دعت منظمة الصحة العالمية إلى وقف استهداف المستشفيات في السودان عقب مقتل أطفال في هجوم على مستشفى بكردفان. تزامن هذا مع تجديد اتهام الجيش للإمارات وكينيا بتسليح الدعم السريع.
أفادت تقارير أممية بمقتل أكثر من 40 شخصا، بينهم أطفال، في هجوم على مستشفى بالسودان.صورة من: picture alliance/AP
إعلان
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن أكثر من 40 شخصا، بينهم أطفال وعاملون في مجال الرعاية الصحية، قتلوا في هجوم على مستشفى بالسودان مطلع الأسبوع.
وقع هجوم السبت على مستشفى المجلد بولاية غرب كردفان بالقرب من خط المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المتحاربين منذ اندلاع الصراع في أبريل/ نيسان 2023.
ودعا غيبريسوس إلى وقف الهجمات على البنى التحتية الصحية دون أن يحدد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وذكر مكتب منظمة الصحة العالمية في السودان أن ستة أطفال وخمسة مسعفين قتلوا في الهجوم وأشار إلى أن أضرارا جسيمة لحقت بالمستشفى.
وحملت مجموعة (محامو الطوارئ)، وهي فريق قانوني مستقل معني بالتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان، الجيش مسؤولية قصف المستشفى السبت بطائرة مسيرة تابعة له، لكنها ذكرت في بيان نشرته الأحد إن عدد القتلى بلغ تسعة.
اتهمت الحكومة السودانية كينيا بمدّ قوات الدعم السريع بالأسلحة.صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
اتهام كينيا والامارات
وفي سياق متصل، اتهمت الحكومة السودانية كينيا بمدّ قوات الدعم السريع بالأسلحة، معتبرة ذلك "انتهاكا جسيما للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار" بعد عثورها على أسلحة اتهمت الإمارات بإرسالها إلى الدعم السريع عبر نيروبي.
وقالت الخارجية السودانية في بيان صدر الثلاثاء إنها "عثرت الشهر الماضي على أسلحة وذخائر تحمل علامات الجيش الكيني في مخازن كانت تستخدمها الميليشيا في الخرطوم".
وتواجه الأطراف المتحاربة في السودان اتهامات بتلقي الدعم من قوى خارجية، في حين حذّر الأمين العام للأمم المتحدة مرارا من أن قوى خارجية تؤجج نيران الحرب في السودان.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان مع دخول الحرب عامها الثالث إلى "وقف الدعم الخارجي وتدفّق الأسلحة".
واتهمت الخارجية السودانية في بيانها كينيا بأنها "معبر رئيسي للإمدادات العسكرية الإماراتية إلى الميليشيا الإرهابية"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وعلى إثر اتهامها الإمارات بمدّ الدعم السريع بالأسلحة، قرّرت الحكومة السودانية في أيار/مايو قطع العلاقات مع أبو ظبي التي تنفي هذه الاتهامات.
الدعم السريع على حدود مصر وليبيا.. من يدعمه؟
22:41
This browser does not support the video element.
واتهم بيان الخارجية السودانية كينيا أيضا "بالترويج لتقسيم السودان بإشارتها لما يسمى بالحكومة الموازية" التي تعمل على تشكيلها قوات الدعم السريع.
واستضافت نيروبي في شباط/فبراير الماضي حفل توقيع قوات الدعم السريع وائتلاف من المجموعات المتحالفة معها اتفاقا يمهّد الطريق لتشكيل حكومة "سلام ووحدة" في المناطق الخارجة عن سيطرة الجيش.
وحذّر بيان الثلاثاء من أن "إصرار الحكومة الكينية على هذا النهج الخطير وغير المسؤول يمثل تهديدا جديا للأمن والاستقرار الإقليميين، ولوحدة أراضي الدول الإفريقية ومؤسسة الدولة فيها".
وأسفرت الحرب في السودان خلال أكثر من عامين عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليونا في ما تصفه الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
تحرير: ح. ز
بالصور - حصاد 2024 في السودان: استمرار أكبر أزمة إنسانية في العالم
شهد السودان في 2024 استمرار أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه جراء تواصل القتال بين قوات الجيش والدعم السريع، ما أسفر عن أكبر موجة نزوح في العالم وتفش للمجاعة وأمراض كالكوليرا وتدمير للبنية التحتية مع فشل محاولات الوساطة.
صورة من: Sam Mednick/AP
11 مليون نازح - رقم قياسي بالعالم
يشهد السودان أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا 9.1 مليون شخص، وارتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 11 مليون بسبب الحرب القائمة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، فيما فر 3.1 مليون إلى الدول المجاورة. النساء تشكلن أكثر من نصف النازحين، والأطفال دون الخامسة يمثلون أكثر من ربع النازحين.
صورة من: Marie-Helena Laurent/WFP/AP/picture alliance
مجاعة تجتاح أجزاء من ولاية شمال دارفور
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن تفشي المجاعة في مخيم زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، حيث وصل الوضع إلى المرحلة الخامسة من التصنيف الغذائي، وهي مرحلة المجاعة. وأشارت المنظمة إلى أن هذه المرحلة تعني أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص أو أسر يعانون من نقص حاد في الغذاء ويواجهون خطر الموت جوعًا.
صورة من: Mohamed Zakaria/REUTERS
حرمان ملايين الأطفال من التعليم
يظهر في الصورة مجموعة من الأطفال وهم يدرسون رغم التحديات، حيث استأنفوا الدراسة في ظروف صعبة. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 15 مليون طفل في السودان خارج المدرسة بسبب الصراع المستمر. ومع اقتراب النزاع من إتمام عامه الثاني، يقدر أن نحو 19 مليون طفل في السودان لا يحصلون على التعليم. من بين هؤلاء، يعاني حوالي 6.5 مليون طفل من عدم القدرة على الوصول إلى المدارس بسبب العنف وانعدام الأمن في مناطقهم.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
تفشي الكوليرا يهدد النازحين
صورة من إحدى المناطق المتأثرة بتفشي وباء الكوليرا في السودان، حيث يظهر أحد العاملين في القطاع الصحي وهو يقدم العلاج للمصابين في ظل ظروف صعبة. منذ إعلان تفشي الوباء في 12 أغسطس/ آب 2024، تم تسجيل أكثر من 8,400 إصابة و299 حالة وفاة في ثماني ولايات سودانية، ما يهدد حياة المجتمعات النازحة في أنحاء البلاد.
صورة من: Central Committee of Sudanese Doctors/AP Photo//picture alliance
حالات اغتصاب كثيرة والمتهم: عناصر الدعم السريع
تم توثيق 306 حالة اغتصاب منذ اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، بينها 48 حالة لبنات في سن الطفولة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير. تكشف التحقيقات أن معظم حالات الاغتصاب والعنف الجنسي ارتُكبت من قبل قوات الدعم السريع، خصوصًا في ولايات الخرطوم ودارفور والجزيرة.
صورة من: Abd Raouf/AP Photo/picture alliance
تكايا تقدم مساعدات إنسانية
انتشرت التكايا في مختلف مناطق السودان لتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين، معتمدة على تبرعات الأهالي داخل وخارج البلاد. تُدار هذه التكايا بواسطة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية، حيث يقوم المتطوعون بتوزيع الطعام على المنازل. وفي 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، تم ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام تقديرًا لدورها الحيوي في تقديم المساعدات الإنسانية.
صورة من: Mohamed Khidir/Xinhua News Agency/picture alliance
كارثة انهيار سد أربعات - فيضانات وعطش
انهار سد أربعات في ولاية البحر الأحمر شرقي السودان، مما أدى إلى كارثة كبيرة في مدينة بورتسودان. تسببت السيول في جرف جثث ومفقودين، إلى جانب آلاف المواشي وتدمير عشرات القرى والممتلكات. كما دمرت السيول بوابة السد وخطوطه الناقلة، ما هدد المنطقة بالعطش.
صورة من: -/AFP/Getty Images
النظام الصحي يواجه انهيارًا في ظل الحرب
وصل النظام الصحي في السودان إلى نقطة الانهيار بسبب الضغط الكبير على المرافق الصحية وتدهور قدرتها على مواجهة تفشي الأمراض وسوء التغذية. يعجز اثنان من كل ثلاثة سودانيين عن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، بعد إغلاق العديد من المستشفيات. يعاني المرضى من نقص الأدوية والغذاء، بينما لا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الضرورية.
صورة من: AFP
مجازر جديدة في ولاية الجزيرة
تشهد ولاية الجزيرة بوسط السودان مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع، التي اجتاحت أكثر من 100 قرية. وفقًا للجنة المقاومة، قُتل نحو 800 شخص، بينهم أسر كاملة، وتم توثيق فظائع في قريتي الأزرق والسريحة في 25 أكتوبر/تشرين الأول، بالإضافة إلى مذبحة بالرصاص الحي في القرى الشرقية للولاية.
صورة من: AFP
استبدال العملة قبل نهاية 2024
ولم ينته عام 2024 إلا وقد وقعت مفاجأة كبيرة، حيث قررت الحكومة السودانية تغيير بعض فئات العملة السودانية في ولايات دون أخرى. وبدأت السلطات في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول استبدال العملة من فئة 1000 جنيه وكذلك فئة 500 جنيه عن طريق الإيداع البنكي في ست ولايات. وأعلن بنك السودان المركزي طرح عملة جديدة من فئة 1000 جنيه، تتضمن علامات تأمينية ترى بالعين المجردة مثل العلامة المائية.
صورة من: Janusz Pienkowski/Zoonar/picture alliance