنب/ ح.ع.ح