الدعم السريع تعلن السيطرة على غرب كردفان وسقوط عشرات القتلى
عادل الشروعات أ ف ب
١ ديسمبر ٢٠٢٥
أعلنت قوات الدعم السريع توسيع نفوذها في غرب كردفان بعد سيطرتها على مدينة بابنوسة، فيما تشهد مناطق جنوب كردفان معارك متصاعدة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ونزوح آلاف المدنيين وسط تدهور أمني متسارع.
بحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة نزح أكثر من خمسة آلاف شخص من عدة قرى صغيرة بجنوب كردفانصورة من: Guy Peterson/AFP/Getty Images
إعلان
أعلنت قوات الدعم السريع الاثنين (الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2025) سيطرتها على مدينة بابنوسة، آخر معاقل الجيش في غربكردفان، في وقت تشتد المعارك في الإقليم الواقع بجنوب السودان، ما تسبب في مقتل العشرات ونزوح الآلاف.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان تحقيق "انتصار ساحق حيث تمكنت قوات تأسيس (المتحالفة مع الدعم السريع) من تنفيذ عملية عسكرية دقيقة أدت إلى تحرير الفرقة 22 ومدينة بابنوسة بالكامل، وتحييد التهديدات العسكرية التي استهدفت المدنيين في عدد من المناطق".
ولم يعلق الجيش السوداني على ما جاء في بيان قوات الدعم السريع.
وقال البيان إن العملية العسكرية لقوات تأسيس في بابنوسة جاءت ردا على "هجوم مباغت على مواقع قوات تأسيس في مدينة بابنوسة، رغم التزامنا الكامل بالهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار منذ لحظته الأولى". وكانت قوات الدعم السريع أعلنت الأسبوع الماضي هدنة إنسانية لمدة ثلاثة شهور من طرف واحد بناء على مقترح قدمته الرباعية الدولية بشأن السودان ورفضه الجيش.
اتهامات متبادلة وتصاعد القصف في جنوب كردفان
والسبت قُتل 40 شخصا على الأقل وأصيب آخرون في قصف استهدف منطقة كُمو بجنوب كردفان، نسبته قوات الدعم السريع ومجموعة حقوقية إلى الجيش. واتّهمت قوات الدعم السريع في بيان الأحد الجيش بتنفيذ "هجوم بطائرة مسيّرة على منطقة كُمو بإقليم جنوب كردفان/ جبال النوبة" صباح السبت.
إعلان
وقالت المتحدثة باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال المتحالفة مع الدعم السريع لوكالة فرانس برس إنّه "يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر قصف طيران ومسيرات (الجيش مدينة) كاودا ومناطق حولها تسيطر عليها الحركة".
من جهتها، قالت مجموعة "محامو الطوارئ" في بيان الاثنين إنّ "الجيش استهدف في قصف جوي يوم السبت 29 تشرين الثاني/ نوفمبر منطقة كُمو التابعة لمحلية هيبان بولاية جنوب كردفان مدرسة حكيمة للتمريض العالي ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من الطلاب وإصابة آخرين بجروح بالغة".
وقال كافي كالو، من أهالي بلدة هيبان، لفرانس برس عبر تطبيق واتساب "سمعنا أن طائرة ضربت كُمو، ذهبت إلى هناك حيث يعيش أقاربي ورأيت النيران مشتعلة في مدرسة التمريض والناس تحاول إطفائها". وأضاف كالو الذي اتصل بالإنترنت عن طريق شبكة ستارلينك الفضائية "خرجت 40 جنازة من كُمو" في ذلك اليوم.
نزوح متزايد واتساع رقعة القتال
بدوره، أفاد تيه عيسى بأنه توجه وآخرون من أهالي هيبان إلى كُمو للمساعدة "في حفر القبور. الموت كان كثيرا. حفرنا أكثر من 40 قبرا". وأكد مصدر عسكري بالجيش السوداني لفرانس برس أن "القوات المسلحة لا تقصف المدنيين ولا تستهدف منشآت مدنية".
وبحسب بيانات منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة نزح أكثر من خمسة آلاف شخص من عدة قرى صغيرة بجنوب كردفان "بسبب انعدام الأمن" خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وسيطرت قوات الدعم السريع في نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي على الفاشر في شمال دارفور ما أدى إلى إحكام سيطرتها على إقليم دارفور المجاور لكردفان بالكامل.
ومنذ ذلك الحين، اتسعت رقعة المعارك إلى منطقة كردفان الغنية بالنفط والأراضي الزراعية. وتعتبر منطقة كردفان الممتدة بين وسط السودان وجنوبه خطا واصلا بين إقليم دارفور والعاصمة الخرطوم التي سيطر عليها الجيش في وقت سابق من العام.
تحرير: عبده جميل المخلافي
الفاشر.. مركز الانتهاكات الأكثر عنفًا في النزاع السوداني
تُعد الأزمة الإنسانية في السودان من بين الأسوأ عالميًا، حيث يعاني المدنيون أوضاعًا مأساوية، وتتزايد التقارير الصادمة عن إعدامات وانتهاكات جسيمة ارتكبتها قوات الدعم السريع بعد سيطرتها على الفاشر في دارفور وبارا بكردفان.
صورة من: Muhnnad Adam/AP Photo/dpa/picture alliance
نزوح جماعي
غادر نحو 26 ألف شخص مدينة الفاشر في الأيام الأخيرة، مضطرين للفرار من القتال وسط حالة من الرعب. تنقّل المدنيون بين نقاط التفتيش المسلحة، معرضين للابتزاز، والاعتقالات التعسفية، والاحتجاز، والنهب، والمضايقات، فضلاً عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء محاولتهم الوصول إلى برّ الأمان. وفقا لشهادات الوافدين إلى بلدة طويلة، الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومترًا من الفاشر.
صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS
قوات الدعم السريع متهمة بإعدامات وانتهاكات مروعة
أفادت تقارير بوقوع إعدامات ميدانية بحق مدنيين حاولوا الفرار، وسط مؤشرات على دوافع قبلية وراء بعض عمليات القتل، إضافة إلى استهداف أشخاص لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مقلقة تُظهر عشرات الرجال العزّل يتعرضون لإطلاق النار أو جثثهم ملقاة على الأرض، بينما يظهر مقاتلو قوات الدعم السريع حولهم وهم يتهمونهم بالانتماء إلى القوات المسلحة السودانية.
صورة من: STR/AFP/Getty Images
الفاشر تتحول إلى مركز للمواجهات الأعنف في دارفور
أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان أن القيادة ولجنة الأمن في الفاشر قررت مغادرة المدينة بعد الدمار والقتل الممنهج الذي تعرض له المدنيون، موضحًا أنه وافق على مغادرتهم إلى مكان آمن حفاظًا على ما تبقى من الأرواح والممتلكات.
صورة من: Rapid Support Forces (RSF)/AFP
التجويع كسلاح حرب
مئات الآلاف من المدنيين ظلّوا محاصرين في هذه المدينة لأكثر من 500 يوم، حيث منعتهم قوات الدعم السريع من الوصول إلى الغذاء، ما يُعد استخدامًا للتجويع كسلاح حرب. وخلال الفترة بين 2 و4 تشرين الأول/أكتوبر، نزح نحو 770 شخصًا من المدينة إلى منطقة طويلة بسبب تزايد انعدام الأمن.
صورة من: UNICEF/Xinhua/IMAGO
انتهاكات جسيمة
قالت نقابة أطباء السودان إن نحو 177 ألف شخص ما زالوا محاصرين داخل مدينة الفاشر، معتبرة أن ما تشهده المدينة من أحداث يرقى إلى "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج وجرائم حرب مكتملة الأركان".كما حددت اللجنة "مقتل خمسة من متطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني في مدينة بارا شمال كردفان.
صورة من: Rapid Support Forces (RSF)/AFP
انهيار الوضع الأمني في بارا
في شمال كردفان، أفاد الناجون بتكرار أنماط مماثلة من العنف وانتهاكات حقوق الإنسان عقب سقوط مدينة بارا مؤخراً، ما أسفر عن نزوح آلاف السكان داخل الولاية. هناك قلق بالغ إزاء احتمال حصار مدينة الأبيض، التي تأوي عشرات الآلاف من النازحين داخلياً، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة.
صورة من: AFP/Getty Images
طويلة عانت من تفشي الكوليرا
بلدة طويلة بولاية شمال دارفور عانت من تفشي سريع للكوليرا، حيث سُجِّل أكثر من 1.180 إصابة، منها نحو300 طفل، وما لا يقل عن 20 وفاة منذ ظهور أول حالة في21 يونيو/ حزيران 2025. البلدة التي تستضيف أكثر من 500 ألف نازح فرّوا جراء النزاع العنيف منذ أبريل/ نيسان، واجهت وضعاً إنسانياً هشاً للغاية تطلب تدخلاً عاجلاً.
صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS
الخوف من الانتهاكات الجنسية
من بين الانتهاكات الجسيمة المبلغ عنها والتي تهدد سلامة المدنيين، انتشار الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات على يد الجماعات المسلحة، سواء أثناء الهجمات أو خلال فرارهن. وكان المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام قد وثق استخدام العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب، وقد وثّق المركز 51 حادثة اعتداء جنسي ضد النساء والفتيات في محليتي وشاطئ بحرينتي وقارسيلا بوسط دارفور.
صورة من: AFP
تقديم الإسعافات لعشرات الجرحى في طويلة
ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن فرقها الطبية العاملة على بُعد نحو 60 كيلومترًا من الفاشر في مدينة طويلة، اساقبلت، عشرات المرضى الفارين من المدينة إلى مستشفى طويلة المكتظ. خلال ليلة 26–27 أكتوبر/تشرين الأول وصل نحو ألف شخص من الفاشر على متن شاحنات إلى مدخل المدينة، حيث أقامت الفرق نقطة صحية ميدانية لتقديم الرعاية الطارئة وإحالة الحالات الحرجة مباشرة إلى المستشفى.
صورة من: Mohammed Jamal/REUTERS
غوتيريش يشدد على حماية المدنيين
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لا يتوانى عن تجديد دعواته إلى وقف القتال فورًا في الفاشر، مع التأكيد على حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بأمان وباستمرار. كما شدد على توفير ممر آمن لأي مدنيين يريدون مغادرة المنطقة طوعًا.